السفارة السعودية تحتفى بمرور 9 أعوام على تولى خادم الحرمين الشريفين لمقاليد الحكم

على ضفاف النيل أقام سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد عبد العزيز قطان، ندوة بمقر السفارة السعودية تحت عنوان» الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود.. 9 أعوام من الانجازات»، بمُناسبةِ مُرورِ تِسعِ سنواتٍ على تولى خادمِ الحَرَمينِ الشريفينِ لمَقالِيدِ الحُكمِ فى المملكة.
وحضر الندوة عدد من الوزراء والمسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية والأجنبية بمصر والمندوبين الدائمين بالجامعة العربية، وقد عكس الحضور أهمية العلاقات المصرية السعودية وآفاق المستقبل التى يستمد قوته من عمل وتعاون غير مسبوق خاصة فى اوقات الشدة والمراحل الحرجة من تاريخ المنطقة العربية. ألقى كل من سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان، ومندوب عن فضيلة الإمام الأكبر، ومندوب عن البابا تواضروس الثاني، والدكتور مصطفى الفقي، سكرتير الرئيس المصرى الأسبق للمعلومات وسفير مصر الأسبق فى فيينا، والمستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة المصري، والمستشار تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، والشاعر فاروق جويدة، والفنان محمد صبحي.
وفى كلمته، أبرز السفير أحمد قطان التطور والنهضة الشاملة التى شهدتها المملكة العربية السعودية فى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مما جعلها نموذجاً مميزاً على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية.
واستعرض قصة النجاحات التى حققتها المملكة منذ عَهدِ المُؤسِّسِ المَلِك عبدُ العزيزِ بِنْ عَبدُ الرحمنِ آل سُعود – طيّب اللهُ ثراه – وحَتَى عَهدِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدُ اللهِ بِنْ عَبدُ العزيزِ آل سُعود - حفَظُهُ الله- الذى لَم يَأْلُو جَهدٍا لاستكمالِ مَسيرةَ البِناءِ القويّ المُتَكامِلِ وتهيئَتِهِ لتحقيقِ كلِّ هذه الإنجازاتِ الرائعةِ فى كافةِ المَجالاتِ والنُهوضِ بِكُلِّ سُبُلِ التَّقَدُمِ والرُّقيّ لحَاضرِ ومُستَقبَلِ الْمُوَاطِنِ، وتطلُّعِهِ بِأَنْ تَكُونَ الْمَمْلَكَةَ فِى مُقْدِمَةِ الأممِ الْمُتَحَضِّرَةِ المتناميةِ الْمُتَطَوِّرَةِ.
وأكد أن خَادِمِ الْحَرَمَيْنِ الشريفيِن َ وَضَعَ نصبَ عينيهِ منذ توليه الحكم تَحْقِيقِ رؤيتهِ الإصلاحية، مُسْتَنِداً عَلَى كتَّابِ اللهِ دستورا وسُنةِ رسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلْمَ سبيلا، مبرزاً الانجازاتِ التى تحققت خلال التسع سنوات فى مقدمتها مَشْرُوعَاتِ توسعِةِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ والمشاعر المقدسة، وفى الْمَجَالِ الْاِقْتِصَادِى تأتى المملكة كأفضل الاقتصادات أداء فى مجموعة العشرين بحسب تقرير صندوق النقد الدولي، كما تَجَاوَزَتْ الْمَمْلَكَةُ فِى مَجَالِ التنميةِ السقفَ المُخطَطَ لإنجازِ الْعَدِيدِ مِنْ الأهدافِ التنمويّةِ الَّتِى حَدَّدَهَا إِعلانُ الألفيةِ للأممِ الْمُتَّحِدَةِ عَامَ أَلَفَّيْنِ ميلادياً، مؤكداً حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على نشر التنمية فى كل أرجاء المملكة، وتجسد ذلك فى إطلاق عدد كبير من المشروعات التنموية الكبرى. وفى مَجَالِ التَعلِيمْ، انطلق فى عهده مَشْرُوعَ الْمَلِكِ عَبْدُاللهِ لِتَطْوِيرِ التعليم، كما تضاعف عدد الجَامِعَاتِ لتصْبَحَ 28 جَامِعَةً حكوميةً و9 جَامِعَاتٍ أهليةٍ تَضُم وَاحِدٍ وَثَلاثَيْنِ كُليّةٍ جامعيةٍ أَهِلِّيَّةٍ مُوَزِّعَةٍ جغرافياً لِتُغَطِّى اِحْتِيَاجَاتِ كَافَّةِ مَنَاطِقَ الْمَمْلَكَةِ، إضافة إلى بَرْنامَجِ خادم الحرمين الشريفين للابتعاثِ الخارجى الذى يشمل فى الوقت الراهن 150 ألف مبتعث ومبتعثة بهدف إعدادِ أجيالٍ مُتَمَيِّزَةٍ لِمُجْتَمَعٍ معرفيّ مَبْنِى عَلَى اِقْتِصَادِ الْمَعْرِفَةِ.
وفى المجال الصحي، تَبَوَّأَتْ الْمَمْلَكَةُ فى عهده الزاهر مَكَانَةً مَرْمُوقَةً عالمياً وَأَصْبَحَتْ مَرْجِعاً طُبِياً وعِلَاجِياً لِلْعَدِيدِ مِنْ الأمراضِ، حَيْثُ أُجْرِيت فِى مُسْتَشْفيَاتِهَا المئاتَ مِنْ الْعَمَلِيَاتِ الناجحةِ، فِى مَجَالِ فَصْلِ التوائمِ وَجِرَاحَاتِ الْقَلَّبِ وَالْمُخِّ وَزِراعَةِ الأَعضَاءِ. ولفت السفير الانتباه إلى ما أولاه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بِمَشَارِيعِ الإسكانِ، حيث بلغ عَدَدُ الْمَشَارِيعِ الَّتِى يَجْرِى تَنْفِيذُهَا حالياً سَبْعَةٌ وأربعونَ مَشْرُوعاً بكامل مرافقها الخدمية.
وحول دور المرأة، أوضح الاهتمام الملحوظ الذى أولاه خَادِمُ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ خِلَالَ السّنواتِ التسعِ الْمَاضِيَةِ بقضيةِ تعزيزِ دَوْرَ المَرأةِ فِى الْمُجْتَمَعِ السُّعُودِيِّ، حَيْثُ توالت الْمُبَادِرَاتِ وَالْقَرَارَاتِ والأوامرِ الْخَيِّرَةِ الَّتِى تَسْتَهْدِفُ الرَّفْعَ مِنْ شأنِ المَرأةِ السُّعُودِيَّةَ، وَجَعَلَهَا شَرِيكًا أساسيًا فِى بَرامِجِ التَّنْمِيَةِ. وَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بِمَنْظُومَةِ الْعَدَالَةِ بِالْمَمْلَكَةِ، فَقَدْ اِنْطَلَقَ مَشْرُوعُ الْمَلِكِ عَبْدَ اللهِ لِتَطْوِيرِ الْقَضَاءِ ومرَافِقهِ، بهدف تَحْدِيدِ رُؤيَةٍ مستقبَلَّيةٍ طَمُوحَةٍ، وَرِسَالَةٍ وَاضِحَةٍ، وَقَيِّمٍ مُؤَثِّرَةٍ، وَمَعَايِيرٍ لِتَقْويمِ الأداءِ والإنجازِ.
وَتطرق معاليه للجهود الحثيثة لخادم الحرمين الشريفين فى مُكَافَحَةِ الْفسادِ من خلال إنشاءِ «الْهَيْئَةَ الوطنيةَ لِمُكَافَحَةِ الْفسادِ»، ومُؤَسِّسَةَ سَعْفَةَ الْقُدْوَةِ الْحَسْنَةِ»، بِهَدَفِ تَنْمِيَةِ الشُّعُورِ بِالْمُوَاطَنَةِ وبأهميةِ حِمَايَةَ الْمَالِ الْعَامِ، وَالْمَرَافِقَ وَالْمُمْتَلِكَاتِ الْعَامَّةِ، وَدَعْمِ إجراءَ الْبُحوثَ وَالدَّرَّاسَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِنَشْرِ الْوَعِيّ بِمَفْهُومِ الْفسادِ وَبَيَانِ أَخَطَّارِهُ وآثارِه، وتَعزِيزِ الرِّقابَةَ الذّاتِيَّةَ، وَثِقَافَةَ عَدَمِ التَّسَامُحِ مَعَ الْفسادِ. وفِى مجال مُكَافَحَةِ الإِرهَابِ، أكد أن المملكة لَمْ تَكتْفِ بتأكيدِ اِسْتِنْكارِهَا وَشَجبِهَا للإِرهابِ بكافةِ أَشكالِهِ وَصُوَرِه، وَلَكِنْهَا قَامَتْ بِجُهْدٍ حَثيثٍ وَدَوْرٍ مؤثِّرٍ وَفَعَّالٍ فِى حِفْظِ الأمنِ والتَصَدِّى لِظاهِرَةِ الإرهابِ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْتَويَاتِ الْمَحَلِّيَّةِ والإِقلِيميَّةِ وَالدَّوْلِيَّةِ ، وأكد اِلْتِزَامَ المملكة بِالْقَرَارَاتِ الدوليَّةِ الصادِرةِ عَنْ مَجْلِسِ اِلْأَمْنِ وَفِقاً لِلْفَصْلِ السابعِ مِنْ مِيثَاقِ الأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ، وَكَذَلِكَ ذَاتَ الصِّلَةِ بِمُكَافَحَةِ الإِرهَابِ وَتَمْوِيلِه. كَمَا دَعَتْ الْمَمْلَكَةُ لِعَقَّدِ اِتِّفَاقِيَّةٍ دُوَلِيَّةٍ لِمُحَارَبَةِ الإِرهَابِ، مِنْ خِلَالِ عَمَلٍ دَوْلِيٍّ مُتَفَقٌ عَلَيه فِى إِطارِ الأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ. كَمَا أَصَدْرَ - حَفَظُهُ اللهَ - ، مؤخراً، أَمَراً ملكياً بِتَغْلِيظِ عُقُوبَةِ مَنْ شَارَكَ فِى أَعمالٍ قِتَالِيَّةٍ خَارِجِ الْمَمْلَكَةِ، لِيُعَاقَبْ بِالسِّجْنِ مَدَّةً لَا تَقِلُّ عَنْ ثُلاثِ سنواتٍ، وَلَا تَزِيدُ عَلَى عِشرِينَ سَنَةً.
وَأوضح أن إعلانُ الْمَمْلَكَةِ أتى وَاضِحاً فِى مُوَاجَهَةِ كُلِّ مَنَابِعِ الإِرهابِ مِنْ تَنْظِيمِ الْقَاعِدَةِ وَفُرُوعِهَا الْمُخْتَلَفَة، وَجِمَاعَةِ الإِخوَانِ الْمُسَلَّمَيْنِ، إضافةً لِحِزْبِ اللهِ السَّعوديّ وَجِمَاعَةِ الحُوثِيينِ، بِوَصْفِهَا تَنْظِيمَاتٍ إِرهَابيّةٍ، يُحْظَرُ الاْنتِمَاءِ إِلَيهَا ودَعمِها، أَوْ التَّعَاطُفِ مَعَهَا، أَوْ الترويجِ لَهَا، أَوْ عَقَدِ اِجْتِمَاعَاتٍ تَحْتَ مِظلّتِها ، سَواءَ دَاخِلِ الْبِلادِ أَوْ خَارِجِهَا .
ولفت سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة إلى تأكيد خَادِمُ الْحَرَمَيْنِ الشريفِينِ على أهمية الحوار وَبَدَأَ بِالْحِوَارِ الْوَطَنِيِ من خلال إنشاء « مَرْكَزِ المَلكْ عَبْدَ الْعَزِيزِ لِلْحِوَارِ الْوَطَنِيّ» ، ثم دَعَا َ- ، إِلَى تأسيسِ مَرْكَزٍ لِلْحِوَارِ بَيْنَ الْمَذَاهِبِ الإسلاميّةِ يَكُونُ مَقَرُّهُ فِى الرِّياضِ، وَأَكَدَ عَلَى ضَرُورَةِ «التضامُنِ وَالتَّسَامُحِ وَالْاِعْتِدالِ» و «نَبْذِ التَفْرِقَةِ» وَمُحَارَبَةِ «الْغُلُوِّ والفِتَنْ»، ثَمَّ أَطْلَقَ مُبَادَرَتِه لِلْحِوَارِ بَيْنَ الأديانِ وَالثِّقَافَاتِ وتم تتويج ذلك بإنشاءِ مَرْكَزَ الْمَلِكِ عَبْدَ اللهِ بِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَالَمِيِّ لِلْحِوَارِ فِى فيينا. واختتم كلمته بالإشارة إلى المكانة الخاصة التى تحظى بها جمهورية مصر العربية فى وِجْدَانِ خادَمِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَالَّتِى يَشْعُرُ بِهَا كُلَّ سَعُودِيّ وَمِصْريّ وَعَربَيّ، مشيراً إلى خطابه التاريخى بعد ثورة 30 يونيو 2013 والتى أكد فيها وقوفه قلباً وقالباً مع مصر ورفضه التدخل فى شئونها الداخلية.
وفى مظهر من مظاهر الاحتفالية، قامت السفارة فى نهاية الاحتفال بتوزيع كتيبات عن تاريخ خادم الحرمين الشريفين ومسيرته وسيرته الذاتية. كما قامت بإطلاق الألعاب النارية التى سطعت فى سماء القاهرة. وحضر الندوة أكثر من أربعمائة شخصية منهم عدد من الوزراء والمسئولين وسفراء الدول العربية والإسلامية والأجنبية بمصر والمندوبين الدائمين بالجامعة العربية، ومثقفين وإعلاميين وأدباء ورياضيين وشخصيات بارزة، ومن ضمنها، وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ممثلاً لرئيس الوزراء المصري، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد حامد شاكر، ووزير النقل والمواصلات الدكتور إبراهيم الدميرى، ووزير التنمية المحلية والتنمية الإدارية اللواء عادل على لبيب، ووزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور وائل محمد دجوى، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر ممثلاً عن د. أحمد الطيب الإمام الأكبر شيخ جامع الأزهر، والقمص سيرجيوس شحاته وكيل البطريركية الأرثوذكسية ممثلاً عن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.