بعد ثلاث سنوات عجاف عشناها وقابلنا فيها الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية مرورًا بما حدث فى 30/6 الذى نتج عنه تحالف 3/7 ورسم خريطة للمستقبل وبعد انتهاء الاستحقاق الأول بإقرار الدستور، يأتى الآن الدور على الاستحقاق الثانى وهو الانتخابات الرئاسية. ما فعله المصريون فى الخارج فى هذه اللحظة التى نعيشها الآن يؤكد صدق نواياهم لاستكمال خريطة المستقبل، وها هى الصفعة الكبرى على وجه المؤامرة الكبرى للغرب التى قدمها المصريون بالخارج فى مظاهر عديدة، فالذين خرجوا للبحث عن لقمة العيش هم بالفعل يرون الصورة كاملة من الخارج أكثر ممن فى الداخل ويرون حجم التآمر على مصر وشعبها، لذلك خرجوا بالآلاف فى طوابير لساعات طويلة فى «عز الحر» فى مشهد احتفالى فارق فى تاريخ مصر، لأنهم يحلمون بغد أفضل وعودة مصر لاحضان المصريين وهم مستعدون لذل كل غالٍ وثمين من أجل استعادة وطنهم بعد هذه السنوات الثلاث ورغم قلة الإمكانيات والتحديات الاقتصادية نجد المصرى لايمل ولا بكل من أجل بلده ومستقبل أبنائه فهو شعب يبهر العالم لأنهم يقفون على قلب رجل واحد. ففى اللحظة التى شعر بها المصرى بالخطر الحقيقى فإن استدعاء المسئولية الوطنية هى من حركت كل هذه الحشود أمام سفارتنا بالخارج من أجل الانتصار على الفكر غير القابل للحياة، لأن مصر هبة النيل ومصر الحضارة دائما حنونة عطوفة على الغرباء لذلك سميت «أم الدنيا» وكانت تحن على الغريب قبل القريب فهى الحضن الدافئ لكل المهاجرين إليها من الفقهاء وآل البيت وغيرهم، وهى دائما ولادة بالعظام والقادة وآن الآوان أن يقوم أبناؤها بمساعدتها لتخرج من كبوتها... لذلك جاء هذا المشهد الفارق للمصريين فى الخارج لم يخشوا التهديدات بإرادتهم الصلبة بعلامات مبشرة ودلالة واضحة على أن مصر بخير بأبنائها فى الداخل والخارج، سوف تخرج من «عيون العاصفة» لأن الواقع يفرض معطيات وحقائق جعلت المصريين يتخذون قرارهم وفقا لهذه الرؤى والمعطيات، فجاءت طوابير المصريين يملؤها الأمل ليعلنوا اختيارهم ويقولوا كلمتهم فى رئيس مصر القادم وماحدث من المصريين بالخارج سوف يحدث إن شاء الله فى داخل مصر يومى 27،26 من هذا الشهر لإعادة صياغة التاريخ بأياد مصرية مائة بالمائة ونغنى أغانى عبد الحليم حافظ مرة أخرى وتقول الله يابلدنا الله على جيشك والشعب معا. بجهادك قوة وكلامك غنوة الله يابلدنا خليجيون يحبون مصر مبادرة أطلقها «يوسف العميرى» رئيس بيت الكويت للأعمال الوطنية وهى عبارة عن جملة من دول الخليج بدأت من الكويت انطلاقا من أن الكويتيين يعرفون حقيقية أن مصر هى السقف الأعلى لكل الخليجيين، وهى حملة بعيدة عن السياسات والأحزاب للدول فهى دعوة مدنية، مهمتها الحقيقية تتمثل فى الدبلوماسية الشعبية بين الشعبين لتوضيح الرؤية الحقيقية لما حدث بالفعل على أرض الواقع عن طريق الحوار البناء بين الشعوب، كما أنها بعد الرئاسة ستكون بمثابة استثمار للحظة التغيير الذى حدث فى المنطقة لأنه آن الآوان للشعوب العربية أن تتوحد فيما بينها بعيدًا عن الصراعات السياسية من خلال «خليجيون خليجيون» بهدف التواصل الشعبى بين دول الخليج ومصر عن طريق معرفة مواطن القوة والضعف واستكمالها بين الدول. القائمون على هذه الحملة لديهم عتاب على الحكومة من عدم التنسيق والاهتمام والجدية. نناشد المهندس إبراهيم مجلس رئيس مجلس الوزراء أن يعطى أهمية لهذه المبادرة الخليجية حتى لا نتهم بعدم الجدية واللامبالاة من الأشقاء العرب الذين يمدون أيديهم للشباب المصرى لأن مصر من وجهة نظرهم تحتاج إلى كل التكاتف والتواصل والدعم العربى الاقتصادى لهؤلاء الشباب تحية للأشقاء العرب فى الكويت والسعودية والامارات وعمان البحرين والأردن ونتمنى أن تكون هذه بداية شراكة عربية مصرية والبقية تأتى بإذن الله فى الدفاع المشترك والسوق المشتركة والحدود المشتركة. وطنى حبيبى الوطن الأكبر يوم وراء يوم أمجاده بتكبر عاش الوطن العربى وتحيا مصر.