الله سبحانه وتعالى منحنا نعمة العقل وميزنا عن كافة المخلوقات بهذه النعمة، فالعقل هو ماجعلنا نفكر ونفرق بين الخير والشر لذلك فقد وضعنا أيدينا على الشىء الصعب والفرق الجوهرى بين الإنسان والحيوان، وفى هذا السياق الذى ميز الله الإنسان عن سائر المخلوقات فى قوله تعالى ( أفلا تعقلون ) ( أفلا تتفكرون ) إشارة إلى إعمال العقل ألسنا اليوم فى حاجة إلى إعمال هذا العقل الذى هو منحة الله للبشر فكروا وتتدبروا جيدا قبل أن تحكموا على الرئيس القادم ولنقوم بالتقييم لكل مرشح للانتخابات الرئاسية ونطرح العديد من الأسئلة ماذا قدم؟! وما هى مواقفه هل هى ثابتة أم متغيرة؟! وكيف يرى الشعب المصرى؟! وهل مواقفه ايجابية أم سلبية؟، وهل هى لصالح الوطن أم أنها تبث طاقة سلبية للشباب أى «طقه حنك» ليس إلا لأن كل تصرف الآن له غاية وهدف. ??? إذا كانت الجماعة تريد اصلاحا فهذا مقبول، أما ما يحدث من البعض من تفجيرات وشائعات وخلق أزمات وتظاهرات كلها لانية لها إلا إسقاط الوطن وخراب مصر ودلالة ذلك كثرة القتل العشوائى للمواطنين والمنظم والممنهج للشرطة ورجالها. والهدف من كل ذلك فقدان الثقة وانهيار الدولة هذا من جانب، أما الخطر الأكبر هو التجمعات الإرهابية المسلحة على الحدود مع الوطن والتى تتسلل لداخل الوطن لإحداث حالة من الفوضى، فكل ما يحدث من مخططات لنشر الذعر بين المواطنين وإشغال الرأى العام عن القضية الأساسية التى يمر بها الوطن وهو الاستحقاق الثانى من خريطة المستقبل ألا وهو الانتخابات الرئاسية، ففرق كبير بين أن تعارض نظاما تنتقده وأن تسعى لزعزعة الاستقرار وهدم الدولة، الأزمة الحقيقية التى يمر بها الوطن هى أزمة «فكرية معرفية» لأن الدولة ليست وجهة نظر فالدولة الثورية القادرة على احتواء الأزمات حتى الآن ليست موجودة، فالهدف ليس إحلال الثورة محل الدولة.. فمصر أول مجتمع عبر التاريخ القديم يعمل دولة لتقوم بدور داعم لإقامة العدالة فى توزيع الموارد لهذا المجتمع الذى صنع دولته منذ آلاف السنين، لن تستطيع أى مؤامرات أن تسقطها، لكن الفساد الاجتماعى والسياسى والاقتصادى الذى جعل الدولة تتفسخ لأن الطبقة الوسطى التى هى عماد الدولة وعمودها الفقرى للدور الأخلاقى والدينى والثقافى تلاشت وتآكلت منذ الانفتاح الاقتصادى وسقطت فى البحث عن لقمة العيش وتلاشى دورها المنوط به الرقى بالطبقة الفقيرة لأعلى إذن اللحظة الآن هى لحظة التقييم الحقيقى لأنه آن الأوان للكل أن يدفع ثمن مواقفه فالحرب الحقيقية التى يجب أن تدار هى على الفساد الذى عشش داخل كل منظومة اقتصادية واجتماعية وثقافية بل دينية أيضا فى مصر لتقوم بإعادة ترتيب مصر من جذورها. ??? الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين قومى التوجه ينظر للأمور بمنظار عربى أصيل فكل مواقفه تدل على هذا التوجه داخل المملكة بل تعدى إلى خارج القطر.. فمن أهم هذه المواقف الدالة على هذا هو قراره بتعيين الأمير «مقرن بن عبد العزيز» ولى العهد الأول وهو أصغر أبناء الملك عبد العزيز آل سعود وكان الأمير مقرن مسئولا عن الاستخبارات السعودية لذلك فإن هذا الاختيار جاء نتيجة قناعة لدى خادم الحرمين الشريفين بأن الأمير مقرن بن عبد العزيز لديه بالفعل ملفات خطيرة ورؤية صائبة تجاه القضايا السعودية والإقليمية والعالمية وستجعل منه رجل المرحلة القادمة للحفاط على الأمن القومى العربى.. تحية لخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمواقفه القومية والعربية والإسلامية التى تنم عن شخصية فعلا تقود قلب الأمة الإسلامية وألا وهى المملكة العربية السعودية بتوازن وترسيخ لقيم عربية وإسلامية، نابعة من شخصية عربية إسلامية قوية لها منظار عربى قومى تجلت فى مواقفه الداعمة لمصر وشعبها وجيشها تحية من كل مصرى لهذا القائد العربى الأصيل أدام الله عزه.