بعد أن استقرت أخيراً الأوضاع بتونس بعد وضع دستورها وانتخاب حكومة جديدة برئاسة مهدى جمعة ، عادت الأوضاع السياسية ليسودها «التشويش» بالبرلمان المؤقت حيث تفجر جدلا بين مؤيدى ومعارضى إنعاش السياحة التونسية بالوفود الإسرائيلية وتراجعت أصوات المعارضة للسياحة الإسرائيلية، ما دفع مهدى جمعة لإعلان تأييد حكومته الجديدة جذب السياحة الإسرائيلية إلى بلاده بغض النظر عن اعتبار هذا تطبيع أم لا؟ وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن مسئولًا حكوميًا تونسيًا أعلن قبل بضعة أشهر فى مؤتمر فى السويد أن بلاده سوف تسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل وأنه «يمكن أن يستفيد كلا البلدين كثيرا من التعاون بينهما» وهذا فور استقرار الحكومة ولن تتأخر تونس عن استئناف العلاقات؟ «ومن الواضح أن هذا واحد من الشروط، ولكن قد يكون الوقت قد حان لتتخذ دولة عربية قرارًا مستقلًا. وبه «السياحة الإسرائيلية قد تبدأ حقبة جديدة». وفى اجتماع البرلمان التونسى الشهر الماضى بطلب من 81 عضواً مع مفوضين من وزارة الدفاع والسياحة والداخلية لتوضيح الموقف التونسى الجديد من السياحة الإسرائيلية، أوضح جمعة أن موقفه يأتى على الرغم من احترامه أى قرار يأتى بالقبول أو الرفض من داخل البرلمان إلا أنه يفضل أن يكون مطبعاً مع إسرائيل على الرغم من أن تونس من ضمن الدول التى لم توقع حتى الآن أى اتفاقيات سلام مع تل أبيب، وهو يعد خطوة لاستعادة السياحة ببلاده، على الرغم من أن الأمر المثير للاهتمام أن وزير السياحة التونسى منع دخول سفينة سياحية إسرائيلية إلى تونس مبرراً أن هذا القرار ليس سياسياً ولكنه جاء نظراً لأسباب فنية خصوصًا أن الحكومة التونسية الجديدة لا تميز أبداً بين السائحين. وعلى الرغم من هذا يجد جمعة أن إنعاش الاقتصاد التونسى معلق بإنعاش السياحة بجميع الدول العربية وهو ليس مرهونًا بالتطبيع أو غيره ولكن ليس أمامه أى خيارات أخرى خاصة أن تلك الأيام توافق موسم الاحتفالات اليهودية التى يمارس بها اليهود شعائرهم الدينية فى المعبد اليهودى القديم بجزيرة جربه التونسية، وأرجع مختصون أن السياحة التونسية لن تنجح إلا باستغلال الاحتفالات والمواسم الدينية، لهذا أطلقت وزارة الداخلية التونسية قرارا بإصدار تصريحات خاصة للإسرائيليين لزيارة تونس وتشجيع السياحة الإسرائيلية. وكانت السياحة التونسية هى أهم مصادر الدخل إلى أن اندلعت ثورات الربيع العربى عام 2011 فقد كانت الوجهة المفضلة للسائحين من جميع أنحاء أوروبا وخلال السنوات الثلاث ونصف الماضية تعرضت السياحة التونسية لضربة قوية أضاعت كل شىء، وتخطط الحكومة التونسية الآن لإعادتها لجذب سبعة ملايين سائح يدخلون 5 مليارات دولار فى السنة، مستغلين عودة الاستقرار إلى حد كبير للأوضاع التونسية، متمسكين بأى فرصة لجذب السياحة حتى ولو كانت من داخل إسرائيل. وفى هذا الصدد ووفقًا لصحيفة «هآرتس» فإنه على الرغم من التهديدات والاعتداءات التى شهدتها تونس السنوات الأخيرة إلا أنها تمكنت من تحقيق الاستقرار وتتمتع الحكومة المؤقتة بالتأييد الشعبى.