أثار قرار هيئة المحكمة الخاصة بمحاكمة القرن المتهم فيها الرئيس السابق مبارك ونجليه ووزير داخليته الأسبق حبيب العادلى ومساعديه من قيادات الشرطة من طرد كاميرات التليفزيون المصرى الرسمى من قاعة المحاكمة ومنعها من أى تغطية مستقبلية لهذا الحدث الذى ينتظره المصريون والعالم ويتابعونه باهتمام وإسناد التغطية لإحدى الفضائيات الخاصة وهى قناة صدى البلد ردود فعل غاضبة داخل أروقة قطاع الأخبار وبين العاملين بالقطاع وتقدموا على اثرها بمذكرة إلى عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وحصلت (أكتوبر ) على نسخة منها ذكروا فيها أن هذه الواقعة جاءت كالضربة القاضية والتى سيكون لها تأثير سلبى شديد على مستقبل هذه التغطيات الإعلامية التى تميز بها التليفزيون المصرى على مدار تاريخه فإذا بالوضع ينقلب رأسا على عقب وتسند التغطية حصريا لإحدى الفضائيات الخاصة ومن ثم تفتح هذه الواقعة أو النكسة على حد وصفهم الباب لتكرار ذلك مع تغطيات مجلس النواب القادم أو رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وغيرها من الفعاليات وأحداث كان إذاعتها حصريا على التليفزيون المصرى، وهكذا سيتم استبعاد التليفزيون المصرى وطرده من منطقة نفوذه والتى كانت تمنحه المكانة وتحافظ على البقية الباقية من ريادته فى الأوساط الإعلامية وأرجع العاملون فى مذكرتهم السبب وراء هذه الواقعة يعود إلى ما يعانيه قطاع الأخبار من مشكلات وأزمات وتحديات لا يوجد من يواجهها ويتصدى لها بأسلوب علمى وعملى وما ينفذ من سياسات لا تؤدى إلى أى تطوير أو ارتقاء بالأداء سواء من اختيار قيادات مؤخرا بلا معايير واضحة ومحددة ومقنعة ومحاولة احتكار كل القرارات من قبل صفاء حجازى رئيسة القطاع وعدم اشراكها القيادات فى اتخاذ القرارات حتى المتعلقة بإدارات هذه القيادات والتى تدخل فى إطار اختصاصهم وتقريب مجموعة محدودة بعينها منحوا كل الحظوة والمزايا المعنوية والمادية وعدم امتلاك رؤية واضحة لتطوير نشرة الأخبار أو البرامج والدليل انه ليس هناك أى إضافة لما كان يقدم على شاشة قطاع الأخبار فى سنوات ما قبل القيادة الحالية والنتيجة هى تراجع مستمر وهبوط فى الأداء لا يتوقف وهروب الكوادر البشرية من مذيعين ومصورين وغيرهم من ذوى الكفاءات والخبرة إلى الفضائيات الخاصة بسبب سوء المعاملة وليس بحثا عن المال والمحصلة تأخر فى أداء القطاع تتعمق حلقاته وتمنعه من ملاحقة الطفرة الإعلامية الهائلة لدى وسائل الإعلام الخاصة وليس العالمى منها. وذكر العاملون أنه لا يوجد استغلال جيد للتقنيات الكبيرة المتوفرة والمتمثلة فى الاستديوهات وأجهزة ومعدات التصوير والمونتاج إلى جانب عدم الصيانة لما قد يتعرض لها منها لأعطال فنية وهذه كلها مسئولية قيادة القطاع التى ينبغى أن توفرها حتى لا يتأثر الأداء بشدة كما هو حادث الآن. وطالب العاملون فى مذكرتهم عصام الأمير رئيس الاتحاد بالتدخل لإعادة الأمور إلى نصابها حتى لا تتدهور الأمور بأكثر مما هى عليه الآن ولوقف التراجع الذى يدمى قلوب من يخاف على سمعة التليفزيون المصرى من أبنائه خاصة وفى الوسط الإعلامى وبين عموم الشعب من خلال محاسبة المسئول عن هذا الأداء السيئ وعن هذه النكسة والتى أثرت كثيرا على معنويات كل العاملين فى القطاع مطالبين أيضًا باختيار قيادة جديدة لديها الرؤية والقدرة والكفاءة للتقدم بالقطاع للأمام وليس جذبه للخلف.