بعد عام دراسى ساخن حاولت فيه جماعة الإخوان تعطيل سير الدراسة فى الجامعات سواء بالمظاهرات أو بإثارة الشغب والعنف.. إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.. وانتظمت الامتحانات فى معظم الجامعات المصرية لتسجل فشلا آخر لمحاولات الإخوان تعطيلها أو تعكير صفوها على الأقل. وفى السطور التالية.. ترصد «أكتوبر» الملابسات التى رافقت سير الامتحانات فى الجامعات والتقت مع المسئولين عن هذه الجامعات والذين أكدوا أن الامتحانات «خط أحمر» لن يسمح لأحد بتجاوزه. والبداية كانت من جامعة القاهرة حيث نظم طلاب جماعة الإخوان فى كليات التجارة ودار العلوم والآداب مظاهرات طلابية تجمع فيها عدد كبير من الطلاب فى مسيرة بدأت من كلية دار العلوم لتنتشر فى جميع أرجاء الجامعة وذلك لإحداث أعمال شغب ولتعطيل مسيرة امتحانات الفصل الدراسى الثانى وأيضا للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين فى أحداث العنف وحضورهم الامتحانات. اقتحم الطلاب مبنى الشئون القانونية الخاص بالجامعة وقاموا بتحطيم الواجهة الزجاجية رافعين شعارات رابعة ومجموعة من صور الجرافيتى للطلاب المحبوسين مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وتكرر المشهد فى جامعتى حلوان والإسكندرية أثناء الامتحانات حيث اعترض طلاب جامعة الإسكندرية على تركيب بوابات إلكترونية داخل مبنى كلية التربية مطالبين الجامعة بالاكتفاء بالبوابات الموجودة على الأبواب الرئيسية للجامعة مما أدى إلى حدوث مناوشات بين الطلاب والأمن. وتطور الأمر كذلك فى جامعة الأزهر حيث قامت مجموعة من طلاب الإخوان المسلمين بمسيرة من داخل الجامعة وقاموا بأعمال شغب وتطاول على أفراد الشرطة داخل الجامعة مما أدى إلى حدوث تشابك بين الطلاب والشرطة وقام الطلاب برفع شارات رابعة مرددين الشتائم والسباب إلى أفراد الشرطة واتجهت المسيرة إلى المدينة الجامعية حيث قام الطلاب بأعمال الشغب داخل المدينة. ورغم هذه المناوشات التى حرص طلاب الإخوان على إثارتها جاءت الرياح بما لا تشتهى الإخوان وكللت كل هذه الحوادث بالفشل ولم يكتمل مخطط تعطيل الامتحانات. هذا ما أكده الدكتور سعيد الضو عميد كلية التجارة جامعة القاهرة والذى قال إن مجلس الجامعة اتخذ مجموعة من القرارات المهمة لتأمين الامتحانات ومن أهمها استدعاء الشرطة فى حالة الضرورة لفض أى أعمال شغب أو مظاهرات داخل الجامعة بالإضافة إلى تدعيم الأمن الإدارى بأعداد كبيرة من خلال شركات الأمن الخارجية وأيضا الاستعانة بالأجهزة الحديثة للكشف عن المتفجرات والكلاب البوليسية لتفتيش السيارات الداخلة للجامعة. وأكد د. سعيد أن طلاب الجامعة يقدرون المسئولية وعلى علم وثقافة كبيرة وهذا يعطى لنا انطباعا أن من يقومون بأعمال الشغب وتعطيل الامتحانات سواء بالقيام بالمظاهرات أو كتابة الشعارات ليسوا بطلاب الجامعة إنما هم مجموعة من البلطجية القادمين من خارج الجامعة. وأوضح أن الامتحانات تسير بشكل مستقر فنسبة حضور الطلاب فى الامتحانات هى النسبة المتعارف عليها كل عام مع انخفاض فى حالات الغش فمن بين 40.000 طالب وطالبة حضروا الامتحانات هناك فقط 20 حالة غش وسيتم تحويل أوراقهم إلى الشئون القانونية. وأشار د. سعيد إلى أن بعض الطلاب المعتقلين ويصل عددهم إلى 8 طلاب فى كلية التجارة يؤدون الامتحان مثل جميع الطلاب حيث يأتى للجامعة إخطار من وزارة الداخلية وتقوم الكلية بالتوجه إلى أماكن تواجدهم سواء فى سجن طرة أو أقسام الشرطة لتأدية الامتحان تحت إشراف الجامعة وفى حالة كتابة أى شعارات سياسية داخل ورقة الامتحان فيعتبر الطالب راسبا وذلك بقرار من مجلس الكلية بمنع إدراج أى شعارات سياسية. وقال إن نسبة النجاح هذا العام ستكون أكبر من أى نسبة فى السنوات السابقة وذلك بسبب تقديم موعد الامتحان والذى جاء فى صالح الطالب لأن المادة العلمية التى حصل عليها الطالب ستكون صغيرة وهذا يتيح له مراجعتها بسهولة. عين شمس وفى جامعة عين شمس، أكد د. محمد الحسينى الطوخى نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الطلاب أن السبب الأكبر فى فشل مخطط الإخوان فى تعطيل الامتحانات هم أبناؤنا الطلاب الذين حافظوا على جامعتهم ضد أى مستهتر وهذا هو الرهان الكبير. مؤكدا على أن الجامعة شهدت حالة من الهدوء خلال الأسبوع الأول من الامتحانات وذلك بسبب الخطة المنظمة التى وضعتها الجامعة لتأمين الامتحانات ومنع أى شغب من طلاب الإخوان المسلمين حيث وضعت الجامعة أبوابا حديدية وتكثيف قوات الأمن الإدارى والاستعانة بأجهزة كشف المفرقعات وكاميرات المراقبة والبوابات الإلكترونية ومنع الطلاب الذين ليس لهم امتحانات من دخولهم الجامعة. وأشار إلى أن هناك حوالى 50 طالبا مفصولين من الجامعة حيث تم التحقيق معهم وثبت تورطهم فى أعمال الشغب والعنف داخل الجامعة. جامعة الأزهر ويقول د. أحمد زارع المتحدث الرسمى باسم جامعة الأزهر إن هناك حوالى 500.000 طالب وطالبة بجامعة الأزهر يؤدون الامتحان وأن غياب 200 طالب من الإخوان المحرضين على عدم حضور الامتحان تعتبر نسبة لا تذكر ووصفهم بالخاسرين. وأكد زارع أن وجود الشرطة عامل أساسى داخل الجامعة حيث إن هناك اتفاقا بين وزارة الداخلية على تأمين الامتحانات للتصدى للطلاب الخارجين عن نطاق السلمية. وقال إن الامتحانات بدأت بهدوء وبشكل مستقر منذ أسبوعين وهى امتحانات شفهية وامتحانات التخلف وامتحانات العملى أما الامتحان الحقيقى سيبدأ يوم 10/5 إلى يوم 22/5 ثم ستأخذ الجامعة إجازة لمدة أسبوع ثم يستأنف الامتحان مرة أخرى وستكون الامتحانات بحضور الأساتذة والمساعدين وكل أعضاء هيئة التدريس خلال الامتحانات. وأشار زارع إلى أن عدد الطلاب المفصولين من الجامعة وصل إلى 131 طالبا وذلك بعد التحقيق معهم فى مجالس التأديب وثبت تورطهم فى العنف الذى وقع داخل جامعة الأزهر وكل شىء مسجل بالصوت والصورة حيث إن الجامعة لن تتهاون فى حقها مع أى طالب مخالف للقانون حيث ستقوم الجامعة بتحويل الطالب المخالف إلى مجلس تأديب فى حالة كتابة أى شعارات سياسية داخل ورقة الإجابة. «نحن كلية وسطية على الرغم من تخرج حسن البنا وسيد قطب منها» هذا ما قاله الدكتور محمد صالح توفيق عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة مؤكدا أن طلاب الكلية يعرفون مصلحتهم جيدا وهم أكثر الأشخاص خوفا على مستقبلهم وهم من سوف يتصدى للخارجين عن القانون الذين يحاولون تعطيل مسيرة الامتحانات حيث إن الامتحانات تسير على ما يرام ولا يوجد ما يعوقها. وأضاف الدكتور محمد أن موقع الكلية بجانب محطة المترو هو السبب الذى أدى إلى أن أكثر المظاهرات تبدأ من كلية دار العلوم وليس بسبب الانتماءات السياسية بداخل الكلية وإذا ثبت أن هناك طلابا لهم انتماء سياسى معين مع إثارة شغب فمن الممكن أن تصل العقوبة إلى الفصل من الجامعة نهائيا. جامعة طنطا أما الدكتور عبد الحكيم عبد الخالق رئيس جامعة طنطا فقد قال إننا لن نقدم ميعاد الامتحانات مثل باقى الجامعات ولكن ستجرى فى ميعادها المحدد فى كل عام وهو 31/5 للكليات العملية ولن تحتاج الجامعة إلى التجهيزات الأمنية الكبيرة مثل أجهزة كشف المفرقعات بل تجهيزات أمنية بسيطة فقط. وأكد الدكتور عبد الحكيم أن العملية التعليمية والامتحانات خط أحمر ومن يتجاوز هذا الخط فسوف أستخدم كل صلاحياتى للتعامل معه وهى الفصل المباشر للطالب مثير الشغب وحرمانه من دخول أى جامعة أخرى داخل مصر. وأشار إلى أن الجامعة مشغولة الآن بتجهيز قاعات الامتحانات على أكمل وجه. وشدد الدكتور محمد عبد السميع رئيس جامعة أسيوط على عدم التهاون مع أى محاولة للخروج عن القانون أو تعكير هدوء الامتحانات حيث أعلنت الجامعة عن اتخاذ عدد من الإجراءات الأمنية المشددة والترتيبات بمختلف الكليات استعدادا لبدء امتحانات الفصل الدراسى الثانى حيث سيتم توفير الأماكن المقررة لعقد اللجان بالإضافة إلى تعزيز قوات الأمن تحسبا ل حدوث أى شغب من طلاب الإخوان. وأشار إلى أهمية وجود العمداء والوكلاء فى كل كلية داخل اللجان لمتابعة سير الامتحانات وكذلك عضو هيئة التدريس المخصص لكل مادة كما سيتم توفير سيارة إسعاف وأطقم طبية داخل كل لجنة تحسبا لحدوث أى نوع من المشاغبات أثناء الامتحان. وعن أجواء الامتحانات تحدث «سمير على» وهو طالب الفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة القاهرة قال إن ما حدث خلال العام الدراسى من الإخوان وطلابهم من تخريب وتدمير للجامعة وتعطيل العملية التعليمية جاء عليهم بالسوء له ولزملائه فبسببهم تقدم موعد الامتحانات وكان هذا مفاجئا لهم فهم لم يحصلوا على القدر الكافى من المحاضرات. مؤكد أن الامتحانات جاءت سهلة وفى مستوى الطالب المتوسط نظرا لعدم وجود مناهج كبيرة. وأشار إلى أنه فى حالة حدوث أى شغب من طلاب الإخوان المسلمين داخل اللجان سيتم التصدى وذلك لأنهم لا يريدون تعطيل امتحاناتهم. أما ياسين أحمد طالب كلية العلوم فكان لديه العديد من الشكاوى وهى أن صغر الترم لم يتح له الحصول على كل محاضرات العملى الخاصة بالمنهج بالإضافة إلى أن الوقت لا يكفى للتدريب على هذه الحالات العملية قبل الامتحان.