تحركات عربية عاجلة لمواجهة الجمود الإسرائيلى مع الفلسطينيين

خلال شهر واحد اجتمع مجلس الجامعة العربية مرتين للتأكيد على حيوية المصالحة الفلسطينية وانعكاس نتائجها على الشعب الفلسطينى والتأكيد بأن المصالحة مطلب فلسطينى شامل وعربى واقليمى رغم الرؤية المختلفة حولها لكل من الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل، وتهدف الاجتماعات العربية إلى إطلاق رسائل بحتمية استئناف التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولا إلى تسوية نهائية تحقق السلام العادل والشامل فى المنطقة وعدم التدخل فى الشأن الداخلى الفلسطينى الخاص بالمصالحة مع حماس وإنهاء الانقسام فى قطاع غزة، ولن تقف الرسائل العربية عند هذا الحد وإنما تصل إلى مرحلة اتخاذ بدائل فى حال جمود الموقف الإسرائيلى.
وأعاد مجلس الجامعة العربية التأكيد مجددا على أنه لن يكون هناك سلام دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وان استمرار إسرائيل فى سياسة الاستيطان غير الشرعى وغير القانونى وتهويد القدس فى مخالفة صارخة للقانون الدولى ولقرارات الشرعية الدولية ومحاولاتها المستمرة لإفشال عملية السلام ونسف جهود المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التى تتم برعاية أمريكية.
وحمل المجلس إسرائيل المسئولية الكاملة عن المأزق الخطير الذى آلت إليه المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وذلك بسبب رفضها لالتزام بمرجعيات عملية السلام وإقرار مبدأ حل الدولتين بإقامة دولة فلسطين المستقلة على خط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك لرفضها الالتزام بتنفيذ تعهداتها بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين.
وأكد المجلس مجددًا على رفضه المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، ورفض جميع الضغوطات التى تمارس على القيادة الفلسطينية فى هذا الشأن، كما يؤكد على دعم جهود دولة فلسطين المحتلة للحصول على عضوية جميع الوكالات الدولية المتخصصة والانضمام إلى المواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الدولية باعتبار ذلك حقا أصيلا لدولة فلسطين أقرته الشرعية الدولية ويعزز مركزها القانونى فى الأسرة الدولية.
وأدان المجلس استمرار إسرائيل فى انتهاكاتها الخطيرة والمستمرة والمتواصلة للمسجد الأقصى المبارك لتهويده وتقسيمه ومحاولة فرض السيطرة عليه.
وأكد المجلس على القرارات الأخيرة المهمة التى أخذتها لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامى فى دورتها العشرين والتى عقدت بمدينة مراكش برئاسة ملك المغرب محمد السادس بشأن حماية القدس ودعم صمود المقدسيين والإشادة بالجهود التى تبذلها وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة والخاص بتمويل عملية ترميم محيط المسجد الأقصى وتمويل مشاريع تهم قطاعات الإسكان والصحة والثقافة والشئون الاجتماعية والشباب والرياضة بالاضافة إلى ترميم المساجد والمبانى الأثرية فى المدينة.
وذكر المجلس المجتمع الدولى أن المسجد الأقصى المبارك هو جزء من عقيدة الأمة الإسلامية تشد إليه الرحال، وطالب بسرعة التحرك لإلزام إسرائيل الوقف الفورى لهذه الانتهاكات وحذر من أن تداعيات المساس بالمسجد الأقصى ستهدد استقرار المنطقة وتنذر بصراع دينى لا يحمد عقباه.
وطالب المجلس المجتمع الدولى الضغط على إسرائيل من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة الذى أصبح بهذا الحصار سجنا كبيرا وفتح المعابر من وإلى قطاع غزة وبتفعيل اتفاق المعابر الذى تم التوصل إليه فى 15/11/2005.
وأدان احتجاز إسرائيل المستمر لأموال الشعب الفلسطينى وعدم تحويلها للأموال المستحقة لدولة فلسطين.
وتزامنا مع هذا الاجتماع انعقدت اللجنة المصرية الفلسطينية على مستوى كبار المسئولين فى وزارة الخارجية لتعكس الرغبة المشتركة بين الشعبين لتعزيز التعاون فى كافة المجالات.
وأشاد الجانب الفلسطينى بالدور المصرى المحورى لإنهاء الانقسام وتخفيف الحصار الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية فضلاً عن الجهود المصرية المبذولة فى مجال دعم القدرات الفلسطينية والبناء المؤسسى.
وأعرب الجانب الفلسطينى عن تأييده للتطورات السياسية التى تشهدها مصر ولخيارات الشعب المصري، والتقدم الكبير الذى يشهده تنفيذ خارطة المستقبل المصرية، مؤكداً على وقوف الشعب الفلسطينى وقيادته بجانب مصر فى حربها ضد الإرهاب.
وأكد الجانب المصرى على دعمه الكامل لموقف القيادة الفلسطينية بشأن عملية السلام، وطالب بضرورة تنفيذ القرارات الدولية والعربية ذات الصلة، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس، كما أكد على استمرار ومواصلة دعم مصر اللامحدود للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى.
وأكد الجانبان على أهمية عملية السلام والجهود الأمريكية المبذولة لإنجاحها، وأعرب الجانبان عن رفضهما للسياسات الإسرائيلية التى تقوض هذه العملية خاصة ما يتعلق بالاستيطان وبالاعتداءات على الشعب الفلسطينى وانتهاك المقدسات، ودعا الطرفان إلى ضرورة وقف هذه الممارسات.
وأكد الجانب المصرى على تأييده لعملية المصالحة الوطنية الفلسطينية التى ترسخ وحدة الأراضى الفلسطينية فى إطار الدولة الفلسطينية الواحدة، ومن جانبه أكد الجانب الفلسطينى على ضرورة استمرار الدور المصرى المحورى لإنهاء الانقسام وأهمية هذا الدور لدعم المصالحة الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
دعا الطرفان إلى إنهاء الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة وإلى اضطلاع إسرائيل بمسئولياتها فى هذا الصدد، بموجب القانون الدولي، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، بالاضافة إلى ضرورة قيام المجتمع الدولى بالتدخل لمساعدة الشعب الفلسطينى. ومن جانب آخر أشاد الجانب الفلسطينى بالجهود المصرية المبذولة للتخفيف من الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة.
ودعا الجانبان المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل من أجل إطلاق الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وأشاد الجانب الفلسطينى بالرعاية التى قدمها المعهد الدبلوماسى للعديد من الكوادر الفلسطينية الدبلوماسية وأكد على ضرورة استمرارها وتأطيرها من خلال عقد بروتوكول خاص بالتعاون بين الجانبين فى هذا الصدد، وقد رحب الجانب المصرى بهذا الطلب ووعد بدراسته، كما أكد أن المعهد الدبلوماسى التابع لوزارة الخارجية المصرية حريص بدوره على مواصلة دعمه لكوادر الخارجية الفلسطينية.