تتوالى الأحداث فى أوكرانيا التى شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات وصفت بأنها الأعنف والأكثر دموية منذ بداية الأزمة فى هذا البلد، وذلك خلال العملية التى قامت بها القوات الأوكرانية ووصفتها بأنها لمكافحة الإرهاب فى شرق وجنوب البلاد ولاستعادة المناطق التى استولى عليها الموالون لروسيا حيث تسارعت المواجهات المسلحة بين الموالين لروسيا والسلطات الأوكرانية ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وحذرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية من انزلاق أوكرانيا إلى مستنقع الحرب الأهلية خاصة مع بدء السلطات الأوكرانية حملة إعادة السيطرة على المناطق التى احتلها الموالون لروسيا. وبينما تتسارع الأحداث أخذت كل من موسكو وكييف فى تبادل الاتهامات، حيث تتهم كييف موسكو بالسعى إلى تدميرها بدعم الاضطرابات فى جنوبى أوكرانيا وشرقيها وأن أجهزة الاستخبارات الروسية هى التى أشعلت موجة العنف والأعمال الإرهابية وأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين شخصيا والحكومة الروسية هما المسئولان عن ذلك وأن سبب سقوط القتلى يرجع لحملة معدة بعناية وتحرك منظم ضد أوكرانيا وضد مدينة أوديسا التى أدت الاشتباكات فيها إلى مقتل أكثر من 40 شخصا، بينما تتهم موسكو سلطات كييف وداعميها فى الغرب بمسئوليتها عن إراقة الدماء وأنها تقوم بعملية عقابية ضد شعبها وأن قادة كييف غير الشرعيين يجب أن يمثلوا أمام محكمة لا هاى الدولية. كما أثارت هذه الأحداث جولة جديدة من تبادل الاتهامات بين موسكو والغرب حيث تتهم روسياالولاياتالمتحدة بأنها توجه تحركات سلطات كييف التى أعلنت استئناف عملية مكافحة الإرهاب، و اتهمت روسيا الغرب بأنه يفرض تعتيما إعلاميا على الأحداث المأساوية التى تحدث فى أوكرانيا، كما أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن الولاياتالمتحدة كانت أصلا وراء الأحداث الحالية فى أوكرانيا وهى من يوجهها وأن الدول الغربية خلقت الأزمة الأوكرانية والآن تبحث عن مدانين وتفرض عقوبات على روسيا مؤكدا أنه لا علاقة لروسيا بالأحداث فى أوكرانيا. هذا فى الوقت الذى تحاول فيه أمريكا مع الاتحاد الأوروبى تضييق الخناق على روسيا وفرض عقوبات اقتصادية عليها. كما حث عدد من أعضاء الكونجرس الرئيس الأمريكى أوباما على توسيع نطاق العقوبات ضد كافة القطاعات الاقتصادية الروسية بتوجيه ضربة قاضية للاقتصاد الروسى وطرحه أرضا، وأيد بعض الأعضاء الجهود لدعم تسليح الشعب الأوكرانى حتى يستطيع الدفاع عن نفسه. وكان ممثلون عن أوكرانياوروسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى قد توصلوا فى جنيف فى منتصف ابريل الماضى إلى اتفاق يهدف إلى خفض التوتر فى أوكرانيا وإعادة الاستقرار السياسى إليها إلا أن هذا الاتفاق ظل حبرا على ورق واستمر التصعيد على الأراضى الأوكرانية.