بين مشاعر الحزن والألم على فقدان ذويهم واليأس من الوصول إلى أى أثر لجثثهم .. اضطر أقارب ضحايا الطائرة الماليزية المفقودة العودة إلى ديارهم وذلك بعد الإعلان عن أن عملية البحث عن حطام الطائرة قد تستغرق عاما. وبالدموع والصراخ والعويل استقبل أقارب الضحايا البيان الذى أصدرته شركة الخطوط الجوية الماليزية، وجاء فيه أنه «على الرغم من عمليات البحث المكثفة هذه، والتى قد تعتبر الأكبر فى تاريخ البشرية، يتعين علينا أن نواجه واقعا صعبا ينطوى على عدم وجود أى أثر للطائرة، كما أن مصير الركاب المفقودين والطاقم بات غير معلوم». وحذرت الشركة من أن عمليات البحث المستمرة والتحقيقات ربما «تطول» وبالتالى طلبت من أقارب ركاب الرحلة إم.إتش.370 مغادرة الفنادق التى كانت تستضيفهم فيها كمراكز للمساعدة فى العاصمة الصينيةبكين والعودة إلى منازلهم حيث تعهدت الشركة بإعلامهم بمستجدات سير عمليات البحث والتحقيقات وهم فى منازلهم عبر اتصالات هاتفية أو رسائل نصية أو عن طريق الإنترنت أو الاجتماعات المباشرة. وكانت الرحلة « إم.إتش.370» قد اختفت فى ظروف غامضة فوق بحر الصينالجنوبى فى الثامن من مارس الماضى أثناء رحلة من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 شخصا من بينهم 12 شخصا هم أفراد الطاقم. وبدأت عمليات البحث فى بحر الصينالجنوبى ومضيق ملقا، ثم انتقلت عمليات البحث إلى جنوب المحيط الهندى بعد نحو ثلاثة أسابيع فى أعقاب تحليل بيانات من القمر الصناعى. ولم يعثر حتى الآن على أى أثر لحطام الطائرة على الرغم من انتهاء عمليات البحث الجوية فى المحيط على مساحة 1670 كم شمال غرب مدينة بيرث الأسترالية. وتواصل غواصة آلية عملية البحث فى مساحة تصل إلى 314 كيلومترا مربعا فى قاع المحيط فى المنطقة التى يعتقد أن الطائرة سقطت فيها، وذلك بعد اكتشاف إشارات صوتية يعتقد أنها صادرة من الصندوق الأسود للطائرة. وفى حين أعلن منسق العمليات الدولية للبحث عن الطائرة الماليزية الأسترالى أجنوس هوستون، أن عملية البحث عن الرحلة 370 فى المنطقة التى يعتقد أن الطائرة قد سقطت فيها قد يستغرق نحو ثمانية أشهر وربما يمتد لعام إذا كانت الظروف الجوية سيئة او لأسباب أخرى، فجر عالم الآثار البريطانى تيم أكيرز مفاجأة جديدة بقوله لصحيفة «ديلى ميل» إن المشكلة فى منطقة البحث الحالية فى جنوب المحيط الهندى أنها مليئة بالحطام أصلاً، وهو حطام يعود إلى العام 2004 عندما حدث «تسونامى» كبير جرف خلاله المحيط الكثير من الحطام، بمواد مختلفة وألوان متعددة. ومن ناحية أخرى، يزداد لغز اختفاء الطائرة الماليزية تعقيدا يوما بعد آخر مع فشل فريق التحقيق الدولى حتى الآن فى التوصل إلى سبب سقوط الطائرة. وكانت فرضية حدوث عمل إرهابى أدى إلى تحويل مسار الطائرة، ومن ثم اختطافها أو تحطمها، قد أثيرت فى الأيام الأولى لاختفاء الطائرة، إلا أن المحققين استبعدوا هذا الاحتمال سريعاً، لكن احتمالات العمل الإرهابى عادت إلى الواجهة مؤخرا بعد ما اكتشف المحققون الدوليون أن الطائرة كان على متنها 4.566 طن بضائع، تشمل المانجا والفواكه المختلفة، إضافة إلى بطاريات ليثيوم سريعة الاشتعال كانت فى شحنة منفصلة يبلغ وزنها الإجمالى 2.453 طن، ليتبين أن بطاريات الليثيوم يبلغ وزنها 200 كيلوجرام فقط، بينما لا يعلم المحققون حتى الآن مضمون 2.253 طن من الشحنة المشار إليها. ووفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، أكدت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) أن نظم الحاسب الآلى لديها احتوت على معلومات عن سرقة جوازى سفر استخدما على متن الرحلة المذكورة ولكن السلطات الوطنية الماليزية لم تفحص قاعدة البيانات هذه. وفى هذا الصدد قال وانج يا نان نائب رئيس تحرير مجلة «معرفة الطيران» إن الكثيرين لم يلتفتوا إلى التحذير الذى أطلقه الإنتربول بأن تنامى سوق السفر الدولية يغرى الكثيرين ومن بينهم المهاجرون غير الشرعيين والإرهابيون، مضيفا أنه خلال أكثر من مليون مرة فى العام الماضى، استقل ركاب طائرات دون أن تفحص جوازات سفرهم على أساس قاعدة بيانات الإنتربول التى تضمنت 40 مليون وثيقة سفر مسروقة أو مفقودة، ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول عوامل الأمان والسلامة فى الطائرات.