هناك العديد من النساء اللواتى يعانين من ارتفاع ضغط الدم الشريانى، ويرغبن فى الحمل. ويقول د. عمرو عبد السميع استشارى أمراض النساء إنه يُلاحظ فى بداية فترة الحمل انخفاض ضغط الدم الشريانى بمعدل 15 ملليمتراً زئبقياً، وذلك بسبب توسع الشرايين الفيزيولوجى فى بداية الحمل. غير أنه قد يرتفع عند امرأة واحدة من كل عشر نساء وسط فترة الحمل، أو فى نهايته، وهذا يشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم يعتبر من أكثر مضاعفات فترة الحمل شيوعاً. ولنجاح العلاج يوضح د. عبد السميع أنه يجب أن نحدد ما إذا كانت المرأة تعانى من ارتفاع ضغط الدم الشريانى المزمن قبل فترة الحمل، أو أنها أصيبت به خلال فترة الحمل. وأشار إلى أنه يمكن للمرأة الحامل عدم تناول الأدوية الخافضة لارتفاع ضغط الدم الشريانى فى حال معاناتها من ارتفاع طفيف فيه، (وهذا يحدده الطبيب المعالج) غير أن العلاج قد يتيح للحامل الوقاية من تفاقم ارتفاع الضغط، أو لعلاجه فى حال تفاقمه، كذلك يُعطى الدواء لإطالة فترة الحمل بالقدر المستطاع من الأمن والسلامة، وبالتالى إطالة عمر الجنين. ويقول د. عمرو عبد السميع إن البدء بعلاج المرأة الحامل بالأدوية الخافضة لضغط الدم الشريانى فى حال كون ضغط الدم الانقباضى أعلى من 160 ملليمتراً زئبقياً، وضغط الدم الانبساطى أعلى من 100 ملليمتر زئبقى. غير أنى أنصح بالبدء بالعلاج فى حال كون ضغط الدم الانقباضى أعلى من 145 ملليمتراً زئبقياً، وضغط الدم الانبساطى أعلى من 95 ملليمترًا زئبقيًا، والعمل على تخفيض ضغط الدم الانتساطى إلى 80 أو 85 ملليمترًا زئبقيًا. وعن المضاعفات لارتفاع ضغط الدم الشريانى على الأم يشير إلى أنها تتمثل فى الانفصال المبكر للمشيمة، والارتفاع الشديد والمفاجئ لضغط الدم الشريانى، وما يترتب عليه من صدمة دماغية (قد تكون قاتلة) ومن الارتعاج أو التشنج الحملى. ويؤكد استشارى أمراض النساء أنه بسبب الخطورة التى يشكلها ارتفاع ضغط الدم الشريانى المفرط والمستمر والثابت على المرأة الحامل، فإنه يجوز استخدام الأدوية الخافضة لضغط الدم الأخرى سريعة المفعول، بالرغم من تأثيراتها الجانبية على الجنين، التى قد تكون مؤذية وضارة فى بعض الأحيان. علماً بأن سلامة الجنين تعتمد على سلامة الأم. وأضاف: من المهم جداً أن تتقيد المرأة الحامل التى تعانى من ارتفاع ضغط الدم الشريانى بتعليمات طبيبها، وتتابع زيارته بانتظام، حيث يُخضعها لفحوصات مخبرية دورية تشمل فحوصات متنوعة للدم والبول، إضافة الى متابعة استجابتها للعلاج (وذلك بالقياس الدورى لضغط الدم) إضافة إلى المتابعة الروتينية لتطور الجنين فى رحمها، والتى قد تصل فى بعض الحالات إلى زيارتين فى الأسبوع.