تعاقبت على رئاسة الأندية المصرية شخصيات حكمت مصر أو تولت مناصب عليا بها استمدت منها بعض الأندية خاصة الأهلى والزمالك القوة والحصانة لتساهم إلى حد بعيد فى تنامى شعبيتهم وانتشار اسمهما وترسيخ مكانتهما بين الجماهير فى مصر والوطن العربى، بعد أن استفادت من نفوذ تلك الشخصيات لتسهيل الكثير من العمليات الإنشائية، فضلا عن تلقيهم الدعم سواء كان ماليا أو معنويا وذلك عن غيرها من الأندية الأخرى. فمنذ نشأة تلك الأندية عبر تاريخها الطويل الذى تعدى المائة عام توافد عليها العديد من الملوك والزعماء والرؤساء و رؤساء الحكومات والوزراء وقادة جيوش ورجال المال فاحشى الثراء المتحكمين فى اقتصاد البلاد والعباد. ففى الاهلى رأس الزعيم سعد زغلول رئيس الوزراء وقائد ثورة 19 الجمعية العمومية للاهلى كرئيس شرفى له عام 1907 تقديرا لدوره الوطني، باعتباره أول ناد للمصريين، وكان حريصاً على متابعة أخباره ومتابعة فرقه الرياضية، لاسيما أن الرجال الذين أسسوا الأهلى وساهموا فى إنشائه، كانوا من رجال زغلول المقربين، وكان سعد باشا يحضر أحياناً مباريات فريق كرة القدم للأهلي، وفى عام 1928 أصبح النادى تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد، وفى عام 1956 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله الرئاسة الشرفية للأهلى تقديرًا للدور الوطنى الذى لعبه فى مساندة الثورة وتدريب الفدائيين فضلا عن زيارته للنادى عام 1960 مصطحبا معه ملك أفغانستان لمشاهدة مباراة دولية فى الهوكى أقيمت على ملعب النادى. كل ذلك بجانب عبد الخالق ثروت رئيس وزراء مصر مرتين فى عهد الملك فؤاد الاول وتولى رئاسة النادى من عام 1916 إلى 1922، فضلا عن عزيز عزت باشا أول رئيس للنادى الاهلى وكان وزيرا لخارجية مصر مصر عام 1935 وعضو مجلس الوصاية على عرش الملك فاروق الاول، وكذلك جعفر وإلى باشا أول رئيس لاتحاد الكرة المصرى حيث شغل منصب وزير الأوقاف فى حكومة عبد الخالق ثروت باشا عام 1922، ثم صار وزيراً للحربية فى الحكومة الثانية لعبد الخالق ثروت عام 1927، وعاد ليشغل منصب وزير الأوقاف عام 1928 مع محمد محمود باشا، وتولى رئاسة الأهلى مرتين المرة الأولى من عام 1922 وحتى 1940 والمرة الثانية من عام 1941 وحتى عام 1944. ولم تنته الشخصيات التى وصلت لسدة الحكم بالدولة وساعدت الاهلى فى مشواره كرئيس الديوان الملكى احمد حسنين باشا فى عهد الملك فاروق حيث ترأس النادى من 1944 حتى 1947، علاوة على الاقتصادى البارز أحمد عبود باشا الذى تولى رئاسة الاهلى لمدة أربع عشرة سنة حصل خلالها النادى على تسع بطولات متتالية للدورى من 1947 حتى 1956 ولم يكن عبود باشا هيناً فى ذلك الوقت بل كان دولة داخل دولة لدرجة أنه كان يقرض الحكومة. فى حين اصدر المشير عبد الحكيم عامر قرارا بتعيين الفريق اول عبد المحسن مرتجى قائد الجيش المصرى فى حرب اليمن 1964 وقائد جبهة سيناء فى حرب 67 رئيسا للاهلى وذلك من عام 65 حتى 67 وكذلك من 71 حتى 80. وبالنسبة للزمالك الذى تأسس عام 1911 تحت اسم نادى قصر النيل ثم تغير اسمه إلى النادى المخلتط لاحتوائه عدة جنسيات سواء من أعضائه أو من لاعبيه، ثم تغير اسمه مرة أخرى إلى نادى فاروق وكان ذلك فى عام 1942 عندما حضر ملك مصر الملك فاروق مباراة نهائى كأس مصر التاريخية بين الزمالك والأهلى المصرى وفاز الزمالك فيها على الأهلى ستة أهداف دون رد مما جعله يطلب من (حيدر باشا) وزير الحربية، ورئيس النادى وقتها أن يغير اسم النادى إلى (نادى فاروق) وقام براعيته كرئيس شرفى للزمالك. فهل ينجح المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك بعد أن أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية فى الوقوف بجانب ناديه حال فوزه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟!