«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المالية» تكشف ب «الأرقام» : أداء حكومة «الببلاوى» متواضع .. لكنه مبشر !
نشر في أكتوبر يوم 09 - 03 - 2014

«تداعيات الأحداث السياسية فى خلال ما يقرب من ثلاث سنوات أدت إلى تراجع ملحوظ فى الأداء وعدم القدرة على تحقيق أفضل استدامة للطاقات الكامنة فى الاقتصاد» .. هذا ما توصل إليه «تقرير الأداء الاقتصادى والمالى خلال النصف الأول من العام المالي 2013/ 2014، الصادر مؤخرا عن وزارة المالية. كشف التقرير، الذى يرصد بالأرقام، أداء الاقتصاد خلال الفترة يوليو - ديسمبر 2013، أنه على الرغم من الأداء المتواضع للاقتصاد، خلال السنوات الثلاث الماضية، فإن النظرة المستقبلية تشير إلى وجود إمكانيات كبيرة للتقدم خلال السنوات القادمة، وذلك نتيجة لتوافر ثلاثة عوامل رئيسية يدعم كل منها الآخر، وهى استكمال خريطة الطريق السياسية، والتزام الحكومة بوضع الاقتصاد فى المسار السليم، والاهتمام الكبير فى المنطقة بنجاح مصر وإستقرار الاقتصاد.
وهناك بالفعل، وفقا للمالية، مؤشرات إيجابية للتقدم على هذه المحاور الثلاثة، حيث تم الانتهاء من الاستفتاء على الدستور الجديد بأغلبية كبيرة، وأن الحكومة تقوم باتخاذ الإصلاحات المطلوبة لضمان التقدم خلال السنوات القادمة. وأن دول الخليج قد ثبت جليا مساندتها السياسية والمالية لمصر.
وأشار التقرير، الذى يعد بمثابة كشف حساب لحكومة د. الببلاوى، إلى أنه من المتوقع أن يؤدى الإنفاق على الحزم التنشيطية فى الاقتصاد إلى الإسراع بمعدلات النمو الاقتصادى لحوالى 3.5% خلال العام المالى الجارى، ومن المقدر أن تنمو الاستثمارات والاستهلاك العام بمعدلات نمو حقيقية تبلغ 41.3% و 9.8% على التوالى. وأن يرتفع معدل نمو الناتج المحلى الحقيقى إلى ما يزيد على 4%، وبحيث ترتفع تدريجيا، ليفوق معدلات النمو الكامنة فى الاقتصاد على المدى المتوسط. وفى غياب سياسات تنشيط الاقتصاد، وتحقيق الاستقرار السياسى، فإن الاقتصاد المصرى كان سيستمر فى تحقيق معدلات نمو متواضعة.
وتذهب تقديرات وزارة المالية لمعدلات نمو الاقتصاد إلى أن الاقتصاد سيحقق فى العام المالى نحو 3.5% على أن تعاود معدلات النمو الارتفاع، لتصل إلى 4.1% خلال العام المالى 2014/ 2015، لتصل إلى نحو 6% فى 2016/ 2017، وذلك باتباع المسار الإصلاحى المحفز للنمو الاقتصاد، وأن نسبة الدين الحكومى سينخفض من 93.8% هذا العام إلى نحو 74.2% فى العام 2017/ 2018.
تحديات حقيقية
ووفقا لتقرير المالية، شهد الاقتصاد منذ بداية العام 2011 تحديات حقيقية وصلت إلى ذروتها فى يونيو 2013، وأن صلابة أركان الاقتصاد الرئيسية، لم تمنع الآثار السلبية لتداعيات الأحداث السياسية خلال فترة ما بعد 25 يناير 2011، التى ترتب عليها تراجع ملحوظ فى الأداء وعدم القدرة على تحقيق أفضل إستدامة للطاقات الكامنة فى الاقتصاد.
وبالفعل، قامت حكومة الببلاوى –الانتقالية - منذ تعيينها فى 16 يوليو 2013، بتحديد أهم التحديات، التى تواجه الاقتصاد المصرى، التى تمثلت فى ثلاث مشكلات رئيسية، أولها، تراجع معدلات النمو وارتفاع معدلات البطالة؛ وثانيها، وجود اختلالات على مستوى الاقتصاد الكلى، ومن أهمها ارتفاع عجز الموازنة العامة، وتراجع الاحتياطى من النقد الأجنبى، وارتفاع مستوى الدين العام؛ وثالثها، ارتفاع معدلات الفقر وعدم العدالة الاجتماعية، والأزمة تكمن فى أن هذه التحديات تغذى بعضها البعض، مما يتطلب لمواجهتها التصدى لها بشكل يختلف عن السياسات المتبعة من قبل.
وتظهر مؤشرات الأداء الاقتصادى صعوبة التحديات، وبحسب تقرير المالية، بلغ متوسط النمو الاقتصادى فى سنوات ما بعد ثورة يناير نحو 2% (أقل بنحو 0.5% عن معدل الزيادة السكانية)، مما ساهم فى تفاقم معدلات البطالة، لترتفع من نحو 9% فى 2009/ 2010 إلى نحو 13.3% نهاية يونيو 2013. ثم تراجع معدلات الإدخار والاستثمار كنسبة من الناتج المحلى إلى 7.2% و14% يونيو 2013.
وترك هذا الانخفاض الحاد فى معدلات النشاط الاقتصادى تأثيرا ملحوظا على أداء الموازنة العامة، خاصة مع زيادة المطالب الاجتماعية والفئوية، حيث ارتفع العجز فى الموازنة العامة إلى مستويات قياسية سجلت نحو 13.7% من الناتج المحلى الإجمالى (مقاونة بعجز بنحو 7.5% خلال 2010/2011)، ومع ارتفاع الدين العام إلى ما يقرب من 94% مقابل 79% من الناتج المحلى الاجمالى فى يونيو 2013.
الجانب الاجتماعى
وعلى الجانب الاجتماعى، شهدت الفترة إستمرار معاناة الأفراد خاصة من الفقراء ومحدودى الدخل، حيث ارتفعت معدلات الفقر إلى نحو 26.3% فى عام 2012 مقابل 25.2% فى 2010، كما استمر تراجع متوسط دخل الفرد، وذلك منذ يناير 2011، ومن ناحية أخرى ظلت الحاجة ملحة لإصلاح خدمات التعليم والصحة، بينما لم تكن شبكة الحماية الاجتماعية من الكفاءة أو القدرة على تقديم الحماية اللازمة لحماية محدودى الدخل والفقراء، أو بما يمكن من مواجهة الأمراض أو البطالة أو الشيخوخة.
وضعت الحكومة الانتقالية، كما ذكر التقرير، مواجهة التحديات السابقة على رأس أولوياتها، وكان من الواضح أن السياسات التقشفية لم تكن هى السياسة الاقتصادية المناسبة، لأنها كانت ستتسبب فى زيادة تباطؤ النشاط الاقتصادى، وبالتالى زيادة الخلل بالتوازنات الاقتصادية، وبالتالى حدوث مزيد من التدهور فى الأوضاع الاجتماعية، ولذلك قررت الحكومة اتباع سياسات توسعية لتنشيط حركة السوق، وتوفير فرص عمل والاستجابة للمطالب الاجتماعية الأكثر إلحاحا.
فى سبيل دفع حركة النشاط الاقتصادى، فقد قامت الحكومة بإصدار حزمة تحفيزية فى أكتوبر 2013 بقيمة 29.7 مليار جنيه، وتم توجيه ثلثى الإنفاق لزيادة الاستثمارات الحكومية فى البنية الأساسية، علاوة على تخصيص 4.8 مليار جنيه لخدمات الصحة، و1.2 مليار جنيه لسداد المتأخرات لشركات المقاولات، وقد أتاحت وزارة المالية حتى نهاية فبراير 2014 نحو 20.1 مليار جنيه للوزارات والجهات المنفذة لهذه الحزمة.
وأطلقت وزارة المالية، وفقا للتقرير، حزمة تحفيزية ثانية فى يناير 2014 بمبلغ 33.9 مليار جنيه، وتم توجيه 20 مليار جنيه منها لاستثمارات البنية الأساسية، بينما تم توجيه المبالغ الأخرى للإنفاق على الحد الأدنى لأجور العاملين بالحكومة وزيادة دخول المعلمين والمهن الطبية، ليصل حجم الحزم التحفيزية إلى ما يعادل 3% من الناتج المحلى.
هذا وقد تم تمويل الحزمة التنشيطية الأولى من خلال استخدام نصف مبلغ وديعة وزارة المالية فى البنك المركزى القائمة منذ عام 1991 (والتى تبلغ إجماليها نحو 60 مليار جنيه)، بينما تم استخدام النصف الثانى من الوديعة لخفض الاحتياجات التمويلية لخزانة العامة، أما الحزمة الثانية فقد تم تمويلها من خلال منحة مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، والتى تأتى ضمن حزمة أكبر من مساعدات دول الخليج العربى.
وكشفت وزارة المالية فى تقريرها أن إجمالى مساعدات دول الخليج لمصر خلال الفترة يوليو – ديسمبر 2013 بلغت 10.7 مليار دولار عبارة عن 3.6 مليار من المملكة العربية السعودية موزعة إلى 2 مليار دولار ودائع لدى البنك المركزى و1.6 مليار منح عينية، و4.2 مليار دولار من الإمارات العربية المتحدة موزعة إلى 2 مليار دولار ودائع لدى البنك المركزى ومليار منح نقدية و1.2 مليار أخرى منح عينية، و2.7 مليار دولار من الكويت عبارة عن 2 مليار ودائع لدى البنك المركزى و700 مليون دولار منح عينية، وأخيرا، 200 مليون دولار منح عينية.
وعلى جانب المالية العامة للدولة، قامت الحكومة على تنفيذ قائمة من الإصلاحات المالية، التى تستهدف زيادة موارد الدولة وترشيد الإنفاق، وتمثلت الإصلاحات على جانب المصروفات، فى إجراءات ترشيد دعم الطاقة، بالبدء فى تطبيق نظام الكروت الذكية لتوزيع السولار والبنزين والمازوت، وتحريك أسعار المواد البترولية بشكل تدريجى، وتطوير نظم إدارة الدين الحكومى، والاستثمارات الحكومية، وتطبيق نظام لإدارة التدفقات النقدية بالخزانة العامة، الانتهاء من تطوير نظم الميكنة فى الدفع والتحصيل، وتطوير نظم المراجعة المحاسبية الداخلية للحكومة، مراجعة شاملة لقانون المشتريات الحكومية.
وعلى جانب الإيرادات، قامت الحكومة بالسعى قدما للتحول من ضريبة المبيعات إلى ضريبة القيمة المضافة، وتطبيق قانون الضريبة العقارية، وإصدار قانون جديد للثروة المعدنية وتسوية المتأخرات الضريبية وتوسيع القاعدة الضريبية من خلال تشجيع الاقتصاد الموازى للانضمام إلى القطاع الرسمى، وفض التشابكات المالية بين الجهات الحكومية ودراسة ومراجعة قانون الضريبة على الدخل.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الاصلاحات بشكل محدود على الأداء المالى خلال العام الجاري، إلا أن الأثر الكلى سوف يتحقق خلال العام المالى القادم، وبما يحقق وفرا فى الموازنة العامة بنحو 103 مليار جنيه (4.3% من الناتج المحلى)، وبحيث يزداد فى السنوات التالية.
وذكر التقرير أنه على الرغم من أن النمو الاقتصادى يعتبر شرطًا أساسيًا لتوسيع عادل لها على مستوى المجتمع. وقد أوضحت تجربة الاقتصاد قبل ثورة 25 يناير فشل سياسات تساقط ثمار النمو الاقتصادى، وبالتالى، فإن الحاجة ماسة للمضى قدما فى تنفيذ الاستراتيجية الشاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية، التى تتكون من ثلاثة محاور أساسية، أولها، التأكد من أن زيادة معدلات النمو تصاحبها زيادة فى معدلات التشغيل، وأن يتم التوزيع بشكل عادل، وثانيها، تحسين الخدمات الاجتماعية خاصة التعليم والصحة، ثالثها، التحول من الدعم السلعى إلى دعم الأسرة الفقيرة.
ووفقا لتقرير وزارة المالية فإن معدل النمو الاقتصادى، خلال الربع الأول من العام المالى الجارى، تأثر بالتطورات السياسية منذ يونيو الماضى، وما تبعها من فرض لحالة الطوارئ وحظر التجوال، ولكته ظل إيجابيا عند معدل 1%، وذلك مقارنة بمعدل نمو قدره 2.6% خلال نفس الفترة من العام المالى السابق، وكذلك لا يزال معدل البطالة مرتفعا، حيث بلغ 13.4% فى الربع الأول من العام المالى 2014 مقارنة بنحو 12.5% فى الربع الأول من العام المالى 2013.
ووفقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، تشهد معدلات البطالة زيادة مطردة منذ العام المالى 2009/ 2010، الذى بلغ فيه معدل البطالة 9%، واستمر فى التزايد خلال العام التالى ليصل إلى 11.8%، وفى العام المالى 2011/ 2012 بلغ معدل البطالة 12.6%، فيما بلغ معدل البطالة فى 2012/ 2013 نحو 13.3%، أما الربع الأول من العام المالى الحالى فبلغت معدلات البطالة فيه 13.4%.
وأشارت وزارة المالية فى تقريرها، إلى أن هناك بعض المؤشرات الأولية التى تشير إلى بدء تعافى الاقتصاد ونهاية حالة التباطؤ الاقتصادى، التى منها ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعى للمرة الأولى منذ بداية العام المالى، ليسجل زيادة شهرية بنحو 14% فى نوفمبر 2013، وهو يعد أكبر زيادة شهرية منذ يناير 2013، كما استمر المؤشر فى الارتفاع فى خلال ديسمبر، ليسجل معدل نمو شهرى 4.6%.
وكذا عودة الاستثمارات الأجنبية فى قطاع البترول بعد الاتفاق على سداد مديونية الشركاء الأجانب، خاصة أن تراجع الاستثمارات كان أحد الأسباب الرئيسية، لتراجع معدلات النمو فى الناتج المحلى خلال العامين الماضيين، فضلا عن أن قطاع السياحة شهد تحسنا طفيفا، حيث بلغ اجمالى عدد السياح الوافدين 678 سائحًا خلال ديسمبر 2013، مقابل 673 سائح خلال نوفمبر 2013.
وكذلك من مؤشرات التحسن التى أوردها التقرير، ارتفاع مؤشر EGX 30 لأداء البورصة المصرية إلى مستويات قياسية، وتحقيقه لنسب أرباح تبلغ 42.7% خلال الفترة يوليو - ديسمبر، وهى الأعلى منذ ثورة يناير 2011، وأخيرا، رفع درجات التصنيف الائتمانى لمصر من مؤسسة «ستاندرد أند بورز» فى نوفمبر 2013، كذا قيام مؤسسة «فيتش» بتعديل النظرة المستقبلية لمصر من سالب إلى مستقر.
وتشير البيانات المبدئية لأداء الموازنة العامة، خلال النصف الأول من العام المالى الجارى، إلى أن العجز الكلى للموازنة العامة بلغ 89.4 مليار جنيه أو ما يعادل نحو 4.4% من الناتج المحلى جمالى وبمعدل انخفاض نحو 2.2% مقارنة بالعام السابق، حيث ارتفعت جملة الإيرادات بنحو 14.7% لتبلغ 175.4 مليار جنيه، كما ارتفعت حجم المصروفات بنحو 7.6% إلى 262.1 مليار جنيه.
وفى رأى د. أحمد جلال، وزير المالية السابق، كان الاقتصاد يواجه العديد من التحديات الصعبة نهاية يونيو 2013، ويأتى على رأس هذه التحديات تباطؤ فى معدلات النمو، وارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع كبير وغير مستدام فى العجز الكلى للموازنة العامة، وزيادة معدلات الدين العام، وزيادة الضغوط على ميزان المدفوعات، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والشعور بعدم العدالة الاجتماعية.
وكان أمام الحكومة الانتقالية، فى مواجهة تلك التحديات، الاختيار بين أحد المسارين، إما إتباع سياسات انكماشية لتحقيق الاستقرار الكلى فى الاقتصاد، وعلى أمل أن تؤدى هذه السياسة إلى تحقيق معدلات أكبر من النمو الاقتصادى فيما بعد، أو اتباع سياسات توسعية فى معدلات النمو الاقتصادى، والاستجابة للمطالب الاجتماعية، والعمل فى ذات الوقت على تحقيق الانضباط المالى للسيطرة على عجز الموازنة.
واختارت الحكومة، وفقا ل «د. جلال»، انتهاج المسار الثانى بشكل حاسم مستفيدة فى ذلك من وديعة وزارة المالية فى البنك المركزى منذ 1991، ثم بعد ذلك من المساعدات من دول الخليج الشقيقة، كما تبنت الحكومة عددا من الإصلاحات المالية لإيجاد اتزان مالى يسمح بتحقيق الاستدامة على المدى المتوسط.
وقد بدأت الحكومة، بالفعل، فى تنفيذ الاستراتيجية الجديدة منذ أغسطس الماضى من خلال طرح حزمة تنشيطية فى الاقتصاد بما يعادل 1.5 % من الناتج المحلى، تبعتها حزمة تحفيزية مماثلة تم إقرارها فى فبراير 2014 ليصبح إجمالى قيمة الحزم المالية ما يمثل نحو 3% من الناتج، وقد تم توجيه ثلثى هذه المبالغ لزيادة الاستثمارات العامة فى البنية الأساسية، بينما تم توجيه الباقى لتمويل مبادرات وبرامج ساهمت فى تحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية.
وقد صاحب هذا بالتوازى، كما ذكر وزير المالية السابق، قيام البنك المركزى بخفض معدلات الفائدة ثلاث مرات متتالية، بمعدل نصف نقطة مئوية فى كل مرة، ومن المتوقع أن تؤدى السياسات المالية والنقدية التوسعية إلى زيادة معدل النمو الاقتصادى خلال العام الجارى نحو 3 - 3.5% ارتفاعا، من نحو 2.1% فى العام السابق، وإلى جانب استكمال تنفيذ خارطة الطريق السياسية، والتى ستؤدى حتما إلى مزيد من الثقة فى الاقتصاد، وبالتالى زيادة معدلات الاستثمار الأجنبى المباشر، ونمو السياحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.