كما تحدثنا فى الأسبوع الماضى عن أهمية الاستفادة من التجربة الروسية فى مصر الجديدة التى بدأنا فيهاخطوات بناء طريق المستقبل.. نرجو من الرئيس القادم أن تكون تجربة المارد الأصفر أو العملاق النائم ماثلة أمامه وأمام فريق العمل الذى سيقود البلاد فى الفترة القادمة. فالصين التى توجد بينها وبيننا قواسم مشتركة كثيرة.. هى الآن مركز الصدارة فى الاقتصاد العالمى.. وأهم منافس استراتيجى للولايات المتحدة.. ولأننا فى مصر كان حلم أجيال متعاقبة- منذ تجربة محمد على حتى الآن - تحويل مصر إلى قوة اقتصادية صناعية متقدمة.. فعلينا أن نستخلص من تجارب العالم مايفيدنا لتحقق الحلم الذى طال.. ومن حسن الطالع أننى قمت بزيارة للصين للعاصمة بكين وأهم ميناء تجارى فى العالم شنغهاى وكان ذلك فى أغسطس 2008.. والتقيت برئيس مجلس نواب الشعب فى ذلك الوقت.. والذى كان مثالاً للتواضع لم يقل الرجل إنهم دولة عظمى.. ولكن كان يقول إننا دولة نامية والمشوار طويل.. الصين التى يبلغ عدد سكانها مليارًا و300مليون تجربة فريدة.. اقتصاد فى مركز الصدارة فى العالم قوة عسكرية رادعة.. نمو يفوق الخيال.. منظومة إدارية ناجحة..شعب منتج.. يؤمن بقيمة وقيم العمل.. التجربة الصينية.. تعتمد على نمو الصادرات و ارتفاع إنتاجية عناصر العمل.. الاستثمار الحكومى فى البنية الأساسية التقليدية والتكنولوجية.. القدرة الاستيعابية للسوق المحلى.. رفع مستوى التنافس الدولى.. إحساس بالانتماء والولاء والوطنية.. التعليم الناجح.. العمل جاد.. أنواع الاقتصاد الصينى فريدة من نوعها تتكون من اقتصاد حكومى واقتصاد جماعى واقتصاد خاص واقتصاد وتعاونى واستثمارات أجنبية.. إذن فالاقتصاد الصينى اقتصاد هجين.. الصين يإسادة صداع فى دماغ الغرب والولايات المتحدةالأمريكية بالذات، فبجانب أنها دائنة لأمريكا بعدة تريليونات من الدولارات وبجانب أن السوق الأمريكى يعتمد على الصادرات الصينية.. إلا أن سعرصرف «اليوان» العملة الصينية مقابل الدولار منخفضة مما يمنح المصدرين الصينين ومكاسب عالية بسبب فرق العملات وهذا مايزعج أمريكا تجربة المناطق الصناعية فى الصين تجربة رائدة.. يجب أن نستفيدمنها.. حل مشكلة نقص الحبوب الغذائية حلتها الصين بحلول عبقرية.. لابد من الاستفادة منها.. روشتة نمو الاقتصاد الصينى من تخفيض الضرائب ورفع الأجور وتشجيع التصدير وترشيد الاستيراد وترشيد الإنفاق العام وضخ سيوله فى الاقتصاد وتعديل قانون التجارة وإصلاح القطاع العام والانفتاح على الاستثمار الخارجى وتعاظم دور القطاع الخاص.. لابد أن تكون فى الحسبان.. أما المضحكات المبكيات أن الصين ومصر بدأت فى أولى خطوات الإصلاح الاقتصادى والانفتاح على الغرب كان عام 1978.. الصين صعدت ومصر هبطت.. فى مصر الجديدة ومع الرئيس القادم لابد أن تكون تجربة المارد الأصفر أمام أعيننا لنحقق حلم الأجيال لنكون لمصر مكان و مكانة تحت الشمس.