?? مشاعر مضروبة فى الخلاط.. والقلب زاط.. والعقل احتاط.. عندما اخبرونى وأبلغونى بأن نقابة الصحفيين.. فى يوم الصحفى فى الرابعة عشر بعد الألفين.. قررت تكريمى على مجمل مشوارى الصحفى.. ولم ينقطع فيه على كل عناصر المهنة حفى.. فلم أكتف بالعمل كناقد رياضى.. ولكنى زحفت إلى صالات التحرير.. وعملت لنفسى خط سير.. أكثر من 55 عامًا فى رحاب صاحبة الجلالة.. والتى كان لها فى يوم من الأيام أكبر هالة.. فلا تليفزيون ولا فضائيات وإذاعة لمدة ساعات.. واعتمدت فى كل مشوار حياتى يا حياتى على عملى وجهدى وعرقى.. وتحملت أن يمسح بى وبجيلى بلاط صاحبة الجلالة.. وأغنانا الله بتحملنا عن اللئيم وسؤاله.. ومكثت الثمانى سنوات الأولى بين الجمهورية ثم الأخبار.. ورغم الانفرادات والغزوات والحمراء من المانشيتات.. إلى إننى كنت طالبًا فى الجامعة.. فكان العمل ظهورات وبالمكافآت ثم عينت بعد التخرج فى منتصف الستينات. ولم أعتمد على أى نظام.. وهذا ملخص الكلام.. وطردنى والدى من المنزل لأنه يريد الشهادة الجامعية.. وكان أيامها يقللون من شأن الجورنالجية كما يسمونهم.. واعترض الرئيس السادات الذى رفع لمصر بحرب أكتوبر القامات على والدى صديقه والذى كان يعمل مديرًا لمكتبه فى المؤتمر الإسلامى وقال له ابنك يثبت ذاته.. وكنت فى نفس الوقت سباحا فى الأهلى.. وأواظب على التدريب برغم طردى من المنزل.. واجتهدت فى عملى ولم أهمل دراستى بل حبى للصحافة جعلنى أتأخر فى التخرج.. وتمسكت بالجامعة ولم أخرج.. وذهابى لجريدة الجمهورية كان قصته كوميدية.. عندما خرجت من الماء فى بطولة الجمهورية، ودفعنى فى سيارة أجرة.. عارى بالمايوه.. سعرتير الفريق الذى كان يكتب فى صفحتها الرياضية.. ونزلت فى شارع نجيب الريحانى عاريا وفى يدى هذه الأوراق لنلحق الطبع.. والطبع هنا لا يغلب التطبع. وذهبت لبوابة دار التحرير ورائى أمة لا إله إلا الله فى عام 59.. وصعدت لأستاذى عبده فهمى الذى أصابه الذهول وأنا على هذه الهيئة.. وقدمت له ما بيدى من أوراق.. ثم أستأذنته فى بعض الأوراق وقلم.. وكتبت بعض الأخبار.. وما دخلك شر يا دار.. فوجدته يبتسم.. ويجنب ما كان بيدى من أوراق ويقوم بنشر أخبارى.. ثم قال لى: أنت طالب فى الجامعة قلت نعم.. قال لى: من الغد تأتى بأخبار وأنت مرتديا ملابسك.. وكانت البداية.. وهذه حكايتى وكل الرواية.. وعلمنى عبده فهمى أن الصحفى.. صحفى.. يقش ما فى طريقه من أخبار وأحداث وتحقيقات حتى لو كان متخصصا.. واستوعبت الدرس.. وفى الأخبار.. وهذا ليس من باب الأسرار. فرض على الحصار فى النشر.. وهذه شهادتى إلى يوم الحشر.. فتركت صالة الرياضة إلى صالة التحرير.. ولأن المرحوم موسى صبرى تابعنى وأنا أسهر حتى الصباح فى المطبعة مع الرياضة.. وتابع ما أكتب والانفرادات خارج الرياضة.. فرقانى مساعدًا لرئيس التحرير.. وعضوا بمجلس التحرير.. حتى ذهبت لأكتوبر وكنت من مؤسسيها وتوليت عضوية مجلس إدارة دار المعارف بالتعيين.. ومديرًا تنفيذيًا للتحرير ثم مستشارًا للتحرير.. ومازلت أعطى.. وأعطى.. وعندى الطاقة أن أعطى أكثر.. وشكرًا لنقابتى حبيبتى.. وشكرًا للنقيب ضياء رشوان.. ولو كنت أريد المراكز لأستغللت حب الرئيس السادات لى وهو قدوتى من الخمسينات.. ومن النادى الأهلى وعلاقتى وعلاقة والدى به.. وهو يعرف مدى كفائتى لأنه كان مديرًأ عامًا بدار التحرير ثم مشرفا سياسيًا على أخبار اليوم.. ولكنى أعرف طباعه فجنبت أن أستغله فى الوصول لأن قلمى الكفيل وعرقى وحده هو السبيل.. وهذا الدرس لأبنائى من هذا الجيل.. وبجهدى الرياضى كسباح ولاعب كرة ماء وإدارى حصلت من جمال عبد الناصر وأنور السادات على وسام الرياضة من الطبقة الأولى.