لا أعتقد أن المشير عبد الفتاح السيسى فى حاجة إلى حملات الطبل والزمر التى انفجرت عقب قرار الرئيس منصور بترقيته، وعقب قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتفويضه فى إتخاذ القرار وفقًا لما يراه فى الترشح للرئاسة من عدمه.. هذه الحملات التى انفجرت ضاغطة على الرجل لكى يترشح رئيسًا لمصر تضر ولا تفيد.. فالرجل وضعته الأقدار فى طريق شعب كما قال عنه « لم يجد من يحنو عليه» ولن يخذله الشعب الذى أحبه وقدره.. نعم المشير عبد الفتاح السيسى هو رجل المرحلة.. وليس فى حاجة إلى طبل وزمر ومحاولة جديدة لصنع فرعون أو إله.. فقد انتهى هذا الزمن بما يعيبه.. المشير يحتاج الآن إلى الدعاء بأن يوفقه الله فى مجابهة مشاكل مصر.. يحتاج إلى من يعاونه إذا قرر الترشح فى وضع برنامج يساعد فيه الخبراء كل فى مجاله ويستهدف مضاعفة إيرادات الدولة الفقيرة.. والتى دونها سوف تستمر أسباب الغضب.. أزمات البطالة والإسكان وتدنى الدخل والصحة والتعليم وأطفال الشوارع والمرأة المعيلة.. ومن قبلها جميعًا القضاء على الإرهاب، وإعادة الأمن للشارع، ومواجهة أزمة السد الأثيوبى. إن ثورة 25 يناير كانت فى الأساس ثورة شباب غاضب لخص ما يريده فى كلمات ثلاث كتبها على جدران الميدان «عاوز شقة وبس» وهى الترجمة الشعبية ل «عيش وحرية وعدالة اجتماعية».. إنه يبحث عن دولة الرعاية لا دولة الجباية.. تلك الدولة التى غابت بغياب ناصر الذى كان يضمن لشعبه التعليم والوظيفة والمسكن.. ثم انتقلت إلى دولة لا تضمن للمواطن أى حق فى أى شىء.. فصار يتيمًا من عهد إلى عهد حتى أكل جسده الضعيف الفقر والجهل والمرض. المشير عبد الفتاح السيسى رئيس مصر القادم بإذن الله يعلم قبل غيره وكما قال إن مشاكل مصر كبيرة وكثيرة.. فأعينوه أعانكم الله.. بالعمل لا بالرقص والطبل والزمر!