الاستزراع المائى هو السبيل الوحيد لسد الفجوة السمكية التى زادت فى معظم دول العالم بتلك الكلمات بدأ د. شريف فتوح أستاذ اقتصاديات إدارة وتنمية المصايد السمكية بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية حديثه قائلا إن هناك مجموعة من العوامل دفعت العالم لتحويل جزء كبير من الاستثمارات فى مجال الانتاج السمكى من الصيد فى المحيطات وأعالى البحار إلى الاستزراع المائى ارتفاع أسعار المنتجات البترولية بشكل حاد وارتفاع أجور العمالة فى مجال الصيد وارتفاع تكلفة مستلزمات الانتاج التى تتمثل فى إنشاء المراكب وأثمان معدات الصيد والشباك وبالتالى تكاليف سرحات الصيد وغيرها مما ينعكس على سعر المنتج النهائى أى الأسماك، الأمر الذى أوجد فرقا واضحا بين تكاليف انتاج الأسماك من الصيد وبين إنتاجه من الاستزراع. وتابع أن الاستزراع المائى حقق جدواه فى العديد من مناطق العالم، ومن المتوقع أن يصل الانتاج من الاستزراع المائى مع نهاية هذا الأمر إلى حوالى 50 مليون طن ويساهم بحوالى 20 إلى 25 % من إجمالى كمية الانتاج العالمى من الأسماك الناتجة من المصايد الطبيعية. وأكد فتوح أن تقارير منظمة الأغذية والزراعة تشير إلى أنه يمكن مضاعفة الانتاج من الاستزراع السمكى إذا أمكن إدخال طرق استزراع متطورة وزيادة انتاجيتها وهو ما يضفى أهمية اقتصادية على هذا النمط الانتاجى. مشيرًا إلى أن الانتاج السمكى يمكن أن يحقق عدة فوائد وهى استغلال الموارد المتاحة غير المستغلة مثل الأرض البور غير الصالحة للزراعة، والمياه الجوفية ومياه الصرف الصحى، كما سيؤدى الاستزراع إلى ارتفاع كفاءة تحويل الغذاء إلى بروتين حيوانى من الأسماك مقارنة بالماشية أو الدواجن، وتابع تكاليف انتاج الأسماك رخيصة فى معظم الأحيان من تكاليف انتاج لحوم الماشية أو الدواجن، كما أن الاستزراع السمكى يمثل أعلى كفاءة للغلة الفدانية مقارنة بإنتاج الماشية حيث ينتج الهكتار أكثر من 3000 كيلو جرام من لحم السمك فى السنة بينما يتراوح انتاج الهكتار للماشية فى المتوسط ما بين 500 إلى 700 كيلوجرام فى السنة. وأشار فتوح إلى أن الاستزراع السمكى يمكنه المساهمة فى حل مشكلة اللحوم باستثمارات بسيطة، ويمكنه المساهمة فى برامج التنمية الريفية المتكاملة حيث يعتبر مصدرا للدخل الأسرى وتوفير فرص عمل فى القطاعات الريفية فى الدول النامية ذات الدخل المنخفض. وأكد فتوح أن الاستزراع السمكى يعتبر نمطا من أنماط الانتاج الاقتصادى القابل للتطوير السريع من خلال الجهد المشترك للدراسات البيولوجية والاقتصادية سواء فى مجال إكثار الزريعة أو نمو الأسماك أو انتاج الأعلاف أو مقاومة الأمراض، كما يساهم الاستزراع السمكى بدرجة كبيرة فى تخفيف الضغط على المخزون السمكى فى المصايد الطبيعية حيث يؤدى إلى توفير مصدر جيد لانتاج الأصناف التى يزداد الطلب عليها، كما يحد من أثار موسمية انتاج الأسماك من المصادر الطبيعية وهذا يساعد على إيجاد التوازن بين العرض والطلب وبالتالى تحقيق الثبات النسبى فى الأسعار.