بعد أن ساهم شعار «مصر تحارب الإرهاب» فى «تطفيش» السائحين العرب والأجانب لابد وأن يتغير الشعار الآن إلى «مصر تبنى» حتى تستعيد مصر عافيتها السياحية، وتعود عجلة السياحة للدوران لتلعب دورها كأحد المصادر الأساسية للدخل القومى المصرى. هذا ما أكده صالح الديب كبير المرشدين السياحيين وعضو الشعبة فى حواره مع «أكتوبر» والذى تناول خلاله أهم مشكلات قطاع السياحة وهموم 16 ألف مرشد سياحى يعانون الآن من البطالة.. كما قدم روشتة علاج سريعة لإنقاذ السياحة المصرية من عثرتها الحالية مشيرا إلى قرب انفراج الأزمة فى شهر فبراير المقبل.. وهنا التفاصيل. ** ما تقييمك للوضع الحالى لقطاع السياحة؟ ** عام 2013 كان عاماً صعباً جداً على السياحة فى مصر وكان فيه عدة تحديات وخاصة النصف الثانى من العام لأنه أتى فى ظل تحذيرات سفر من جانب كل الدول المصدرة للسياحة، ويعد سبتمبر الماضى الأسوأ فى معدل حركة السياحة وبعدها كتبت كل شاشات التلفزيون فى مصر كلمة واحدة وهى ( مصر تحارب الإرهاب ) فكيف تجد سياحة فى ظل هذه الجملة التى تعنى ان مصر فى حالة حرب واتمنى ان تتغير هذه الجملة وخاصة بعد اقرار الدستور الى (مصر تبنى ), فالآن قامت27 دولة برفع وتخفيف نصائح عدم السفر إلى مصر، وفى اعتقادى أن وضع السياحة فى فبراير 2014 سيكون أفضل من الوضع الراهن للقطاع. ** ماذا عن حجم مشاكل السياحة بالأرقام؟ ** طبقاً لآخر الإحصائيات الصادرة من منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بلغ عدد السياح الذين زاروا مصر فى عام 2010 أكثر من 7.14 مليون سائح وأدخلوا 12.5مليار دولار للخزانة المصرية وهذا يمثل أكثر من ضعف إيراد قناة السويس والذى وصل إلى 5.5 مليار دولار بالإضافة إلى الدخل المباشر للعاملين فى المجال والمهن المرتبطة بقطاع السياحة ويقدر عددهم بحوالى 4 ملايين عامل .. وبعد الثورة تناقصت هذه الأرقام بنسبة 35% طبقاً للإحصائيات إلى 9 ملايين سائح ووصل الدخل إلى 8 مليارات دولار فقط ولكن الواقع الملموس يدل على أن الانخفاض الحقيقى يفوق هذه الأرقام وذلك من خلال علاقتى المباشرة بالفنادق والسياحة العائمة والمناطق الأثرية ويمكن قياس ذلك من خلال أكثر المناطق جذباً للسياحة وهى المتحف المصرى ومنطقة الهرم ومعبد الكرنك حيث كان عدد الرواد يصل إلى أكثر من 10 آلاف سائح يومياً والآن أقل من ألفين فى أفضل الظروف إلى جانب أن عدد الفنادق فى الأقصروأسوان والفنادق العائمة بنهر النيل وعددهم 300 فندق عائم تقريباً كانت نسبة الاشغالات فى نفس التوقيت من العام 100% بينما لا تتعدىالاشغالات الآن نسبة 50% وهذا يترجم الوضع السياحى الحالى فى مصر. ** وماذا عن تأثير هذه الظروف على المرشد السياحي؟ ** الوضع كارثى بل وصل إلى حد المأساة لأنها أصعب فترات تمر بها مهنة الإرشاد والتى يعمل بها أكثر من 16 ألف مرشد إلى جانب ملايين العاملين بالنشاط السياحى عامة انضم منهم حوالى 13 ألف مرشد إلى طابور البطالة وهم يصنفون من العمالة الحرة التى من الصعب دعمها مالياً?.. ورغم ذلك هناك بارقة امل بعد هذا الدستور الجديد وما سيتبعه من انتخابات رئاسية وبرلمانية سوف تساهم فى استقرار البلاد واستتباب الامن ومعه يمكن إعادة السياحة لسابق عهدها وذلك لما تملكه مصر من مقومات سياحية متفردة واطالب بتعديل قانون المرشدين ومناقشته فى البرلمان القادم. ?بعض المرشدين اضطروا إلى العمل فى مهن أخرى والآخر طالب بمنحهم فرصة العمل كمعلمين فى مختلف اللغات?.. ?فكيف يمكن حماية المهنة من الانقراض؟ ?- ?مهنة الإرشاد لن تنقرض?.. ?وفى تحسن،? ?وهم معذورون فيما فعلوا لأن لديهم التزامات عائلية،? ?وعندما تعود السياحة سيعودون إلى مهنتهم?.? أما بالنسبة لمطالبة البعض العمل بالتدريس أرفض ذلك تماماً،? ?لأن ليس معنى أن نسعف المرشد السياحى أن نتسبب فى بطالة من لهم الحق فى التدريس من خريجى كليات الآداب والتربية?.? ** وما الحلول التى تقترحها لمواجهة تراجع عوائد السياحة وانحسار الحركة السياحية؟ ** أولاً يجب أن نتجه بسرعة إلى استثمار الاستقرار بمعظم المقاصد السياحية المصرية، وفصل القاهرة عنها فى الترويج نظراً للظروف التى تمر بها القاهرة مثل المظاهرات وأحداث أيام الجمعة التى يتم نقلها عبر وسائل الإعلام إلى خارج مصر، المشكلة أنها هى أساس منتج السياحة الثقافية فالسائح يأتى لزيارة المتحف المصرى والهرم والقاهرة التاريخية، ثم يتجه إلى الأقصروأسوان، منتج السياحة الثقافية عانى على مدار السنوات الثلاث الماضية، لذلك الحل حاليا هو فصل القاهرة سياحيا وذلك من خلال وجود طيران مباشر إلى الأقصر والسائح يمكنه فيما بعد التوجه إلى أسوان من خلال الرحلات النيلية، والحل الثانى هو بيع المنتج السياحى المصرى كمقاصد داخلية، فيتم عمل منتج للبحر الأحمر على سبيل المثال، أما القاهرة فسوف تأتى فى مرحلة لاحقة . ** ما أنواع السياحة التى يمكن تنشيطها بسرعة؟ ** مصر تتمتع بالكثير من أنواع السياحة منها السياحة الثقافية والشواطئ والغوص والأنشطة البحرية التى تنفرد بها مصر عن أكثر الدول ثراء سياحياً بالإضافة إلى الشعاب المرجانية والرمال الساحرة .. وبالتالى يمكن الترويج السريع للسياحة الشاطئية الموجودة بالفعل التى ينقصها السائح بالإضافة إلى السياحة الثقافية بما فيها المعابد والكنائس بالإضافة إلى أن السياحة الداخلية قد تكون البديل والمنقذ لقطاع السياحة لتخفيف حدة التعثر فهى لا تغنى عن السياحة الخارجية لأنها عبارة عن دوران رأس المال داخل الوطن ولا تساهم فى جلب العملة الصعبة إلا أنها تعد بديلا مؤقتا فيمكن للقادرين السفر إلى الأقصروأسوان والغردقة بالإضافة إلى أن هناك رسالة لأصحاب المنشآت السياحية تحتوى على ضرورة تخفيض الأسعار للمصريين بالاشتراك مع الحكومة لإيجاد آلية للتخفيض والتقسيط لعمل رحلات للمصريين للتعرف على وطنهم وذلك بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى والنقابات والنوادى والأحزاب وغيرها لتنظيم رحلات على مدار العام هذا ينمى الشعور بالانتماء ويعلى من قيمة الوطن ويقرب العادات والتقاليد بين أبناء الأقاليم ويعود على أصحاب المنشآت السياحية بهامش ربح بسيط أفضل من حالة الركود والتوقف التام. هناك 20 فندقا أغلقت فى شرم الشيخ مؤخرا وفقا لتقرير لغرفة الفنادق هناك.. فهل العدد مرشح للزيادة؟ ليست لدى معلومات عن ذلك لكن ما يحدث هو إغلاق مؤقت لبعض الفنادق، حيث تقوم بعض الشركات الكبرى التى تمتلك عددا من الفنادق بإغلاق جزئى ومؤقت لبعضها للتوافق مع الحركة الوافدة، كما أن هناك خللا ضخما فى منظومة الأسعار، وذلك ناتج عن انخفاض أسعار فنادق الخمس نجوم إلى أسعار 4 و3 نجوم، وبالتالى يضطر أصحاب تلك الفنادق للإغلاق المؤقت، لكن تلك المشكلة ستحل عقب عودة الطلب على المقاصد السياحية المصرية إلى معدلاتها الطبيعية. ** ?فى ظل موجة الإرهاب والعمليات التفجيرية التى وقعت مؤخرا.. هل المناطق السياحية فى حاجة إلى المزيد من التأمين؟ ** ??نعم كافة المناطق السياحية فى مصر بدون استثناء تحتاج إلى مزيد من التأمين،? ?فعلى سبيل المثال وضع مدينة أسوان مزر ?للغاية وتعتبر من أسوأ المناطق السياحية من حيث التأمين،? ?وأطالب المسئولين بالتركيز عليها و?وضع كاميرات مراقبة فى الأماكن والشوارع السياحية للتقليل من الجريمة والمساعدة على ضبط المعتدين على السائحين?.. ?وإنشاء دوائر قضائية فى كل المدن السياحية وذلك لسرعة الفصل فى قضايا السائحين المتواجدين لمدة قصيرة ويضطرون إلى التنازل عن قضاياهم وبالتالى يهرب الجانى من العقاب?.. ?بالإضافة إلى تغليط العقوبات ضد المجرمين?.