حقق لمؤتمر الدولى الثانى للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا والذى انعقد فى الكويت مؤخرًا نتائج عملية بتقديم مساعدات للشعب السورى تصل إلى أكثر من مليار دولار– لكن يبقى مسار التسوية السياسية هو الأهم فى المعادلة الراهنة بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الأزمة السورية الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت قد افتتح أعمال المؤتمر بحضور عربى ودولى رفيع المستوى حيث شارك كل من الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية الدكتور نبيل العربى وبان كى مون ومشاركة رفيعة المستوى تصل إلى 70 دولة و24 منظمة دولية ووجه نداء استغاثة إلى المواطنين الكويتين وإلى ضيوف الكويت المقيمين على أرضها من العرب والأجانب، وإلى جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية بالمسارعة فى المشاركة فى الحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لإغاثة أبناء الشعب السورى الشقيق داخل سوريا وخارجها، من اللاجئين والمشردين للتخفيف من معاناتهم المأساوية، معتبرا أن عدم التجاوب مع جهود رفع المعاناة عن الشعب السورى وصمة عار فى جبين المجتمع الدولى سيسجلها التاريخ وتتناقلها الأجيال ولمواجهة الظروف المعيشية الصعبة والحرجة التى يمرون بها. كما أعلن أمير الكويت عن تبرع بلاده بمبلغ نصف مليار دولار.لإغاثة الشعب السورى. فيما ذكر وزير المالية السعودى إبراهيم بن عبد العزيز العساف، عن رفع اعتمادات بلادة المالية للسوريين ب60 مليون دولار، ليصبح إجمالى المبلغ المقدم 250 مليون دولار. وتعهدت قطر أيضا بتقديم 60 مليون دولار مساعدات، كما أعلن وزير الخارجة العراقى هوشار زيبارى عن تقديم مساهمة جديدة تقدر ب13 مليون دولار توزع على النازحين السوريين من خلال جمعية الهلال الأحمر العراقى. وذكر رئيس الوزراء للشؤون الخارجية فى لوكسمبورج جان أسلبورن خلال المؤتمر تبرع بلاده بمبلغ 5 مليون يورو للشعب السورى، كما تعهدت وزيرة الدولة للتنمية الدولية بالمملكة المتحدة جستين غريننج بأن تقدم بلادها 164 مليون دولار للشعب السورى. وأعلنت وزيرة الدولة للتعاون والتنمية الدولية بالسويد تبرع بلادها ب35 مليون دولار، ومن جانبه أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى فى وقت سابق عن تقديم البلاد مساعدات بقيمة 380 مليون دولار لدعم الشعب السورى. وكان وزير الخارجية نبيل فهمى قد شارك فى هذا المؤتمر وأكد على ضرورة تقديم المجتمع الدولى المساعدات للاجئين السوريين ودعم الوضع الإنسانى فى ظل تزايد أعداد اللاجئين والمتضررين من أعمال العنف غير المسبوق الذى أدى إلى واحدة من أكبر حركات النزوح الجماعى التى شهدها التاريخ. وأوضح الوزير «فهمى»أن الوضع فى سوريا أدى إلى تهجير 7 ملايين مواطن سورى داخلياً، وإلى نزوح أكثر من مليونى مواطن إلى دول الجوار، مؤكداً إنه على الرغم من كل الجهود الإقليمية والدولية، فالمعاناة فى ازدياد وأعداد اللاجئين فى ارتفاع وقدرة دول الجوار على التعامل مع الأزمة آخذة فى التآكل بما يهدد استقرارها وتماسك نسيجها المجتمعى، وشدد وزير الخارجية خلال كلمته على ضرورة تكثيف الجهود من أجل التعاطى مع أزمة اللاجئين، وتقديم العون المطلوب للشعب السورى الذى يعيش مأساة إنسانية، حيث قامت مصر، ورغم التحديات الاقتصادية التى تواجهها، باستضافة ما يزيد عن 300 ألف مواطن سورى يعيشون بين إخوانهم المصريين، وقامت الحكومة بمساواة المواطنين السوريين بإخوانهم المصريين فى مجالات الخدمات الصحية والتعليمية تقديراً للظروف الصعبة التى يمر بها الشعب السورى الشقيق، وإيماناً بعمق الروابط بين الشعبين. كما جدد على موقف مصر من الأزمة السورية، حيث أوضح إنه لا بديل عن صيغة مؤتمر جنيف 2 وتفعيل وثيقة جنيف 1 للخروج من هذا النفق المظلم، مضيفاً أن الحل الوحيد لمشكلة النازحين السوريين هو عودة الاستقرار إلى سوريا والتوصل إلى تسوية سياسية من خلال انخراط كافة الأطراف السورية لإنجاح عملية جنيف2. ويأتى هذا الاجتماع قبل أسبوع من انعقاد مؤتمر جنيف -2 الذى يهدف إلى التوصل لحل سياسى للأزمة السورية مما يحفظ لهذا البلد وحدته. .. والتقى فهمى مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح على هامش المؤتمر حيث تناول معه تطورات العلاقات بين البلدين وسبل المزيد من تطويرها فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية. وتبادلا الرأى حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها الأزمة السورية فى ظل التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف-2 وتطورات القضية الفلسطينية. ..فيما أكد وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى على استقبال ورعاية ودعم اللاجئين السوريين دور حكومة إقليم كردستان والتى تستظيف أكثر من 97% من اللاجئين السوريين وأوضح بان عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوظية السامية للاجئيين مائتان وعشرة ألف لاجىء وهناك حوالى أربعون ألف أخريين من غير المسجلين فى محافظات العراق والإقليم . وان الحكومة قد قدمت ثمانية وخمسين مليون دولار إضافة إلى المساعدات العينية كما ساهمت حكومة الإقليم بحوالى سبعين مليون دولار لمساعدة اللاجئين وتأمين حاجاتهم من مأوى وتوفير الخدمات الصحية والغذاء والماء الصالح للشرب وبناء مخيمات جديدة لاستقبالهم ،كما وافقت الحكومة على تدشين أول بوابة إنسانية دولية لنقل المساعدات إلى داخل سوريا من قبل المفوضية السامية للاجئيين جوا باستخدام عشر طائرات من مطار اربيل إلى القامشلى. كما أشار إلى فتح الهلال الأحمر العراقى عيادات طبية فى عمان وخمسة مراكز فى المراكز التابعة لوزارة الصحة اللبنانية وأعلن العراق فى المؤتمر تعهدًا إضافيًا بتقديم ثلاثة عشر مليون دولار لتوزيعها على النازحين والمرحلين السوريين داخل الأراضى السورية فى المناطق الحدودية الخارجة عن سلطة الحكومة السورية وأكد زيبارى بأن جذور الأزمة فى سوريا هى سياسية ولابد من إيجاد تسوية سياسية لعودة اللاجئين إلى ديارهم وشدد على موقف العراق من الأزمة السورية منذ بدايتها والمطالبة بوقف العنف وسفك الدماء وعدم عسكرة النزاع واحترام إرادة الشعب السورى لتقرير مصيره وخياراته السياسية ومن هنا تأتى عقد مؤتمر جنيف 2 لتحقيق تسوية سياسية بين الفرقاء السوريين وأوضح الوزير تداعيات الأزمة السورية على دول الجوار وعلى العراق وانتقال تداعياتها إلى داخل العراق وتهديدها للأمن الوطنى العراقى وتأثيرها على الأوضاع الإنسانية.