وقع الفكر الأوروبى والغربى فى خطأ جسيم عندما ربط تراجع المجتمع الإسلامى بجمود الدين الإسلامى نفسه.. فحركة الإصلاح فى التراث الإسلامى وجوهره لم يستوعبها الغرب ولا بعض المسلمين أنفسهم مما أدى إلى تكوين فكرة خاطئة وانطباع سيىء مازلنا نعانى من تبعاته حتى الآن.. كان هذا هو محور كتاب حركة الإصلاح فى التراث الإسلامى الذى أصدره المركز القومى للترجمة وتمت مناقشته منذ أيام فى حضور المؤلف والمترجم وذلك بقاعة طه حسين بالمركز. تحمس المترجم د. أسامة نبيل لكتاب المؤلف شارل بيرو «حركة الإصلاح فى التراث الإسلامى» حتى يطلع القارئ المسلم على ما كتبه الغرب عن الثقافة الإسلامية دون تطرف أو مغالاة، فالكتاب تنويرى بالدرجة الأولى ويعترف بالخطأ الذى وقع فيه الفكر الأوروبى بشأن ربط تراجع المجتمع الإسلامى بجمود الإسلام، فى حين يؤكد مؤلف الكتاب شارل بيرو أنه يرى أن الدين الإسلامى دين تطور وإصلاح وأن ما يعانى منه يعود إلى عدم قدرة المسلمين على فهم واستيعاب هذا الدين السماوى واقتصارهم على التفكير فيه على أنه دين عبادة فقط وهذا خطأ جسيم كما يؤكد، إذ يهتم الإسلام بكل ما هو إنسانى من خلال القرآن و السُنّة. وتحدث المؤلف شارل بيرو وأكد بعد أن شكر المترجم والمركز على هذه الندوة المهمة، إن الدين الإسلامى يعانى من سوء فهم فى الغرب الأوروبى وتشويه من جانب بعض التيارات التى تستخدم الدين لتحقيق أهداف سياسية، إذ يتعامل البعض مع الدين الإسلامى عن جهل فيصور للبعض الإسلام بطريقة مغلوطة ويتعاملون معه على أنه دين مغلق ومنغلق ولا يقدم جديداً للإنسانية، وهذا قصور فى الفكر، وأشار المؤلف إلى أن الإسلام ضحية منذ قرون طويلة حيث يتم استغلاله وتحميله زلات بعض العقول الضالة والمتشددة. وأضاف بيرو أن الإسلام ترك للعلماء الحرية الكاملة وأبرز دليل على ذلك ما قاله أحمد زويل الحاصل على جائزة زويل حينما قال إنه بدون مؤلفات العرب والمسلمين فى كل المجالات كانت ستعانى البشرية التخلف، وقال هونج أحد المستشرقين إن الإسلام هو دعوة إلى التقدم وأنهى كلامه بحاجة الإسلام إلى حكماء جدد ليقوموا بتوضيح رسالة الإسلام الحقيقية وتنقيته من الشوائب التى لحقت به بعد انتشار الجهل.