كلما هلت ذكرى مولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذهب كل مسلم يحتفل برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على طريقته معتقدًا أن ما يفعله يتقرب به إلى الله أو يظهر به مدى حبه لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ). فاتجهنا إلى بعض الدعاة وعلماء الدين لنعرف كيف يكون الاحتفال برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ). يقول أ. محمد سليمان المعيد بجامعة الأزهر إن القرآن بين لنا صفات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ويقول تعالى فى سورة الأحزاب: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) فميلاد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان رحمة من الله لأهل الأرض فلابد أن تربط بين كونه رحمة وكيفية الوصول إلى هذه الرحمة، ولكن بعض الناس وما أكثرهم يتجهون للاحتفال بمولد النبى ( صلى الله عليه وسلم ) بالزينة والمأكولات فى الوقت الذى يجب أن نحتفل بميلاده بطريقة عملية، فالنبى ( صلى الله عليه وسلم ) احتفل بيوم مولده فى حياته وذلك عندما سئل عن صيام الإثنين والخميس فبينّ يوم ولدت فيه وهو يوم الإثنين ويوم ترفع فيه أعمالى فأحب أن ترفع أعمالى وأنا صائم. فيجب أن يكون الاحتفال باتخاذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أسوة ونتبع هدية ونجتنب نواهيه، والتمسك بسنته والوقوف مع النفس وقفة متأمل ومحاسب لها، ما الذى فعلته من معاصى ومخالفات لله ورسوله. عملا بقول الرسول «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» وأن نصل ما بيننا وبين ربنا عملا بقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) «وصلوا الذى بينكم وبين ربكم تنصرو تؤجروا وتجبروا» ويجب أن نحكم رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) فى كل ما يقع بيننا وبين المسلمين من خلاف وشجار حتى يكمل إيماننا بأن نقتدى برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عملا بقول الله تعالى چ? ? ? ںچ ولابد أن نتنسم أخلاقه من رحمة وتواضع ومواجهة الشدائد والصبر، ومعرفة الحق، ونشر دين الله «بالحكمة والموعظة الحسنة»، الأخذ بيد الناس إلى الله لا ننفرهم وإنقاذ الناس من الضلال وغاوية الشياطين بكل أنواعها شياطن الإنس والجن. فبذلك نستطيع أن نحتفل بمولد الرسول بالعمل لا بالمظهر مما يرضى العقول والقلوب ويحقق للمسلمين المنفعة فى الدنيا والآخرة هو ما كان لله «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض». ويقول أحمد على محمد المدرس بالأزهر الشريف والمعلم لكتاب الله عز وجل. الاحتفال برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لابد أن يكون على منهج سليم متمثل فى نقاط منها: الاقتداء برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى سيرته وتعاملاته مع الجميع فمن معاملاته مع رجل رأى النبى لأول مرة فوقف مرتعداً فقال له لا تثريب عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد فى مكة». والعفو عند المقدرة فقد عفا عن الأعرابى إلى الذى أراد قتله وقال له من ينقذك منى قال له: الله فسقط السيف من يده فأخذه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له من ينقذك منى فقل كن خير آخذ فقال قل لا اله إلا الله محمد رسول الله قال الأعرابى : لا، فتركه النبى فلما بعد عن النبى قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. وفى عبادته فقد كان النبى يعبد الله حتى تتورم قدماه فتسأله السيدة عائشة ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك فيقول لها « أفلا أكون عبدًا شكورًا». وننشر الإسلام فقد كان ( صلى الله عليه وسلم )أن يهدى بك الله رجلا خير من حُمر النعم» وفى رواية أخرى أحب إلى من الدنيا وما فيها» أن نكثر من الصلاة عليه لأن الله وملائكته يصلون عليه "إن الله وملائكته يصولون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا». وأن تصوم اليوم الذى ولد فيه لأنه ( صلى الله عليه وسلم ) سئل عن صيام الاثنين والخميس فقال يوم ولدت فيه ويوم ترفع فيه أعمالى! أن نستحضر الرسول فى حياتنا من خلال تطبيق سنته فى كل شىء بأن نكون رحماء فيما بيننا أشداء على أعدائنا أن نأتمر بأمر رسول الله ونتهى عن نهيه ونجتنب نواهيه عملا بقول الله تعالى «ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» وكان رحيما بنا ( صلى الله عليه وسلم ) علم بتقصير أمتى فقال : إذا أمرتكم بشىء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شىء فانتهوا» بذلك نكون قد احتفلنا بمولد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بما يرضى الله ورسوله. يقول د. ياسر مرزوق أستاذ الحديث بجامعة الأزهر والله إن الصادق المُحب لرسول الله يحتفى برسول الله بكل نفس من أنفاس حياته، ما قيمة احتفال فى ليلة من الليالى نذكر فيها بعض الأبيات الشعرية وبعض الكلمات، وربما يختلط الرجال بالنساء فى سهرة لا تمت إلى السنة ولا إلى الفضيلة بصلة، ما قيمة هذا الاحتفال ونحن بعد ذلك لا نمتثل أمره، ولا نجتنب نهيه، ولا نقف عند حده، ولا نصدق خبره عليه الصلاة والسلام. إن الاحتفال الذى يليق بسيد الخلق وحبيب الحق، أن نتبعه عليه الصلاة والسلام وأن نمتثل أمره ونقف عند حدوده، أن نبلغ دعوته، أن ندافع عن شريعته، أن نطبق سنته، أن نحب رسول الله حبًا يفوق حبنا لأولادنا وأموالنا وآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا بين جوانبنا لكننى بعد هذا أود أن أؤكد أننا إن وجدنا إنسانا محبا لله ورسوله وقد تمسك بهذا الاحتفال من هذا المنطلق فمع بيان الحكم الشرعى الذى وضحناه له فإننا نعذره ولا نختلف معه ونوجهه إلى أخف الأضرار وهو الصورة الحسنة لهذا الاحتفال والبعيدة عن المخالفات كأن يتقرب إلى الله بمزيد من الطاعات من صيام وصدقة وصلاة مشروعة وهذا من باب أخف الضررين حتى يشرح الله صدره لقبول السنة النبوية وقدوتنا فى هذا الإمام أحمد عندما قيل له: (بعض الأمراء أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال: دعه فهذا أفضل ما انفق فيه الذهب، أو كما قال، مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة، وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها فى تجديد الورق والخط، وليس مقصود الإمام أحمد هذا، وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة وفيه أيضًا مفسدة كُره لأجلها .