أكدت د. هدى بدران رئيس الاتحاد النوعى لنساء مصر ورئيس رابطة المرأة العربية أن دستور 2013 الذى سيتم الاستفتاء عليه خلال أيام يشكل نقلة حضارية بالنسبة لحقوق المرأة المصرية، حيث كفل هذا الدستور ما بين 70 - 80% من الحقوق التى تسعى إليها المرأة. وأشارات د. هدى بدران فى حوار مع «أكتوبر» إلى ضرورة خروج المصريين وفى مقدمتهم المرأة للتصويت ب «نعم» على مشروع الدستور لاستكمال خارطة الطريق وسد الطرق أمام الجماعة الإرهابية التى تسعى إلى إغراق البلاد فى الفوضى. وفى سياق الحوار التالى تتحدث د. هدى بدران عن إعادة إحياء الاتحاد النسائى المصرى الذى أنشأته هدى شعراوى قبل 90 عاما، وكيف سيتم جمع 30 مليون جنيه لدعم المرشحات فى الانتخابات البرلمانية، ورأيها فى وضع المرأة أثناء حكم الإخوان وقضية التحرش.. وأسرار الهجوم الغربى الدائم على مصر وغيرها من القضايا. * ما هى رؤيتك لوضع المرأة المصرية الآن وهل حصلت على حقوقها؟ ** من الصعب القول إن المرأة حصلت على حقوقها بالكامل لأنها حينما تحصل على حقوقها كاملة هذا يعنى عدم وجود أمية، بالإضافة إلى توفير صحة جيدة وهذا ما نفتقده إلى جانب تخصيص نسبة 50% للمرأة فى المجالس التشريعية والمناصب القيادية حتى يتناسب هذا ليس فقط مع حجمها فى المجتمع لكن فيما توصلت إليه من كفاءة وطبقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين. * لماذا لا نرى حتى الآن امرأة فى منصب المحافظ أو وكيل نيابة ؟ ** للأسف الشديد مازال حتى الآن فى مجتمعنا المصرى الخيار الوظيفى يتوقف على النوع الاجتماعى خاصة «الذكر» وتعطى للرجال أولوية ربما أكثر من المرأة رغم أننا لدينا قانون العمل الذى نص على المساواة بين الجنسين ودائما يتم ربط المناصب القيادية بحق الولاية والكثير يفسر الدين بأن الإسلام لا يسمح بولاية المرأة لهذه المناصب وإن الدستور الجديد نص على أن المرأة لها حق تكافؤ الفرص فى جميع المجالات بما فى ذلك المجال القضائى بعد أن قفل الباب طويلا أمام المرأة فى تولى مثل هذه المناصب. * من وجهة نظرك هل حصلت المرأة على حقوقها فى الدستور الجديد؟ ** حصلت على حوالى 70 إلى 80% حيث إن هناك حقوقا من السهل الحصول عليها والعكس صحيح مثل الحصول على حقها فى التعليم أسهل من الحصول على منصب سياسى أو تولى مناصب عليا لكن الدستور فتح الباب لأن تكون قاضية فى محاكم الأسرة. * هل دستور 2013 منصف لحقوق المرأة فى مجال الصحة؟ ** فى حقيقة الأمر حق المرأة فى الصحة كان غريبا إلى حد ما لأن العمر المتوقع منذ الولادة المرأة تعيش سنوات أكثر من الرجل لكن مجرد المعيشة ليست كافية بل لابد من توفير صحة كاملة خاصة فى الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأمراض التى تصيب المرأة مثل السكر والسرطان وارتفعت نسبة وفيات الأمهات فى مصر مقارنة ببعض الدول «فهذا عيب فى مجال الصحة». * وماذا عن حقوق المرأة السياسية؟ ** لا أنكر أن مصر أسوا نسبة للمشاركة السياسية للمرأة خاصة وأنها لا تصل إلى نسبة 2% ويتفاوت حصولها على الحقوق خاصة المناصب القيادية بالنسبة لمكانة هذا الحق وتنخفض نسبة حصولها عليه لكن الدستور الجديد فى المادة 11 نص على أن تكفل الدولة تحقيق المساواة فى جميع الحقوق المدنية والسياسية وأن تعمل الدولة على اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة تمثيلا مناسبا فى المجالس النيابية على النحو الذى يحدده القانون دون تمييز ضدها. تعليم الإناث * ما رأيك فى حق المرأة فى التعليم بالدستور الجديد ؟ ** من أهم ما يميز مصر أنها بدأت بتعليم الإناث منذ فترة طويلة وإن كان هناك بعض الصعوبات التى تواجه كثيرا من الأسر الفقيرة التى فى أغلب الأحيان تفضل تعليم «الولد» عن «البنت» إلا أن دستور2013 نص على أن التعليم إلزامى مجانى حتى نهاية الدراسة الثانوية فهذه نقلة نوعية فى حد ذاتها خاصة للمرأة. * هل نستطيع القول إن دستور 2013 يمثل نقلة حضارية لحقوق المرأة ؟ ** نعم، فهذا الدستور كفل الكثير من حقوق المرأة لكن حتى نتفق من حيث المبدأ سواء رجل أو امرأة لا يمكن الحصول على الحقوق بالكامل مائة فى المائة وعلى سبيل المثال قانون الأحوال الشخصية لا يعطى المرأة حقوقها 100% . * لماذا؟ ** لأن الزوج له الحق فى طلاق زوجته منفردا بعد ما يتزوج عليها وجاء الخلع عدل هذه المشكلة إلى حد ما لكن ليس بالشكل الكافى والزوجة حينما تطلب الخلع لابد أن تذهب لمحكمة الزنانيرى وتعيش المعاناة خمس سنوات لكى تحصل على حقوقها فى النفقة والحضانة وغيره ثم بعد هذه المعاناة تتنازل عن حقوقها وهذا يعتبر تعصبا وتمييزا. * وهل دستور 2012 الذى أعده «الإخوان المسلمون» لم ينص على هذه الحقوق ؟ ** نعم لم ينص عليها دستور جماعة الإخوان المسلمين. * هل هناك فرق بين حقوق المرأة فى الإسلام والحقوق كما تراها التيارات الإسلامية؟ ** التيارات الإسلامية المعتدلة لها سقف معين بالنسبة لحقوق للمرأة رغم أن الإسلام كرم المرأة لكن التيار الإسلامى لا يعترف بالمساواة. * ومن أين جاء هذا الخلاف ؟ ** الخلاف دائما يأتى من الفقهاء لأن منهم من يقول إن المرأة تتولى مناصب عليا أما البعض الآخر فيرى أنه لا يجوز أن تتولى المرأة منصب الولاية وهذا الاختلاف يفتح الباب للفقهاء والفتاوى وغيرهما لذلك حينما نترك الباب مفتوحا للمتشددين لتفسير الإسلام سيقع الضرر ليس بالمرأة فقط وإنما المجتمع ككل. * وما الذى ينقص المرأة فى هذا الدستور؟ ** كنا نود أن ينص الدستور على كوتة للمرأة فى البرلمان لكنه نص على 25% للمرأة فى المجالس النيابية فهذه تعد خطوة للأمام. * كيف تفسرين سر تراجع المجلس القومى للمرأة عن مطالبه خاصة فى الكوتة؟ ** هذا ليس تراجعا من المجلس بل هناك مثل يقال «ما لا يؤخذ كله لا يترك كله» بمعنى أن الدستور لم يعى لنا كل الحقوق لكن ليس معنى ذلك أن امتنع عن التصويت وهناك مثل آخر أيضا «اقبل الواقع واعمل على تغيير الواقع» أى نبذل الجهد لكى نغير هذا الواقع. * ماذا بعد دستور 2013 ؟ وكيف يمكن أن نفعله ؟ ** إقرار الدستور يعد خطوة للأمام فلابد أن يتوافق عليه المصريون ويبذل كل مواطن مصرى جهده ويذهب للاستفتاء وألا يتكاسل حتى لا يصبح من حزب الكنبة لاستكمال خارطة الطريق وعلينا أن نعلم أن الكمال لله وحده، وحينما نطالب بدستور يفى بمتطلباتنا جميعا إذن نطلب المستحيل، فالدستور أبو القوانين إذن يتبعه تفسير وترجمة إلى قوانين لذا يجب نحن كجمعيات أهلية خاصة الجمعيات النسوية مثلا فى قانون الانتخاب يجب أن نضمن أن تصل المرأة إلى ثلث المقاعد على الأقل سواء كان نظام الانتخاب بالقائمة أو بالفردى ولابد من الضغط على الأحزاب بحيث تضع المرأة فى أول القوائم ، و «القانون ما لم يكن رادعا ليس له معنى على الإطلاق» إلى جانب المتابعة والتقويم. الإرهاب والدستور! * من وجهة نظرك هل ستؤثر الأحداث والعمليات الإرهابية على عملية الاستفتاء على الدستور؟ ** أعتقد وأرجو ألا يؤثر ذلك على الشعب المصرى خاصة أنهم سيحاولون القيام بعمليات إرهابية جديدة لبث الرعب لدى المواطنين حتى لا يذهبوا للتصويت على الدستور ووزارة الداخلية عليها عبء كبير فى تأمين أماكن الاستفتاء، خاصة أنهم سيقومون بتأمين المكان الانتخابى على بعد 200 متر حتى يطمئن المواطنون. * وما توقعاتك فى هذا اليوم ؟ ** هناك شعور عام وتحمس من المواطنين للمشاركة فى الاستفتاء على هذا الدستور لاستكمال خارطة الطريق وأن ما تقوم به الجماعات الإرهابية لترهيب المواطنين جاء رد فعل عكسى عليهم خاصة بعد حادث الدقهلية وانحسرت شعبيتهم ومن يتعاطف معهم أصبح ضدهم الآن. * ماذا فعلت هدى بدران من أجل دعم الصناعة فى مصر ؟ ** كنت أول من أدخل إدارة للخدمة الاجتماعية فى مصانع القليوبية بهدف دعم دور الصناعة فى مصر، حيث كان أصحاب المصانع يشكون دائما من عدم التزام العمال بقوانين العمل هذا، بالإضافة إلى أن أصحاب المصانع أنفسهم لا يدركون أن السلوك الاجتماعى للعمال له علاقة وثيقة بالإنتاجية مثل تحمسنا السياسى والناحية الاجتماعية فالمجالات متداخلة مع بعضها البعض لذلك بمجرد ممارستهم للنشاط الاجتماعى ساعة واحدة على الأقل بعد الانتهاء من وردية العمل سواء كان ( تنظيم ندوات للعمال ولأسرهم أيضا وعمل فرق لممارسة كرة القدم وهكذا ) وأنه على مدى سنة سيزيد الإنتاج حوالى 20 % ، كما تعد أيضا تجربة مصانع شبرا الخيمة وممارسة النشاط الاجتماعى فيها من أنجح التجارب التى كان لها أثر فعال على العمال أنفسهم ومن ثم إنتاجية صاحب العمل. * ما رؤية الاتحاد النوعى لنساء مصر ؟ وكيف تم إنشاؤه ؟ ** يسعى الاتحاد إلى ترابط الجهود المهتمة بقضايا المرأة للمساهمة فى خلق مجتمع واع يؤمن بالمساواة والمواطنة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية واحترام حقوق المرأة والأسرة، أما بالنسبة لإنشائه كان هناك اجتماع بعد ثورة 25 يناير حضره حوالى أكثر من 3000 شخصية من المجتمع المدنى من رجال ونساء وتم اتفاق الجمعيات النسوية على «ميثاق» تضمن مطالب من المجلس العسكرى ولأننا مثل ما ساهمنا فى الثورة علينا حقوق وواجبات بعد الثورة حيث كانت أهم مطالب هذا الميثاق إحياء الاتحاد النسائى المصرى الذى قامت بإنشائه هدى شعراوى عام 1923 ثم أغلق فى الخمسينيات وقد كان وتبنت 15 جمعية تأسيسة وتم إشهاره فى نوفمبر 2011 وأصبح حتى الآن يضم 130 جمعية فى عضويته. دعم المرأة المصرية * ما الذى يقدمه الاتحاد حاليا للمرأة ؟ وكيف يتم تمويله ؟ ** دعم المرأة المصرية لاستخدام حقها فى الانتخاب وسنقوم بحملة لمساعدة واستقطاب المرشحات من السيدات لمجلس النواب القادم على أعلى مستوى من الكفاءة وتشجيعهن على دخول المعركة الانتخابية فى دوائرهن ، وعن تمويله رابطة المرأة العربية انتخبت كرئيس لمجلس إدارة الاتحاد النوعى لنساء مصر فالرابطة تدفع تمويل هذه المشروعات وحاليا يتم إنشاء صندوق لجمع المال يخصص جزء منه لدعم المرشحات فى الانتخابات بينما الجزء الأخر لتقوية للاتحاد، بالإضافة إلى رسوم الاشتراك العضوية بالاتحاد. * وما الهدف من إنشاء هذا الصندوق ؟ ** جمع 30 مليون جنيه لمساعدة حوالى 100 سيدة مرشحة فى الانتخابات وانطلقت الحملة فى 30 ديسمبر والجمع الفعلى لها أول يناير الجارى. * كيف تقيمين دور المرأة فى ثورات الربيع العربى ؟ ولماذا لم نسمع عن سقوط شهيدة؟ ** المرأة كانت محركا أساسيا فى كل الثورات الربيع العربى بصفة عامة ومصر خاصة فى 30 يونيو، حينما شعرت بالاضطهاد من قبل فصيل سياسى أدار البلاد من مقره بالمقطم وكان يريد أن يستحوذ على كل شىء لجماعته وأعضائها، أما بالنسبة للشهداء من السيدات اعتقد أنه سقطت واحدة أو اثنتان فى ثورة 25 يناير منهن «سالى» وفى ميدان رابعة العدوية أيضا توفى كثير وعذبوا لكن لا يوجد إعلام كاف فى هذا الشأن. * رغم أن المرأة العربية حصلت على حقوقها فى البلدان المغلقة إلا أنها مازالت تعيش فى مناخ سيئ ؟ ما الطريق التى ينبغى أن تقوده المرأة العربية بصفة عامة والمرأة المصرية خاصة ؟ ** بالطبع كانت هناك حركة فى كل الدول العربية ليبيا وتونس والجزائر واليمن وغيرها ومن أكثر الدول التى حصلت المرأة فيها على حقوقها هى المرأة التونسية ثم العراقية حيث يعتبر من أفضل قوانين الأحوال الشخصية فيها. أما فى مصر حينما سيطر الإخوان المسلمون على الحكم كان هناك تراجع لحقوق المرأة ولو كانوا استمروا فى الحكم لكان حال المرأة المصرية أسوأ بسبب هوس التطرف. * لماذا كانت فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين هى الأسوأ للمرأة ؟ ** لأنه لم يحدث فى تاريخ مصر بل والعالم فتوى إرضاع الكبير ونكاح الجهاد وزواج القاصرات وختان الإناث إلا فى عهد هذه الجماعة، هذا فضلا عن تغييرهم لمفاهيم الزواج بما فيه العملية الجنسية التى هى تعبير عن الحب والمودة فى الإسلام، خاصة أن المرأة لها حق يتساوى مع حق الرجل وأنها ليست إناء للجنس فى الإسلام الصحيح وكونه يعتبر هذه العملية تصبح واجبا يؤدى فى الجهاد ويسمى نكاح الجهاد للأسف الشديد منظورهم للجنس الآخر «المرأة» آلة جنس والمرأة ليس إنسانا كامل الأهلية لكن عليه واجبات لابد من إشباعها فهم دائما يتميزون بثلاث شهوات. * ما هذه الشهوات التى يحبها الإخوان المسلمون ؟ ** الشهوة إلى السلطة والشهوة للمال والشهوة للجنس وهذه الشهوات الثلاث الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نرتقى بهما إنما جماعة الإخوان المسلمين يتميزون بها والدليل على ذلك حينما تولوا السلطة والحكم أبدعوا، أما المال ليس من الإنتاجية بل عن طريق التجارة وغسيل الأموال أى مجرد تجميع المال لاستخدامه فى السلطة والحكم بينما الجنس (الشاطر منهم) يتزوج أربعه هذا بالإضافة إلى أنهم حينما سجنوا فى حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك طالبوا بساعتين فى الشهر خلوة شرعية مع زوجتهم وهذه شهواتهم وبالفعل حصلوا على ذلك وكان له أثر كبير جداً على وضع المرأة بالنسبة لهم. * ما أثر ذلك على المرأة ؟ ** أصبح مفهوم العلاقة بالمرأة مجرد شهوة وعلاقته بالجنس الآخر مجرد (واحدة) تأتى لمهمة معينة لمدة ساعتين تحت إشراف السجانين. * ما تعليقك على تقرير «روتيرز طومسون» بأن 99% من المصريات يتعرضن للتحرش ؟ ** هذا غير صحيح على الإطلاق ولا يصدقه عقل خاصة أن مصر بها 50% ريف ثم الحضر وبالطبع لا يجرأ أحد أن يتعرض لفتيات الريف إذن 50 % لا يتعرضن للتحرش موضحة أن هذه الظاهرة ارتفعت معدلاتها بعد عرض فيلم «وسط البلد» فى السينما المصرية ولا أنكر أن مصر خالية من التحرش لكن ليس كما تراها هذه الدراسة خاصة أنهم استندوا على معلومات من خبراء عددهم 366 من 22 دولة عربية، حيث إن الخبراء فى الدولة الواحدة حوالى 16 خبيرا ولا نعلم على أساس تم اختيارهم ثم بعد ذلك اختاروا خمس سيدات المتميزات فى الوطن العربى على رأسهم توكل كرمان من اليمن التى حصلت على جائزة نوبل ومشيرة خطاب ونوال السعداوى واثنان آخران ويحزنى قولهم على مصر ذلك فهل من المعقول أن مصر تكون أسوأ من الصومال أو السودان أو موريتانيا أو اليمن وإنما الصحيح فى هذه الدراسة أن اقل نسبة للمشاركة السياسية للمرأة فى مصر وذلك طبقا لبرلمان 2012 متسائلة لماذا اهتموا بالتحرش ونسوا التعليم والصحة والعمالة وغيرها؟. * هل نستطيع القول إن السينما المصرية السبب الرئيسى فى استفحال هذه الظاهرة ؟ ** لا أستطيع قول ذلك لكن تحديدا بعد مشاركة المرأة فى ثورة 25 يناير والتى لم ندر أن الإخوان هم قادوها فكان لأول مرة فى مصر يحدث تحرش ممنهج للاعتداء على السيدات فى الأماكن المظلمة كمجموعة لترويعهن حتى لا تشاركت فى العملية السياسية. * هل تقتنعى أن مصر أكثر دولة بها تحرش؟ وما أكثر الدول التى تنتشر فيها هذه الظاهرة من وجهة نظرك؟ ** لا طبعا وكل الدول يحدث فيها تحرش خاصة الدول الغربية ربما أكثر من مصر وكان هناك قضية شهيرة عن تحرش الضباط بالفتيات المجندات فى الجيش الأمريكى، هذا بالإضافة عندما ذهبت إلى أمريكا وعشت فيها حوالى 15 سنة لم يمض شهر ورأيت العجائب وأشياء لا أستطيع أوصفها فكل الدول بها تحرش ولا أعلم لماذا يحدث «زيطة وزمبلايطة» فى مصر. * لماذا يسعى الغرب إلى الإساءة لسمعة مصر ؟ ** لأنهم كانوا يريدون أن يستولوا على سيناء وفشلوا فى محاولاتهم مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك رغم كل سيئاته لكنه لم يتنازل عن سيناء ثم اتفقوا مع جماعة الإخوان المسلمين وبدأت محاولة تشويه سمعة مصر بشدة بعد ثورة 25 يناير وتحديدا بعد ثورة 30 يونيه ونشرت هذه الدراسة وتم الترويج لها بشكل غير عادى. * هل الحكومة تأخذ برأيكم كجهة تهتم بشئون وبقضايا المرأة ؟ ** فى الحقيقة حتى الآن الحكومة مقصرة فى حقنا رغم أن رئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور وضع مستشارة له هى الدكتورة سكينة فؤاد دون توصيف وظيفة. فجوة المجلس القومى! * ماذا عن أداء المجلس القومى للمرأة ؟ ** رئيسة المجلس د.ميرفت التلاوى نشطة جدا وقامت بدور مهم فى لجنة الخمسين لكن حينما ننظر للمجلس كمؤسسة لمجلس الأمناء بالموظفين نرى أن هناك فجوة كبيرة جدا فيما تقوم به رئيسة المجلس وبين التى تقوم به المؤسسة نفسها التى من المفترض أن المجلس له وظائف محددة ألا وهى رسم السياسة العامة للمرأة فى أولوية قضايا المرأة وتحديد الميزانية التى يجب أن توفرها الدولة كما يقوم بتعديل قوانين أو اقتراح قوانين جديدة ومراجعة كل ما يحدث فى الوزارات فى تطبيق السياسات العامة إلى جانب التنسيق بين الجمعيات الأهلية والوزارات خاصة وأن المجلس حتى الآن لم يقم بكل هذه الوظائف ولم يعلن عن القضية الأولى لمصر حاليا مثلا الأمية أو غيرها حتى تتخذ الدولة كافة الإجراءات لمواجهة هذه القضية فهناك لخبطة إلى حد ما. * ومتى سنشعر بواقع ملموس فى أحوال المرأة المصرية على أرض الواقع ؟ ** هناك بالفعل ضغط كبير من جمعيات نسائية لإعادة تشكيل المجلس، بالإضافة إلى أن تغيير الأمين العام الذى يرأس الموظفين وهو «المطبخ» فهذا يعتبر نوعا من التغيير لتحسين الموقف. * هل الرابطة نجحت فى حل مشاكل المرأة ؟ ** إلى حد ما تسعى الرابطة إلى الاهتمام بالقضايا التى تهم المرأة والدفاع عنها ومساعدة المرأة المهمشة. * هل هناك دور للاتحاد مع المرأة العربية ؟ ** رابطة المرأة العربية تركز أكثر على المرأة المصرية إلا أنها كانت دائما لها دور فى الدول العربية، حيث كنا منسقين للنشاط الأهلى للمرأة فى المؤتمرات الدولية عن الإقليم العربى ونعمل دراسات وتقارير مشتركة ولدينا أعضاء مجلس إدارة وجمعية عمومية من العرب ونعمل على بحث مشاكل المرأة العربية بصفة عامة، فهى بعض الأحيان ليست منفصلة عن مشاكل المرأة المصرية. * بعيدا عن الانحياز أى من الدول العربية حصلت المرأة فيها على حقوقها ؟ ** كانت المرأة التونسية فى المقدمة ثم العراق. * متى تصبح المرأة المصرية هى القامة الأولى على مستوى العالم ؟ ** قريبا بمشيئة الله تعإلى * أهم التحديات التى يواجهها الاتحاد ؟ ** قلة الموارد المالية (ولو نملك الكثير من المال لأصبحت المرأة رئيسا للجمهورية). * ما الرسالة التى توجهينها للشعب المصرى فى هذه اللحظة ؟ ** أبدا نصيحتى بالمرأة المصرية لابد أن كل امرأة تشعر بأنها إنسان كامل الأهلية ومتساوية مع الرجل فى كافة الحقوق والواجبات بل تتميز عنه بأقدس مهمة فى الحياة وهى (الحمل والولادة والرضاعة) ونحن على المستوى اللفظى الأمومة شىء جميل (فالجنة تحت أقدام الأمهات) لكن حينما نتحدث عن المناصب العليا كقاضية تنبذ فى حين أن المرأة تعبر عن أنبل وأشرف وظيفة وتجعل المجتمع يجدد نفسه وتعطى الحياة للجنين وتتحمل الموت بينما رسالتى للمواطن لابد أن نتوحد من أجل «أم الدنيا» والتى هى «قد الدنيا» حتى يمكن للمرأة نصف المجتمع أن تتقدم الصفوف كما تقدمت فى الثورتين لتصنع من خلال إمكانياتها الكبيرة ما تستحقه لنفسها وما تستحقه مصر. * هل هناك دور للاتحاد النسائي مع المرأة الإفريقية ؟ ** كان هناك بالفعل مبادرة من مجموعة من الجمعيات التابعة للاتحاد حينما أثيرت مشكلة سد النهضة ووجه الاتحاد خطابا لوزارة الخارجية بالقاهرة للسفر على النفقات الشخصية لأعضاء الجمعيات بالاتحاد وكان الهدف الأساسى دعم العلاقات المصرية مع الجمعيات الأهلية فى جنوب إفريقيا «انجى إوز» والتى تهتم بشئون وقضايا المرأة وبحث سبل التعاون من الناحية الإنسانية وقضية سد النهضة لكن لم يتم ونأمل ذلك فى الفترة القادمة بمشيئة الله خاصة وأن رسالة الاتحاد تعمل بالتعاون مع مختلف الأجهزة المجتمعية الأخرى على تمكين المرأة بجميع فئاتها من ممارسة حقوقها الإنسانية الكاملة وتحمل مسئوليتها المجتمعية كما يعمل على مشاركتها الفعالة فى رسم السياسات والتشريعات والقرارات العامة لتحقيق المساواة والديمقراطية.