الأنبياء والمرسلون بشر، يصطفيهم الله سبحانه وتعالى - ويصنعهم على عينه.. ولكل نبى ورسول أصحاب وحواريون يربيهم، ويصنعهم على عينه، ليحملوا الأمانة، ويبلغوا الرسالة، حتى تظل الدعوة حاضرة والحجة قائمة على امتداد الأجيال والقرون وفى المرحلة المكية من الدعوة المحمدية، لم تكن هناك دولة ولا جيوش ولا معارك ولا فتوحات.. فقط كانت هناك الصناعة الثقيلة التى تعيد - بالتربية - صياغة الإنسان.. فمن « دار الأرقم بن أبى الأرقم»- ثم من الروضة الشريفة - تخرجّ الجيل القرآنى الفز الذى أقام الدين، أسس الدولة، وربط القانون بالأخلاق والقيم، وغيرّ معنى الحضارة، وأعاد توجيه دفة التاريخ.. والذى فتح أبطاله - وهم قلة - فى ثمانين عاما أوسع مما فتح الرومان فى ثمانية قرون - وشتان بين فتح حرر الشرق من قهر رومانى دام عشرة قرون وحرر الضمائر وترك الناس وكا يدينون، وبين فتح تعامل مع شعوب المستعمرات الرومانية باعتبارهم أقنانا وبرابرة وعبيدا. وعندما انتقل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الرفيق الأعلى، كان الذين دخلوا فى الإسلام 124.000- وكان تعداد شبه الجزيرة العربية يومئذ أقل من مليون. وعندما ترجم العلماء لنخبة الصحابة وصفوتهم-الذين تربوا فى مدرسة النبوة- أحصوا خواص ثمانية آلاف، منهم أكثر من ألف من النساء. وهى أعلى نسبة من النخبة والصفوة الذين صنعتهم نهضة من النهضات على مر التاريخ، أو من الحواريين الذين رباهم نبى من الأنبياء.. وبهذه الحقيقة التاريخية، التى تمثلت فى تربية الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لهؤلاء الحواريين، شهد غربيون غير مسلمين بأن المقدمين من عظماء الإنسانية مائة أولهم رسول الإسلام ( صلى الله عليه وسلم ). هذه هى صورة النبى القائد والمربى، وصورة الصحابة والحواريين فى فكر أهل السنة والجماعة.. صورة العدول،الذين نقلوا الدين دون أن يختلفوا فى عقائده وثوابته.. وإن اجتهدوا واختلفوا فى الفروع، ومنها السياسات والفقهيات. وفى مقابل هذه الصورة الواقعية والمشرفة - وعلى الضد منها- تلك الصورة البائسة والشوهاء، التى صنعتها أكاذيب الشيعة لرسول الإسلام والذين معه من الأصحاب، فلقد صوروا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مربيا فاشلا، عجز عن تربية صحابته - بل وأزواجه حتى أنه - بزعمهم- عندما انتقل إلى رحاب ربه لم يبق على دينه غير ثلاثة أو أربعة، بينما ارتد وكفر وضل وفسق عشرات الألوف الذين بايعوه على الإسلام!. الأمر الذى يعنى أن الفتوحات التى تمت كانت لحساب الردة، وأن الذى انتشر كان الردة، وأن الحضارة التى بنيت لم تكن حضارة الإسلام.!! نعم لقد صنعت الشيعة هذه الصورة البائسة الكاذبة للصحابة الذين قال عنهم القرآن {رضى الله عنهم ورضوا عنه} المائدة119. والذين وصفهم بأنهم( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) الأحزاب :23 ..وبأنهم كانوا (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح : 29 .. لقد حكم الشيعة الإمانية الإثنى عشرية بالردة والكفر والضلال والفسوق والعصيان على جمهور الصحابة.. وعلى من والاهم- أى على جمهور الأمة من أهل السنة والجماعة، الذين مثلوا 90% من الأمة الإسلامية على مر التاريخ!!.. ونسبوا إلى إمامهم المعصوم أبو جعفر محمد الباقر {57-114ه-676-732م} كلامًا شاذا يقول فيه «كان الناس على ردة بعد النبى ( صلى الله عليه وسلم ) إلا ثلاثة: المقداد بن الاسود، وأبو ذر الغفارى، وسلمان الفارسى» !.. كما نسبوا إلى إمامهم المعصوم جعفر الصادق {80-148ه 699-765م} كلاما مكذوبا، يفسر فيه آية (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً) آل عمران:90 بأنهم أبو بكر وعمر وعثمان: وأنهم هم (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى) محمد:25. وأنهم «آمنوا لنبى فى أول الأمر، وكفروا حين عرضت عليهم ولاية على بن أبى طالب.. وأنهم ارتدوا عن الإيمان فى ترك ولاية على»!.. وأن آية (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنْ الأَسْفَلِينَ) فصلت: 29 المراد بها أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب!!.. نعم.. لقد اقترف الشيعة هذه الجريمة فى حق صحابة الرسول.. ونسبوا هذه الأكاذيب السوداء إلى أئمتهم المعصومين، وأثبتوها فى كتاب {الكافى} الذى هو عمدتهم فى الأحاديث!.