مازالت فكرة إنشاء «الاتحاد الخليجى» التى طرحها خادم الحرمين الشريفين فى قمة الرياض عام 2012 ثم أعيد طرحها فى قمة الكويت الخليجية أيضا ولم يتخذ قرار بشأنه مازالت حلما بعيد المنال.. ولهذا اتفق على مناقشتها فى قمة خاصة للتوضيح والدراسة فى ظل معارضة سلطنة عمان لهذه الفكرة مع تأكيدها على دورها فى مجلس التعاون الخليجى وعليه ينتظر أن يحسم الموقف النهائى من إمكانية تأسيس هذا الاتحاد وأن كان البعض يتوقع أن يقام الاتحاد بين دولتين أو ثلاث دول خليجية فى بداية الأمر. والاتحاد المقترح لا يفرض على الدول تغيير أنظمتها، سواء كانت برلمانية أو فيدرالية، ولا يتدخل فى قراراتها، وحتى عند التصويت فإن الدولة العضو عندما تصوت ضد قرار لا تصبح ملزمة بتنفيذه حتى وإن أقرته بقية الدول. ويقول خبراء فى شئون مجلس التعاون إن الهدف من دعوة العاهل السعودى هو التحرك بالمجلس إلى الأمام من خلال آلية مرنة دون فرض شىء على أى دولة. وقال أحد المسئولين إن المجلس فى صيغته الحالية يتطلب الإجماع فى القرارات، وهذا شبه مستحيل فى الكثير من القضايا. وجدير بالذكر أن الملك عبد الله اقترح فكرة الاتحاد الخليجى انسجاماً مع مبادئ المجلس الخليجى، التى تقول إنها تطمح لتطويره إلى اتحاد، حيث حان الوقت بعد أكثر من ثلاثين عاماً للانتقال من مجلس التعاون إلى الاتحاد. والمقصود بالاتحاد الخليجى وفق الدعوة السعودية، هو الصيغة الأوروبية، حيث تجتمع الدول من دون فقدان سيادتها لخدمة مصالحها المشتركة، وليس المقصود منه اتحاد الدولة الواحدة، مثل الاتحاد الألمانى أو السويسرى أو الإماراتى. وتكمن أهمية المبادرة فى أن الاتحاد سينهى العجز فى تنفيذ القرارات الذى يعد السبب فى انتقاد مجلس التعاون بشكل متكرر، وضمن الاتحاد الخليجى سيصبح ممكناً إقامة لجان متخصصة لها صلاحيات تعمل بشكل دائم لتنفيذ القرارات. من جانبها، رحبت مملكة البحرين بهذه الفكرة حيث صرح وزير الخارجية البحرينى الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بأن قيام الاتحاد الخليجى بعدد دول أقل من الدول الست أمر وارد، مشددًا على أن مجلس التعاون الخليجى باق وسيتطور وجوده غير مهدد. وذكر الوزير أن التباين بالآراء بين دول المجلس حول المسائل المرتبطة بالانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد لا يشكل خلافاً بين دول المجلس»، معتبرًا أن التصريحات التى أطلقت من قبل وزير الخارجية العمانى يوسف بن علوى خلال «حوار المنامة» جاءت كرده فعل على كلام آخر، دون أن يتم التطرق إليه خلال قمة الكويت. ونفى الشيخ خالد أن تكون عمان قد طرحت أى تحفظات محددة خلال قمة الكويت حول موضوع الاتحاد، لافتاً إلى أن عمان كانت من أوائل الدول الخليجية التى طرحت الاتحاد ومقومات التكامل بين دول الخليج لاسيما بالمجالات العسكرية. وجدد الوزير حرص دول الخليج على بعضها البعض بالقول «عمان منا وفينا»، مشدداً على أن قيام الاتحاد لن يمس سيادة أى دولة بأى شكل من الأشكال. وكان الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى عمان يوسف بن علوى قد أوضح أن السلطنة لن تقف ضد قيام اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجى - لكن ترفض أن تكون جزءاً من الاتحاد. وقال بن علوى إن «موقفنا إيجابى وليس سلبياً، فنحن ضد الاتحاد لكننا لن نمنعه». وأعلن الوزير العمانى عن موقفه خلال مشاركته فى منتدى الأمن الإقليمى الذى عقد بالمنامة، وتحدث فيه أيضاً وزير الدولة السعودى للشئون الخارجية، نزار مدنى، الذى دعا دول الخليج إلى أن تكون «يداً واحدة فى مواجهة المخاطر فى المنطقة».وقد سبق للسعودية أن طرحت فكرة تطوير مجلس التعاون الذى تأسس منذ أكثر من 30 عاماً إلى اتحاد يشبه الكونفدرالية على غرار الاتحاد الأوروبى الذى لا يمس السيادة الداخلية للدول الأعضاء.