احتفلت ساقية الصاوى بالذكرى التاسعة والعشرين على رحيل الكاتب عبدالمنعم الصاوى. حضر الحفل عدد من المثقفين على رأسهم الشاعر جمال بخيت والناقد شريف الجيار والصحفى محمد خضر والمخرج التليفزيونى أحمد عبد العليم وتناول ضيوف المنصة مواقف الصاوى ووجهات نظره التى كانت ولا تزال تعبر عن فكر كاتب ومفكر كان الأشهر فى عصره. وبدأ الاحتفال بكلمة الابن محمد عبد المنعم الصاوى قائلا إن الساقية فكرة الوالد الذى لم يمهله القدر ليشهد بعين رأسه هذا الانجاز الثقافى الفريد وهو بذلك مؤسس لمدرسة فكرية عريقة دافعت ولا تزال تدافع عن حق الفرد فى الحياة وشعوره بالمسئولية تجاه المجتمع وإيمانه بالموروث من الأمانة والشرف والنبل وكان من الحريصين على أداء واجبه على أكمل وجه وفقا لقدرته وطاقته. و قال من المصادفات التى أعتبرها سعيدة أن يكون الصاوى من مواليد 1918 مشتركا فى ذلك مع نيلسون مانديلا وأن يكون رحيل مانديلا فى وقت قريب من وفاة الصاوى، مشيرا إلى أن الصاوى طالما ما كان يكن لمانديلا ومسيرته ونضاله الإنسانى التقدير فهو أحد محررى الإنسان والداعين لكسر قيوده والتغلب على أشكال القهر والاستعباد والاستعمار فكان مانديلا لدى الصاوى منارة حقيقية لتحرير إفريقيا. ومن جهة أخرى تحدث الصاوى عن اقتناع والده بالعمق الإفريقى لمصر وهو الأمر الذى ثبت صحته الآن. أما عن رأى الصاوى فيما يخص الدين فقال إن الدين لدى والدى هو المرشد الأعلى بعيدا عن الممارسات القهرية. وأضاف لا يفوتنى أن أذكر شاعر العامية المصرى الأصيل المناضل أحمد فؤاد نجم فأنا لا أعتبر أن الموت هو نهاية العظماء إنما هو شكل من أشكال التحول وربما يكون علاقة أكثر استقرارا وتأثيرا فى أجيال قادمة ثم تلاه أغنية وطنية باللغة الإنجليزية غناء ياسر حسبو، ثم تبادل الشاعر أحمد عبدالجواد والشاعر أيمن مسعود إلقاء كلمات من الإنتاج الفكرى والأدبى للصاوى. وفى كلمة مقتضبة عن شخصية عبد المنعم الصاوى قال الشاعر جمال بخيت إن عبد المنعم الصاوى قيمة أدبية وصحفية كبيرة ونصح بأن يتم تقديم أعماله الأدبية فى شكل سينمائى أو تليفزيونى بالأدوات الفنية والتقنية الحديثة، فعدم تقديم ما أنتجه الصاوى سيمثل نقصا فى تاريخ الدراما. ووجه الناقد شريف الجيار الشكر لساقية الصاوى لأنها سبّاقة إلى الاحتفال بالأدباء و القامات الأدبية التى تضعنا أمام الرموز المصرية، أما الصاوى فهذا الصحفى المبدع الذى شكل مشروعه وجدان صحفيين وسياسيين ومثقفين وروائيين و أدباء. وأوضح أن مشروع الساقية هو معدل عن أحد مشروعات نجيب محفوظ. كما حافظ الصاوى فى كتاباته على مصر كوحدة أساسية عندما تحدث عن عالم النوبة وعن القرية، مؤكدا أنها الأساس.ومن جهة أخرى فكان الصاوى أول من تحدث عن العمق الإفريقى لمصر والذى تناساه كثير من الساسة فهو كاتب يلعب لعبة السياسة بذكاء شديد لأنه أدرك أن إفريقيا هى خط الدفاع العميق فى الجنوب الإفريقى خاصة عندما نتحدث الآن عن مشكلة مصر المائية مع إفريقيا كما أنه لم ينس القضية الفلسطينية والتى عبّر عنها فى إحدى كتاباته أنه « رغم الظروف والخلخلة السياسية فإننا مهتمون بالقضية الفلسطينية حتى ندافع بذلك "عن وطننا فى اتجاه سيناء". وقال أحمد عبد الحليم المخرج التليفزيونى "قرأت كثيرا عن الراحل وأعماله واتساعه فى الأدوار فعلمت أنه كان يلعب الرياضة وأنه كان كاتبا وأديبا بل وإنه انخرط فى العمل السياسى والعمل العام وهو ما ورثه الابن". أما عن أهم أعمال الصاوى فكانت الساقية هى ساقية للفكر والإبداع وثقافية، حيث إنها كانت عملا أدبيا عظيم قربته من مراحل الإنسان العادى وطرح فكرة أن يقوم التليفزيون بتقديم رواياته فى إطار الفكرة بأن تقدم بشكل قصير يتناسب مع روح العصر. وتذكر الصحفى محمد خضير موقف الصاوى فى عهد السادات عندما القى السادات القبض على 106 صحفيين وكان الصاوى آنذاك نقيب الصحفيين ورفض العودة إلى منزله إلا بعد الإفراج عن الصحفيين وهدد بتقديم استقالته حتى استجاب السادات لطلب الصاوى و أفرج عن الصحفيين جميعا. وعبد المنعم الصاوى ولد فى فبراير 1918 فى دمنهور محافظة البحيرة وتولى العديد من المناصب القيادية واختير دورتين متتاليتين كنقيب للصحفيين وتولى رئاسة تحرير صحيفة الجمهورية القومية كما أسس أول وكالة أنباء عربية وسمّيت وكالة أنباء مصر، وأسّس أيضا اتحاد الصحفيين الأفارقة وتولّى رئاسته حتى توفى فى 7ديسمبر 1984. وكان الصاوى ففعين وزيرا لوزارتيّ الثقافة والإعلام فى عام 1977م. كما عمل رئيسا لمؤسسة المسرح والموسيقى ورئيسا لمركز مطبوعات اليونسكو. وتم انتخابه كعضو في مجلس الشعب عن دائرة الأزبكية والظاهر ثم وكيلاً للمجلس عن نفس الدورة كما نال وسام الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية وأشهر مؤلفاته خماسية الساقية.