أزمة خانقة فى الطاقة يشعر بها كل من يعيش على أرض مصر وسيشعر بها أكثر فى الأيام والسنوات القليلة القادمة، خاصة مع بدء نفاذ المخزون الطبيعى من البترول والغاز،والذى يتوقع العلماء حدوثه خلال 15 عامًا.. ومشكلة الطاقة لو تم التفكير فيها بشكل غير تقليدى فإنها لن تستعصى على الحل، خاصة أن هناك الكثير من الحلول غير التقليدية، بل التى من الممكن أن تحدث ثورة فى مجال الطاقة فى مصر بل فى الاقتصاد المصرى كله، ومنها هذا الحل الذى توصل إليه د.عبد العزيز نور أستاذ الإنتاج الحيوانى بكلية زراعة الإسكندرية كشف عن طريق غير تقليدية لحل مشكلة الطاقة وللنهوض بالاقتصاد المصرى تتمثل فى الطحالب. إذ قال إن الطحالب هى أمل مصر فى السنوات القادمة لو أحسن استغلالها على الوجه الأمثل، وهى من الممكن أن تحدث تحولا غير عادى فى الاقتصاد المصرى، خاصة أنها قادرة على توفير كميات هائلة من الطاقة الحيوية، وتدخل فى صناعة الغذاء، وتوفر مواد تدخل فى صناعة الأدوية، خاصة المواد الكيماوية مرتفعة الثمن، والطحالب أيضًا تساهم فى تنقية المياه والهواء من الانبعاثات الضارة، واستزراعها يوفر فرص عمل لإعداد كبيرة من الشباب مع العلم أنها يمكن استزراعها فى الأراضى الصحراوية وعلى المياه المالحة. وأضاف أن الطحالب هى قاعدة الهرم الغذائى المائى مثل الحشائش على وجه الأرض، و هى الأكفأ فى التمثيل الضوئى وتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة حيوية، وهى البديل الأمثل لكافة مصادر الطاقة التقليدية وغير التقليدية، وأوضح أن تقديرات خبراء الطاقة تشير إلى أن احتياجات مصر من الطاقة تتزايد سنويًا بمقدار 6% وأنه فى خلال ال 15 عامًا المقبلة سيكون هناك عجز فى الطاقة يعادل 37% من احتياجات البلاد عام 2022 نتيجة التوسع فى الأنشطة الاقتصادية ومشروعات التنمية وتزايد معدلات الاستهلاك فى بعض الصناعات بحوالى 10 إلى 30 % عن المتوسط العالمى وأن القطاع الصناعى فى مصر يستهلك 43% من إنتاج الطاقة يليها قطاع النقل 29% وبالتالى فأن أى زيادة أو ترشيد للطاقة سيؤدى إلى التخفيف والحد من العجز فى موازنات الدولة على مدى السنوات القادمة، وبالتالى فلابد من الإسراع فى استخدام هذا البديل الحيوى لسد هذه الاحتياجات خاصة أنه مجرب فى العديد من الدول. وأشار إلى أنه تم اكتشاف أنواع من الطحالب وحيدة الخلية ذات محتوى مرتفع من الدهون بلغت حوالى 60% وتبين أن الاستزراع المقنن لهذه الطحالب فى مشروعات إنتاجية كبيرة أو متوسطة أو صغيرة ستؤدى إلى توفير الطاقة بالإضافة إلى مميزات أخرى أهمها إنتاج المركزات العلفية الغنية فى البروتين كبدائل لاستيراد مخلفات مصانع استخلاص الزيوت وخاصة كسب فول الصويا إلى جانب أن تنمية الطحالب يخلص البيئة المائية من ملوثاتها من خلال عمليات التنقية البيولوجية للمياه الملوثة وذلك قبل التخلص منها فى المجارى والمسطحات المائية. وأكد د.عبد العزيز نور أن الطحالب قادرة على أن تحول الاقتصاد المصرى من اقتصاد ناشىء متعثر إلى اقتصاد متكامل يسهم فى رخاء المجتمع، ففى مصر طاقة شمسية دائمة صيفا وشتاء، ويحدها بحرين طول شواطئهما حوالى 280 كيلو مترًا وهو ما يوفر مصدر المياه اللازمة لزراعة الطحالب، وإذا كان 95 %من مساحة مصر عبارة عن أراض صحراوية منخفضة القيمة واذا كانت الطاقة الشمسية اللازمة للاستزراع متوافرة فى مصر، فتصبح الطحالب فى هذه الحالة هى الحل الأمثل للنهوض بالاقتصاد المصرى من خلال زراعة الطحالب فى تلك المساحات الشاسعة من الصحارى لاستخراج الوقود الحيوى منها والذى سيكفى فى هذه الحالة الاحتياجات المحلية ويكفى للتصدير وهو ماسيوفرالعملة الصعبة اللازمة لتوفير احتياجات الشعب الأساسية وخاصة من الغذاء، خاصة أن محتوى الطحالب من الزيت الذى يستخدم فى إنتاج الوقود الحيوى حوالى 60%،واذا كانت الطحالب سريعة النمو جدا فيمكن إنتاج محصول يومى لإنتاج الزيت للوقود الحيوى بمعدلات تزيد مائة مرة عن الزراعات التقليدية التى يستخرج منها الزيت مثل دوار الشمس والسمسم والكتان والصويا والقطن والذرة، وما يزيد من قيمتها الاقتصادية ان تكلفة إنشاء مزارع الطحالب منخفضة، ولكن للأسف مصر متخلفة عن الركب العالمى فى مجال تنمية الطحالب للاستخدامات المختلفة بالرغم من أنها تتواجد بيننا فى كافة مسطحاتنا المائية والتى تعادل ما يزيد عن ضعف الرقعة الزراعية. وإلى أن زراعة الطحالب يمكن أن تساعد فى التخلص من مياه الصرف الصحى، كما أنها تساعد على تنقية الهواء من التلوث ، حيث تحتاج إلى غاز ثانى أكسيد الكربون لكى تنتج الزيت، وبالتالى فهى تمتص ثانى أكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات والمصانع والذى يلوث البيئة،وأيضًا إذا كان لدينا مفاعل نووى يمكن استخدام الانبعاثات الناتجة عنه من ثانى أكسيد الكربون فى مزارع الطحالب بدلا من أن تلوث البيئة.