يترقب الجميع ما سيحدث يوم الثلاثاء القادم الذى سيوافق التاسع عشر من شهر نوفمبر الجارى..ذكرى أحداث «محمد محمود»، الذى نادت بعض القوى السياسية بإحيائها، تأكيدًا على مطالبهم بالثأر لحق شهداء تلك الأحداث. يتخوف البعض من إحياء تلك الذكرى بسبب مشاركة روابط «الأولتراس»، وما قد تسببه من أحداث عنف، فيما أعلن بعض المنتمين لتلك الروابط عن عدم اتفاقهم على المشاركة من عدمه وتأثير مشاركتهم على الجانب السياسى للاحتفالات. البداية كانت فى عام 2005 بظهور عدة روابط للمشجعين متعلقة بكرة القدم ولكن تحت مسميات أخرى فى الزمالك والأهلى، إلى أن تم رسميا تعديلها للأولتراس عام 2007 التابعين لنادى الزمالك ثم انتقلت للنادى الأهلى مباشرة، ثم الإسماعيلى، والاتحاد السكندرى وطنطا. ومنذ إقحام الأولتراس فى الحياة السياسية نتج خلاف حاد حول دورهم المنوط به وانتقالهم من التشجيع فى المدرجات إلى عالم السياسة فقبل ثورة 25 يناير 2011 لم يذكر أى موقف سياسى لتلك الروابط سوى آراء البعض من الرياضيين فى مقدمتهم أحمد شوبير حارس مرمى الأهلى السابق ومنتخب مصر والذى أكد أن تلك الروابط كانت لها علاقة قوية بنظام مبارك وتحديدًا نجله جمال مبارك وتوجيههم بشكل سرى للظهور فى بعض المواقف التى تم الاتفاق عليها بين قادتهم وشخصيات سياسية بارزة تدين بالولاء لجمال مبارك لدعمه وتأييده أو أحداث أمر ما فى بعض المدرجات أثناء مباريات بعينها يريد النظام السابق إرسال رسالة لبعض الجهات عن طريق الأولتراس. إلى أن ظهر دورهم بوضوح تام أثناء مشاركتهم فى أحداث ثورة 25 يناير وأحداث محمد محمود وتصعيد الموقف بينهم وبين وزارة الداخلية للثأر من قادتها بعد حالة من الشد والجذب فى العلاقة بين الطرفين والقبض على مجموعات كبيرة منهم بشكل عشوائى ثم الإفراج عنهم بأقصى سرعة، وبعد ثورة 25 يناير وتولى الإخوان المسلمين نظام الحكم انتشرت العديد من الشائعات عن العلاقة الوطيدة بين الأولتراس والإخوان مقابل دفع جماعة الإخوان مبالغ مالية كبيرة لتلك الروابط للدفع بهم فى بعض المناسبات الجماهيرية لتأييد النظام وتأثيرهم على الأحداث السياسية والرياضية والاجتماعية المختلفة بمصر. وتردد عن عقد سلسلة من الاجتماعات بين خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان وقيادات الأولتراس ودعمهم المادى اللا محدود وهو ما نفاه القيادات فى حين لم يخرج مسئول إخوانى ينفى تلك الأنباء أو التأكيد على صحتها بل امتد الأمر بأن زوجة خيرت الشاطر هى من تتولى الوساطة الآن بين الجماعة والأولتراس لتنفيذ مخططات بعينها. الغريب أن البعض حاول تصدير مشهد وجود علاقة فاترة بين مجموعة الأولتراس وجماعة الإخوان المسلمين فى بعض الأوقات لكن الحقيقة هى نجاح الجماعة فى اختراق تلك الروابط فى فترات مهمة كان القصد منها اجتذابهم لصف الجماعة لتأييدهم فى مقدمتها أحداث رابعة العدوية وميدان النهضة، واستطاع بعض قيادات الإخوان التوسط بين الأولتراس ووزارة الرياضة فى عهد العامرى فاروق لتقريب وجهات النظر وكذلك التوسط مع بعض مسئولى الأندية فى مقدمتها النادى الأهلى لعقد بعض الصفقات وضمان ولائهم للجماعة كنوع من رد الجميل إلا أن الجميع حاليًا يترقب موقف روابط الأولتراس من أحداث ذكرى محمد محمود المقرر لها 19 من نوفمبر الجارى ودورهم المرتقب فى تلك الذكرى. المفاجأة خلاف حاد بين «كابوهات» الأولتراس بين مؤيد ومعارض لإحياء تلك الذكرى تخليدًا للشهداء والمشاركة مع بعض الحركات الثورية، فالبعض يرى ضرورة النزول والمشاركة فى هذا اليوم حتى لا ننسى شهداءنا، والآخر يرى تغيير صورة المجموعات بعدما تم إقحامها فى أمور ليس لهم علاقة بها وفشلوا فى تحسين الصورة إلى الآن مع حالة الخوف المتزايدة من الشارع المصرى والقيادة السياسية خوفًا من حدوث أى تصادم قد ينتج عن إحياء تلك الذكرى فهناك مفاوضات جارية حالياً بين قيادات تلك الروابط ووزير الرياضة طاهر أبو زيد بحثهم على الالتزام بالسلمية وعدم إحداث أية تلفيات ومع أن المبادرة الأولى التى طرحت عن طريق وزير الرياضة وكابوهات الأولتراس باءت بالفشل للاشتراطات التى تم وضعها من قبل الأولتراس فى مقدمتها القصاص للشهداء والمعاملة المختلفة التى يجب أن تحكم العلاقة بين الأولتراس والوزارات المعنية، إلا أن وزير الرياضة لا يزال يبحث عن مبادرة أخرى قبل موعد الذكرى على أمل الوصول لحل يرضى جميع الأطراف. «أكتوبر» علمت من مصادرها أن داخل الروابط الآن جناحين الأول يصر على الحشد يوم 19 ولا مانع من التصعيد إذا استلزم الأمر ذلك انتظارًا لرد فعل المسئولين فى الدولة وبعدها يتم اتخاذ القرار المناسب. أما الجناح الثانى يريد التهدئة ويأمل فى علاقة جيدة تحكم الطرفين مع تغيير المفهوم الأمنى الذى تعود عليه فى التعامل مع تلك الروابط ويقصدون بذلك إظهار حسن النية لدى الحكومة والداخلية على وجه الخصوص حتى لا يتم توجيه أى لوم لقيادات تلك الروابط. أحمد إدريس أحد قيادات الأولتراس يرى أن الرابطة تتعرض لظلم فادح وهناك أياد خفية تعبث من أجل إلصاق الرابطة بأى تهم سواء فى الماضى أو المستقبل، مشيرًا إلى أن الرابطة لم تقم بأى فعل يخالف القانون ولكن هناك من يصر على تزييف الحقائق دون مبرر. ويرى محمد طارق أحد أفراد الرابطة أن المشاركة فى ذكرى محمد محمود تكون عن طريق أخذ الرأى بالأغلبية حتى لا يتم فرض وجهة نظر على الآخر، مشيرًا إلى أن الرابطة إذا أرادت إحياء الذكرى فما المانع فى ذلك على اعتبار أنه لن يضار أى شخص فى حالة النزول لمحمد محمود، ولكن هذه المرة لن تكون بصبغة سياسية كما يصورها البعض.