للمرة التاسعة منذ استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية أواخر يوليو الماضى، اجتمع مؤخرا طاقما التفاوض من الجانبين فى القدس وشارك فى هذه الجولة من الجانب الإسرائيلى وزيرة العدل، «تسيبى ليفنى» بصفتها المسئولة عن إدارة هذه المفاوضات من قبل الحكومة الإسرائيلية، و«إسحق مولخو»، المحامى والممثل الشخصى لرئيس الوزراء نتنياهو، ومن الجانب الفلسطينى كل من صائب عريقات ومحمد شتيه. وذكرت وكالة رويترز عن مسئول فلسطينى رفيع المستوى أن معدل جولات المفاوضات بين الجانبين قد تزايد، وأن الجانبين وافقا على عقد لقاءات أكثر وأن تصل مدة اللقاء الواحد إلى ثمانى ساعات. وعلى حد قول المسئول الفلسطينى، فإن الإدارة الأمريكية سوف تقوم قريباً بعملية تقدير موقف فيما يتعلق بوسائل رأب الصدع بين الجانبين، لكن حتى الآن لم يحدث أى تقدم يذكر فى هذه المفاوضات. وكان الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى قد اتفقا مؤخراً على زيادة معدل اللقاءات بينهما إلى لقاءين أسبوعياً، كما وافقا أيضاً على زيادة التدخل الأمريكى فى المفاوضات بينهما وذلك استجابة لطلب الفلسطينيين، وكان المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط، مارتن إنديك قد شارك بالفعل فى اللقاء الثامن بين الجانبين. وكانت منطقة المقاطعة فى رام الله قد شهدت مؤخرًا لقاء جمع بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) وأعضاء كنيست إسرائيليين ممن يقودون عملية التواصل إلى حل للنزاع الإسرائيلى- الفلسطينى، وتناول الرئيس الفلسطينى فى هذا اللقاء زيادة التوتر فى الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة وأدان عملية قتل الجندى الإسرائيلى فى الخليل، كما تعرض الرئيس أبو مازن لقتل أربعة من الشباب الفلسطينيين فى قلنديا وفى مخيمات اللاجئين، وقال إنه يدين ويعارض كل أعمال القتل وسفك الدماء أينما كانت، كما تناول الرئيس الفلسطينى فى نفس اللقاء عملية التنسيق الأمنى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وقال إنه يتم بصورة يومية لكنه قال إن الغارات التى يشنها الجيش الإسرائيلى داخل المدن ومخيمات اللاجئين غير مفهومة، وسوف تضر بعملية التنسيق الأمنى. وفيما يتعلق بالمفاوضات بين الجانبين قال أبو مازن إنها تبحث فى الموضوعات الأساسية ومن بينها حدود القدس واللاجئين وشكل العلاقة الذى سيكون بين الدولتين، وعلى حد قوله، فإن الفترة الزمنية المخصصة لعملية التفاوض كافية، خاصة أن هذه الموضوعات تم بحثها فى السابق، وقال أبو مازن أيضاً إنه يؤيد تفعيل اللجنة الثلاثية لمعالجة مسألة التحريض وأضاف (هناك تحريض من الجانبين ولذلك فإن هذا هو الوقت المناسب لتفعيل هذه اللجنة). وعاد الرئيس الفلسطينى ليهاجم من جديد مواصلة عملية البناء فى المستوطنات، وقال إن الفلسطينين ينظرون إلى هذه المستوطنات بوصفها غير شرعية، وحذّر من استمرار تحدى عناصر من اليمين المتطرف بالصلاة فى ساحة المسجد الأقصى. وأشار إلى أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تضر كثيراً بمفاوضات السلام، وقال الرئيس الفلسطينى إن المفاوضات الدائرة هى الفرصة الأخيرة وأضاف (إننا جادون للغاية فى نوايانا للتوصل إلى تسوية). وفى نفس السياق تحدث عضوا الكنيست حيليك بار وإسحق هيرتسوج وأكدا أنهما مع أعضاء كنيست كثيرين يؤمنون بالتسوية السياسية مع الفلسطينيين على أساس دولتين لشعبين، وأن غالبية الشعب الإسرائيلى تؤيد التسوية وتدعم أية عملية يمكن أن تقرب بين الجانبين. وكان أبو مازن قد ألقى خطابه الأول كرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وأعلن فيه تأييده لاتفاق سلام مع إسرائيل لكنه عارض أية تسوية مرحلية معها، وحذر من أن نافذة الفرص تنغلق والإمكانيات تتضاءل. وقال أبو مازن: إننا نرفض الدخول فى دوامة اتفاق مرحلى جديد يصبح دائماً فيما بعد، وهدفنا هو التوصل إلى اتفاقات دائمة وملزمة ومعاهدة سلام بين فلسطين وإسرائيل سوف تحل كل المسائل المطروحة على الطاولة وسوف تجيب عن كل التساؤلات، وسوف تمكننا من الإعلان رسمياً عن إنهاء النزاع). وأضاف أبو مازن: إن جولة المفاوضات الحالية تبدو كفرصة أخيرة للتوصل إلى سلام عادل، ومجرد التفكير فى الآثار المخيفة والمدمرة للفشل، يجب أن تحرك المجتمع الدولى لزيادة الجهود المبذولة فى هذا الصدد. ومن جانبها، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تريد تسريع وتيرة التفاوض المباشر بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى: اتفقنا على تكثيف هذه المحادثات وعلى أن يشارك فيها الأمريكيون بصورة أكبر. وأضاف أن كل المسائل مطروحة على الطاولة، وأشاد بالرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتيناهو، لمحاولتهما مواجهة (التحديات من أجل صنع السلام).