رئيس جمعية منتجى الصناعات الصغيرة والمتوسطة ببورسعيد:إعادة الأمن جاء على حساب المستثمرين

قال المهندس فؤاد ثابت رئيس الاتحاد العام للجمعيات الاقتصادية، رئيس جمعية منتجى الصناعات الصغيرة والمتوسطة ببورسعيد، إن كثرة تغيير المحافظين طوال الأشهر الماضية، واهتمامهم بإعادة الأمن للشارع، جاء على حساب الاهتمام بحل مشاكل المستثمرين والتجارة فى المدينة التى يغلب عليها الطابع التجارى، مما تسبب فى الكثير من المشكلات لأبنائها. وأشار ثابت إلى أن مصر تتمتع بالكثير من المقومات الطبيعية التى تجعلها فى مصاف الدول الكبرى، مؤكدا أن قطع المعونات عنها يضر بمصالح الآخرين أكثر ما يضرها.
وعن خطوات الحكومة لتشجيع الاستثمار ، والجديد فى «مذبحة بورسعيد»، تحدث ثابت ل «أكتوبر» فى هذا الحوار: * بداية تهديد مصر بقطع المعونات عنها كيف تراه؟ وعن أمريكا والاتحاد الأوروبى وتركيا كيف ترى تلك التهديدات ؟
** الدول الأوروبية ومعها تركيا سيكونون أكثر تضرراً من الولايات المتحدة الأمريكية إذا قطعت المعونة عن مصر ، والسبب إن أمريكا تسعى إلى أهداف استراتيجية خاصة بسياستها فى الشرق الأوسط ، أما الإتحاد الأوروبى فهو أكثر الدول استفادة من الشرق الأوسط وبصفة خاصة من مصر حيث تتميز البنية الصناعية فيها بزيادة القيمة المضافة، لذلك كونها مصدراً كبيراً وغنياً وهاماً جداً للكثير من الصناعات المنتجة فى دول الاتحاد الأوروبى، وبغيرها سيلاقى هذا الأخير صعوبات كثيرة فى الحصول على البديل وبنفس الأسعار التى يحصل عليها من مصر، وعلى سبيل المثال إننا نهدر الألمونيوم فى صورة خام بليت خاصة إلى إيطاليا، وتقوم المصانع الإيطالية بإسالة وخلط نسب محدودة من بعض المعادن مع خام البليت الألومنيوم لتصبح فى صورة ألواح ألومنيوم يتم تصديرها إلى خارج إيطاليا ومنها 30% إلى فرنسا ، و20% إلى إسرائيل ، حيث تقوم عليها أكبر صناعة مغذية ومنتشرة فى إسرائيل وهى تصنيع أجزاء من بدن الطائرات والزعانف والأبواب، ويتم تصديرها إلى أمريكا، والنسبة الباقية من الألواح الألومنيوم يتم إستهلاكها فى إيطاليا.
الرمال والسيليكون
* وهل هناك منتجات أخرى يتم تصدرها لتلك الدول ولها نفس القيمة؟
** بالفعل مصر تصدر لتلك الدول خام الرمال من مناطق مختلفة من مدن مصر منها سفاجا ، سيناء ، الوادى الجديد، وغيرها ويذهب هذا الخام إلى أكثر من 10 دول أوروبية بالإضافة إلى تركيا، وتعتمد صناعة إنتاج السيلكون النقى على هذه الرمال المصرية، حيث يستخدم إنتاج السيلكون فى من الصناعات الإستراتيجية الهامة منها على سبيل المثال إستخدام خلايا السيلكون لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، وكذلك تصنيع كبسولات الفضاء، والأقمار الصناعية، حيث تعتبر رمال الصحراء المصرية من أنقى الرمال الموجودة فى العالم.
وهناك منتج أخر يتم تصديره لهذه الدول وهو الملح المصرى، فعلى الرغم من أن مصر تحتل المركز العاشر فى إنتاج الملح على مستوى العالم إلا إن الملح المستخرج من شمال سيناء، وواحة سيوة يعتبر كما تؤكد الدول المستوردة بحق من أنقى أنواع الملح فى العالم، وفى غضون 3 سنوات ستصبح مصر من أهم 3 دول فى العالم إنتاجًا للملح.
* وما هى الخطوات التى اتخذتها الحكومة فى هذا الشأن؟
أعلنت عن البدء فى إنشاء 10 ملاحات جديدة سيبدأ إنتاجها فى 2014 ، إلى جانب إكتشاف جبال من الملح والسعى لإصدار تصاريح وتراخيص لإستخراجة من واحة سيوة ، وهذه المنتجات الخام يتم تصديرها خارج الحدود المصرية لتزيد من القيمة المضافة لها .
* بصفة عامة متى تستفيد مصر من المواد الخام الطبيعية؟
**تعمل الحكومة بالفعل الآن على جذب المستثمرين من مختلف دول العالم خاصة من دول الهند والصين وكوريا واليابان لإقامة مشروعات فى مصر لإنتاج ألواح الألومنيوم بهدف تصديرها وكذلك إنتاج خلايا السليكون وتصديره ، وكذلك إنشاء صناعات تعتمد على ملح الطعام الذى يدخل فى أكثر من 3 آلاف صناعة ، بالإضافة إلى تعظيم القدرة التحويلية للغاز الطبيعى فى إقامة المزيد من المشروعات البتروكيماويات.
زيادة الاستثمارات
* كيف يمكن زيادة الاستثمار فى مصر وما هى الوسائل المطلوبة لذلك ؟
** من خلال عقد مؤتمرات لرجال الأعمال الوطنيين لهدف عرض فرص الاستثمار المتاحة فى هذه المجالات من خلال استقطاب الشركاء الأجانب ، وهذا الأمر سيعوض مصر الكثير وعندئذ نستطيع أن نقول للإتحاد الأوروبى وأمريكا وتركيا باى باى باى !!!
* ماذا يدور الآن فى الشارع البورسعيدى، من أحداث فى ظل وجود عدد كبير من قيادات الإخوان به؟
** بورسعيد جزء من مصر ولكنه جزء أكثر حيوية ، وعموماً فإن بورسعيد من أقل المحافظات التى يتواجد فيها الإخوان بل إن بعض قيادات الجماعة تركوا بورسعيد ومصر وسافروا إلى دولة قطر مثل الدكتور أكرم الشاعر، وهم مواطنون يمارسون أعمالهم ما لم يقوموا بالتحريض أو إرتكاب أعمال عنف فيتم اعتقال المحرضين منهم ، فإنعدمت فرص المتشددين فى عمل أى أفعال إرهابية ببورسعيد، باستثناء بعض العمليات التى حدثت وتم السيطرة عليها وتم القبض على المتسببين وجارى محاكمتهم بتلك التهم .
ولكن على الجانب الاقتصادى فالشارع البورسعيدى الآن يعانى من الكساد والركود التام نتيجة لإعدام حركة الزائرين والسياح والمصيفين، منذ 30 يونيو الماضى وحتى الآن، والكثير من أصحاب المحلات والفرش والتجار لا يقومون بالبيع إلا لبعض أهالى وسكان بورسعيد.
* ما الجديد فى قضية « مجزرة بورسعيد بعد الحكم على أكثر من 20 شخصاً بالإعدام ؟
** لا جديد سوى الطعن بالنقض على إتهام بعض أبناء بورسعيد فى القضية المعروفة بإسم «مجزرة بورسعيد « حيث تبين للجميع بأكثر من دليل وإثبات وعلى لسان الكثير من الخبراء والمعلقيين الرياضيين أن الإخوان هم المحرضين الأساسيين على ما حدث باستاد بورسعيد، ولقد أعترف الإرهابى المقبوض عليه فى سيدى جابر بأنه كان فى بورسعيد قبل المباراة بليلة، أن شخصاً ما قام بحجز حجرة له فى إحدى القرى السياحية ليلة المباراة ، وكان معه أفراد لا يعرف جنسيتهم ، وكانوا يقيمون فى قرى وأماكن أخرى.
وفى هذا الصدد تبنى السيد المحافظ سماح قنديل محافظ بورسعيد هذا الموضوع ونظم حملة تبرعات مع الرئيس المؤقت لنادى بورسعيد ، وقاموا بجمع حوالى مليون ونصف مليون تحت حساب أتعاب المحاماة ورسوم النقض ، وتبنى أمر الدفاع عن المحكوم عليهم بالإعدام محامى مصرى شهير بالقاهرة ، ويترقب الجميع ببورسعيد النظر فى براءة هؤلاء الشباب .
* هل غادر المستثمرون الأجانب والعرب بورسعيد؟
**يواجه المستثمرون بصفة عامة العديد من الصعوبات الإدارية مع الجهاز التنفيذى للمحافظة ، لأن الجهاز لا يهتم بحل المشاكل، كما أن كثرة تغيير المحافظين ، واهتمامهم فى الفترة الحالية بالحالة الأمنية دون غيرها جعل الأوضاع الاقتصادية فى المحافظة فى حالة تدهور.
أما المصانع بالمناطق الصناعية فتكاد تعمل بلا مشاكل والعمالة منتظمة بنسبة 70 % فى معظم المصانع ، إلا أنه قد يحدث أحياناً حالات توقف أو تعطيل فى بعض المصانع وتعود مرة أخرى بعد يوم أو يومين على الأكثر بعد إزالة المشاكل.