فى العصر الجاهلى كان الغناء مهنة حريمى، ومن كان مزنوقا فى الغناء من الرجال كان عليه أن يتشبه بالنساء فى الحركات والملبس والمظهر بصفة عامة واستمر الحال هكذا فى عصر صدر الإسلامى والأموى، وفى نهاية القرن التاسع عشر عادت الظاهرة واحتكرت المهنة الغوازى والعوالم والمغنيات الشعبيات إلى أن جاء الربع الثانى من القرن العشرين فاعتدلت الكفة وأصبح الغناء سجالا بين الجنسين - لكن معظم الأفكار العربية تمسكت بأن يكون الغناء - إن وجد - مقتصرا على الرجال ونستثنى من هذه الأفكار لبنان وتونس فى منتصف القرن العشرين ظهرت فى المملكة العربية السعودية المطربة «سهير لطفى» وهى كفيفة تغنى بمصاحبة آلة العود ويعزف عليه والدها وكانت تحركاتها محدودة، غنت فى مصر ولا أعتقد أنها قد فارقت المملكة إلى اقطار أخرى من أجل الغناء وفى الستينيات ظهرت مطربة سعودية سمراء هى «عتاب» التى تزوجت مصريًا وأنشأت ملهى ليليا بجوار ستوديو مصر على ترعة المريوطة واعتزلت الغناء 1969 بعد أن غنت 400 أغنية وتوفيت عن عمر يناهز 52 سنة ثم ظهرت مطربة سمراء أخرى تحمل الجنسية السعودية اسمها «وعد» لكنها اختفت كمطربة فى ظروف غامضة. وفى دولة الإماراتالمتحدة ظهرت المطربة الجريئة أحلام ومنذ بدايتها وقد قررت أن يكون غناؤها للإماراتيين والخليجيين فقط فارتبطت باللهجة الخليجية وبجغرافيا المنطقة وربما كان البرنامج التليفزيونى «أراب أيدول» وسيلة رئيسية ليتعرف كثير من العرب على شخصها وصوتها. والشعب السورى يعشق الغناء الكلاسيكى وتقاس قدرة الأصوات هناك بقدرتها على أداء القدود الحلبية والأدوار القديمة والموشحات ويوصف المناخ هناك بندرة الأصوات النسائية وتوهج الرجالية عابرة الحدود الجغرافية لسوريا من المطربات السوريات «فايزة أحمد» صاحبة الصوت الوقور الشجى الجاد الذى أهلها لتكون مطربة الأسرة ( تغنى للأب والأم والأخ والزوج والابن) ولولا أن الله قيض لها ملحنًا عظيمًا هو الموسيقار محمد سلطان فكان مشوارها الغنائى مهددًا بالتوقف بأثر صراعاتها الكثيرة وعصبيتها الكبيرة. لكن تظل فايزة أحمد من الأصوات الحلوة، صحيح أنه مثل نجمات أخرى غير قادر على أن يغنيك عن سماع غيرها لكنه صوت نادر فى خامته قادر فى مساحته مقنع فى آدائه وبانتهاء مشوارها فى الحياة عام 1983 بعد عمر استمر 49 سنة يمكن القول أنها مطربة سوريا الميلاد فقط مصرية المزاج والعطاء. والمطربة «إيمان باقى» نموذج للغناء السورى المحب للتراث، وأنت تسمع فى صوتها غناء العشرينات من القرن العشرين رغم إنها ولدت بعد هذا الزمن بتاريخ فهى تؤدى العُرب بجملها وبلا ترشيد فى شكل كاريكاتيرى وتميل لتقليد منيرة المهدية وزملاء جيلها الذين كانوا يرون أن الغناء عضلات قوية للصوت ورش أكبر قد من العُرب لاثبات القدرة الفنية. والمطربة «ميادة الحناوى» تنتمى إلى فصيل المطربات الجميلات، أو من كن جميلات فى شبابهن.. ومثل هؤلاء ما يشغلهن حب الذات والتفاخر بأشياء مختلفة عن اختيار نص جميل أو لحن جديد. وقد تبناها بليغ حمدى بكلماته وألحانه رغم قرار بمنعها لفترة طويلة من دخول مصر. و «أصالة» من المطربات السوريات الباحثات عن جنسيات عربية أخرى وهى الجيل الجديد الذى يغنى لتهديد المحب، وبصوت فيه عنف وقوة فلا تعرف إن كان الغناء للشعب أم للجيش أما أسمهان فهذا موضوع آخر. والعراق قطر عربى غنى بالمواهب الغنائية وعلم الموسيقى والعزف خاصة على آلة العود. ولم نسمع فى مصر عن أصوات نسائية عراقية إلا واحدة وهى «أمينة إدريس» صاحبة المكالمة التليفونية المغناه مع أحد زملائها العراقيين. وفى المملكة الأردنية الهاشمية ملمح غنائى بارز هو المطربة «سميرة توفيق» التى استطاعت أن تصنع شهرة واسعة تخطت حدود بلدها من خلال السينما اللبنانية رغم اعتبارها لونًا غنائيًا محليًا بدويًا فى الحانه وكلماته، وحتى فى مظهرها الخاص ولو أتيح لها أن تغزو المسارح العربية لأصبحت من الأصوات الحلوة مثل صباح وفايزة ونجاة وليلى مراد وأسمهان وفيروز. أما «ديانا كرازون» فهى صاحبة صوت جميل وحضور قوى لولا أن شكلها دائما يلفت فهى مرة سمينة ومره نحيفة جدًا، بالإضافة إلى اهتمامها بالبرامج التلفزيونية أكبر من اهتمامها بالغناء فلا تعرف لها اسم أغنية. ومن فلسطين جاءت إلى القاهرة فى الستينيات من القرن العشرين «ابتسام لطفى» لتغنى بصوت العرب عن بلدها. أما «فدوى عبيد» فقد تبناها كل من فريد الأطرش ورياض السنباطى وغنت من ألحانهما وتوفيت فى أمريكا عام 2002 أما «سلمى» المقيمة فى أمريكا أيضًا فقد شاركت فى مهرجان القاهرة للموسيقى العربية أكثر من مرة.