على الرغم من ضعف جماهيرية الدراما الكورية أمام جماهير الدراما التركية ومن قبلها المكسيكية مصريا وعربيا ولكن يبدو أن الظروف حاليا مناسبة لتستحوذ الدراما الكورية المدبلجة على كعكة المشاهدة فى مصر والعالم العربى خاصة بعد مقاطعة الكثير من الفضائيات المصرية و العربية للدراما التركية لتكون بديلا عنها بسبب موقف تركيا من الأحداث السياسية فى مصر. وبدأت الدراما الكورية مشوارها مع المشاهد العربي من خلال مسلسل «قصة حب حزينة»، والذى حقق نجاحاً لافتاً. وبعده أخذت المسلسلات الكوريَّة تلقى انتشاراً واسعاً فى العالم العربى. وزاد من حجم هذا الانتشار افتتاح قناة «كوريا تى فى» على القمر «نايل سات»، والتى اكتسبت جمهوراً عريضاً خلال عمرها القصير، منذ ولادتها عام 2009. ومن المسلسلات الكورية الشَّهيرة عربيا «أيام الزهور» ودارت قصته حول مجموعة من المراهقين، وتمكَّن من جذب الشباب لمشاهدته وتم التَّفاعل معه من خلال مواقع التَّواصل الاجتماعى فيس بوك ومسلسل «أنت جميل» الذى لاقى متابعةً كبيرةً من أوساط الشَّباب، سواءعبر الفضائيَّات، أو حتى من خلال تحميل حلقاته عبر موقع «يوتيوب»، تدور قصته حول مشاكل الشَّباب فى فرقة موسيقية، هذا بالإضافة إلى العديد من المسلسلات،منها:«ميراث رائع»، و «قبلة مؤذية»، «سلم للسماء»،و»بيت الأحاسيس». و«توسنامى»،و«أغانى الشتاء»، و «أسف أنا أحبك»،«49 يوم»، و «محبوبتى سام سمسون»، و«إمبراطور البحر»، وهناك أيضاً مسلسل «جوهرة القصر»، ويتحدَّث عن قصة واقعية لأول فتاة كورية تُصبح طبيبة ملكية،وأول من أدخل الجراحة فى طب الشرق الأقصى، واكتشفت علاجات لعدة أمراض و المسلسل الكورى «حلم الشباب» الذى حقق نجاحاً كبيراً، ويدور فى عالم تجتمع فيه أحلام الشَّباب بشغف الموسيقى وعفوية الحب، ويتناول قصَّة حياة ستة شبان تجمعهم مقاعد الدراسة، وتوحِّدهم الموهبة، ويدفعهم حلمٌ واحد لإطلاق فرقة موسيقيَّة، ليواجهوا معاً الكثير من الأحداث المثيرة التى تنتقل بهم من عالم المدرسة الثانويَّة إلى فضاء الاحتراف الموسيقى، مروراً بتفاصيل اجتماعيَّة وعاطفة مشوقة فى أجواء من الحبوالتحدى والمغامرة والتصميم على النَّجاح. ويقول الناقد طارق الشناوى أن الدراما الكورية تعتمد فى انتشارها على جذب الشَّباب بصفة عامة، نظراً إلى أن أغلب أبطال تلك الأعمال من الشَّباب، والقصة الدرامية تدور حول طريقة حياتهم، إلى جانب التأثر بأزياء وقصات شعر أبطال هذه المسلسلات، واعتمادها على الرومانسيَّة والمرح والغناء. كما لا تهدف المسلسلات الكورية المدبلجة إلى تقديم أعمال فنية وقصص اجتماعية فقط، بل إنَّها تقوم بتعريف المشاهد بثقافة كوريا، وإبراز العادات والتقاليد، وأهمّ المناطق السياحيَّة، والأكلات والأطعمة الكوريَّة، وهى فى مجملها قريبة من عادات وتقاليد الشعوب العربيَّة، ولا تتصادم معها، حيث تهتم بالقيم الإنسانيَّة، وتمثِّل ثقافة شعب، وتتضمَّن الكثير من المعاني الراقية، فهى دراما عائلية واجتماعيَّة بالدرجة الأولى. وتقول الناقدة ماجدة موريس إن من أبرز عوامل نجاح الدراما الكورية، بجانب تقديم الثَّقافة الكورية، اعتمادها على الأعمال الواقعية وقلة عدد الحلقات مقارنة بغيرها من المسلسلات التركيَّة والمكسيكيَّة، وارتكازها على نصوص دراميَّة هادفة اجتماعيا ضمن رسالة فنية ضمن حبكة درامية بسيطة وشخصيات رئيسية محددة وبالطَّبع لا تغيب عن هذه الدراما المتعة والإبهار الفنيى، والأداء التمثيلى الهاوى فى قالب احترافى من دون مبالغة، بجانب الأداء المحترم، والبعد عن العرى والابتذال، وسهولة المتابعة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى وكذلك استخدامها أدوات تقنية متطوِّرة فى الإنتاج والإخراج والتصوير كما أن الدراما الكوريَّة لا تخلو من الرومانسيَّة التى كانت المسوق الأول للدراما التركيَّة الشَّهيرة فى العالم العربى، وإن كانت أكثر منها احتراماً وأقلّ فى الإثارة والإباحيَّة، فى حين أنَّها تبتعد نهائيّاً عن الجنس والعنف، بالإضافة إلى اعتمادها على نجوم شباب يتميَّزون بأجساد رشيقة ومسايرة الموضة فى الملابس والشَّعر والألوان والتصميمات، من دون أن تغفل مناقشة مشاكل الشَّباب بشكل واضح، والرغبة فى التغيير والتجديد.