لا تقلقنى الخزعبلات والسخافات التى يطلقها البعض من فئات مارقة. ومن الطبيعى أثناء الأزمات التى تمر بها الأوطان أن يظهر العملاء والخونة واللصوص والأدعياء وتجار الحروب، ومن المستحيل انتزاع ذرة تراب من أرض مصر لتماسك نسيج الشعب المصرى المكون من عائلات وقبائل وعشائر وعصبيات ذات امتداد شامل فى كل بقعة من قرى ونجوع ومدن وحوارى مصر . ونتيجة للهجرة الداخلية للسكان نجد الشعب المصرى تربطه صلات قرابة ونسب ومصاهرة لأبنائه من المسلمين والأقباط فى كل مكان فى مصر. أما الأمر الثانى فهو جيوجرافى لأن شريان الحياة (نهر النيل) يمتد من الجنوب إلى الشمال، وعلى ضفافه وفروعه وترعه نشأت القرى والمدن.. والبلاد بطولها وعرضها تربطها أكبر شبكة للسكك الحديدية والطرق فى الشرق الأوسط.. وهذه الشرايين مترابطة على جانبى وادى النيل فى القطر المصرى الذى ظل وسيظل بإذن الله على امتداد 7 آلاف عام دولة مركزية، وحدود الدولة المصرية لم تتغير على مدى العصور السحيقة . الأمر الثالث هو أن الشعب المصرى ذات حضارة موغلة فى أعماق التاريخ، فهو الذى استوعب عشرات الحضارات مثل الفرعونية والقبطية والبطلمية والرومانية والعربية والإسلامية. والشعب المصرى يعتز بمصريته فهو جزء أصيل من الأمة الأفريقية والأمة العربية والأمة الإسلامية. وهذا الزخم الحضارى المتفرد على بلاد العالم لن يقبل المساس بأرضه أو كرامته أو مقدراته التى وهبها له ربنا جل شأنه.. والشعب المصرى يملك مؤسسات قوية راسخة مثل مؤسسة القضاء ومؤسسات الشرطة المدنية والثقافة والإعلام والآداب والفنون والجامعات ومراكز البحوث فى مختلف المجالات العلمية. ومصر تملك جيشا وطنيا عقائديا قويا خرج من رحم الشعب، وهو بأمر الله كفيل وقادر على حماية أمن مصر القومى وحماية الأرض والعرض. والمحاولات الاستعمارية التى تستهدف غزو سوريا الشقيقة الآن تسعى جاهدة إلى استكمال حلقات تحطيم الجيوش العربية والتى بدأت بالعراق، ثم حصار سوريا لأكثر من عامين بهدف تقويض أركان الدولة السورية، ثم الاتجاه إلى جيوش باقى الدول العربية التى تقف عقبة فى طريق هذا المخطط الشيطانى.. وينفذ المخطط فى هذه المرحلة التحالف الإخوانى القطرى التركى.. وإذا نجح المخطط فى سوريا لاقدر الله سيتجهون إلى قطبى الأمة العربية: مصر والسعودية، ثم احتلال كافة الدول العربية وإسقاط أنظمتها وتمزيقها إلى دويلات.. وهذا المخطط الكونى المجرم بقيادة إدارة الرئيس باراك أوباما يتم حاليا التصدى له من خلال محور عربى إيرانى تمثله مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن والعراق وإيران، وتبلور هذا المحور بعد نجاح ثورة 30 يونيو.. والمحور العربى الإيرانى لايقف وحده بل يسانده روسيا والصين وكل القوى الشريفة فى العالم.. لقد أوقفت ثورة 30 يونيو مؤقتا مخطط تقسيم الدول، وسيسقط المخطط بالكامل عندما يفشل فى ضرب الدولة السورية الشقيقة. ياشعوب الأمة العربية من الخليج إلى المحيط اخرجوا عن بكرة أبيكم فى مظاهرات مليونية ضد العدوان الأمريكى المجرم على سوريا ومصر. ياشعوب الأمة الإسلامية فى إيران وباكستان والهند وبنجلاديش وجمهوريات الكومنولث الإسلامية ونيجيريا لاتقفوا مكتوفى الأيدى أمام العدوان الأمريكى. أيها الشعوب الإفريقية الشقيقة أشقاؤكم فى مصر وسوريا يتعرضون لهجمة بربرية من قوى الشر، وأنتم تذكرون وقوف مصر بجانبكم أثناء حروب الاستقلال الإفريقية. ياشعوب دول عدم الانحياز أنتم غالبية شعوب الأرض نذكركم بمحور مصر- الهند- يوغسلافيا بزعامة القادة التاريخيين عبد الناصر- نهرو- تيتو.. نناشدكم الوقوف ضد العدوان الأمريكى الذى يستهدف دول منطقة الشرق الأوسط بلا هوادة. يا كل الشعوب المحبة للسلام فى أمريكا الجنوبية وأوروبا، ويا أصدقاءنا الشعب الروسى والشعب الصينى نحن متأكدون من استمرار موقفكم التاريخى لدعم مصر وسوريا. نناشد القطب الجديد (الرأى العالمى)، والذى تبلور أمام الغزو الأمريكى للعراق.. أنتم تظاهرتم بالملايين فى كل القارات ضد غزو العراق.. وجاء دوركم لتخرجوا مرة أخرى بمئات الملايين لمطالبة حكوماتكم بوقف التهديد الأمريكى لسوريا.