ما يحدث هذه الأيام من مخططات عدوانية تستهدف سوريا الشقيقة، يكشف عن عدد من الحقائق التي يجب التمعن فيها، ونحن بصدد مواجهة هذا الخطر المتجدد والذي يستهدف قطرًا عربيًا شقيقًا، كان عبر التاريخ يجسد الامتداد الشمالي لمصر، ومحور، وركيزة أساسية من محاور الأمن القومي المصري والعربي. إن أولي الحقائق التي تتكشف تؤكد أن المخطط العدواني ضد الأمة العربية، مازالت تتمدد فصوله علي خارطة الوطن العربي، وأن أحد أهداف هذا المخطط هو محو هوية الأمة، وتقسيمها، سعيًا إلي تفتيتها إلي جزر وقبائل وطوائف وفئات تتقاتل وتتصارع بين بعضها البعض، حتي تنهار تمامًا، ويتلاشي وجودها من المنطقة. وثانية هذه الحقائق تبرز في أن ما يجري التخطيط له في غرف مغلقة، ودهاليز سرية، إنما يستهدف حماية أمن الكيان الصهيوني، والذي يحرك كل ما يجري علي الأرض العربية من خلف ستار، ويسعي لتحقيق أهدافه عبر توظيف الجيوش الأجنبية لإنهاك القوي العربية، واسقاطها في فلك التردي والتشرذم والانقسام. وثالثة هذه الحقائق تبرهن علي أن ما جري في العراق من غزو بربري وهمجي في العام 2003، والذي رفع شعار 'تحقيق الديمقراطية للشعب العراقي، قد أثبت بعد نحو العشر سنوات من الغزو أن هذا الجزء العزيز من أرض أمة العرب قد وقع رهين الخديعة الأمريكيةوالغربية للعالم، وأن ما رفعوه من شعارات، وبعد أن تخلصوا من الشهيد صدام حسين وقادة العراق الشرفاء، واصلوا مخطط تدمير العراق العربي الذي لم يعرف يومًا طريق الديمقراطية الذي وعدوه به، بل إن القتل والموت والخراب والدمار شكل العنوان اليومي لجملة الأحداث التي تجري علي أرض العراق الشقيق. ورابعة هذه الحقائق تؤكد أن ما جري في سوريا، وإن كان يعبر في أحد جوانبه عن رغبة حقيقية لبعض المخلصين من أبناء الشعب السوري لإصلاح الأوضاع في بلادهم، إلا أن المخطط العدواني قد جلب الآلاف من المرتزقة لشن حرب ضد سوريا الوطن والدولة، وأن الهدف هو اسقاطها لمصلحة إسرائيل والكيانات الغربية والأجنبية المعادية. وخامسة هذه الحقائق هي أن القوي الأجنبية والغربية لا تكاد تعدم وسيلة في تزييف الحقائق، وفبركة الأدلة، كما حدث في المزاعم الكاذبة حول السلاح الكيميائي السوري، بينما كل الحقائق تؤكد أنه مجرد مسرحية، تم توظيف من يطلقون علي أنفسهم بالمعارضة لتنفيذها داخل الأرض السورية، لإيجاد مبرر للولايات المتحدة والقوي الغربية لشن حملة عسكرية علي سوريا، والقضاء علي ما تبقي من بنيانها. أما سادسة هذه الحقائق، فتقتضي من الجميع الإدراك أن مخطط تدمير سوريا، بعد العراق، وبعد ما حدث في ليبيا وغيرها، إنما يكشف أن الهدف القادم هو التخلص من مصر، لكونها الجائزة الكبري التي بشر بها الغرب منذ سنوات، لأن في إسقاطها إنهاء للأمة العربية برمتها. فهل نترك سوريا وحدها في مواجهة العدوان الذي لن يستثني أحدًا في المنطقة؟.. سؤال نتمني إجابة العقلاء عليه!