«حظيت الأسماء والشخصيات التى فازت بجوائز الدولة فى الآداب والفنون هذا العام بحالة من الارتياح والقبول بل والانبساط وربما للمرة الأولى منذ أعوام ليست قليلة فى عمر هذه الجوائز، فمن الصعب أن نجد من يختلف على فوز مثل هذه الأسماء أمثال جلال أمين، محفوظ، حجازى ، حجاب الدسوقى ، العبادى ، نوار ، عبد السيد ، وناجى وغيرهم بما يستحقونه من تقدير واعتراف … ومع ذلك يبقى السؤال الهام ماذا حدث فى هذه الدورة رغم أن البعض يؤكد أن المعايير التى تحكم الترشيحات والاختيارات لم تتغير والبعض الآخر يؤكد أن الثورة لم تعرف طريقها بعد لوزارة الثقافة» بداية يقول الأديب الكبير جمال الغيطانى إن هذه السنة هى أفضل سنة منحت بها جوائز الدولة منذ أكثر من عشرين عاما وكل من حصل على الجائزة يستحقها وليست هناك أية ملاحظات بدءًا من الجوائز التقديرية وحتى التشجيعية وأرى أن حجم الجوائز كاف جدًا فيما عدا الجائزة التشجيعية لابد أن يتم زيادة الفائزين بها لتشجيع الشباب أما جائزتا الدولة والتفوق فلا بأس بهما وأضاف كنت أتمنى أن يحصل أمين ريان على جائزة الدولة لأنه كان يستحقها منذ عشرين عاما. ويقول الروائى الكبير أحمد الشيخ والذى كان أحد المرشحين البارزين للحصول على جائزة الدولة التقديرية لهذا العام حدث خلط متعمد ومدبر فى طرح اسمى على اللجنة فأنا معروف بأحمد الشيخ إلا إنه تم طرح اسمى بأحمد عبد السلام الشيخ وهو أمر غير معهود وكنت قد عاتبت وزير الثقافة والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إلا أنهما قالا إن الأمر غير مقصود مع وعد بفوزى بالجائزة العام القادم وأشار الشيخ إلى أنه سوف يستشير قانونيين فيما يجب اتخاذه ازاء ذلك الموقف وفجر الشيخ مفاجأة وهى أنه مرشح اتحاد كتاب مصر إلا أنه فوجئ أن مندوب الاتحاد قبل إعلان النتيجة قال لى أن مجرد الترشح لهذه الجائزة أمر جميل فى إشارة ضمنية إلى أننى لن أكون الفائز بهذة الجائزة وهذا ما استوعبته بعد إعلان النتيجة إلا أن المسالة أخطر من ذلك وهى أن هناك ما يقرب من ثلاثة أشخاص هم من يتحكمون ويسيطرون على الأمور منذ ما يقرب من ثلاثين عاما والكثير منهم جاء إلى الوزارة بحكم منصبه وليس بحكم خبرته. أما الروائى والناقد الكبير د حامد أبو احمد فيرى أن جوائز الدولة دوما ليس لها ضابط ولا رابط ويفوز بتلك الجوائز من لديه القدرة على مخاطبة الوسط الثقافى وكنا نحاول تغيير. هذا النظام إلا أنى اعتقد أن النظام القديم عاد مرة اخرى وكانت هناك عدة خطوات اتخذت قبل أن يتولى د. علاء عبد العزيز وزارة الثقافة وقام بتلك الخطوات د. سعيد توفيق لكنها لم تتخذ كان سيتم منح الجوائز من خلال لجان تشكل لكل جائزة وأن يصوت المجلس على قرارات اللجان. ويضيف كنت اتمنى فوز احمد الشيخ لجائزة الدولة التقديرية فى الآداب إلا أن الحظ لم يحالفه وأتمنى أن يتم وضع معايير للفوز بتلك الجوائز فمازال يتحكم فيها مجموعة من الأشخاص الذين ينتمون إلى النظام القديم والحقيقة أن موقف المثقفين محزن فهم لا يستطيعون عمل أى شىء فى هذا الصدد فأصبحت الأوضاع إلى ما قبل ثورة يناير. ومن جهة أخرى يقول أبو احمد أن الوزير علاء عبد العزيز كان وزيرًا ثوريًا لكن الأمور لا تدار بالطريقة التى أدار بها الثقافة وأضاف أن القيادات بالوزارة غير مؤهلة لتولى مناصب قيادية. ويرى الشاعرالكبير محمد أبوسنة أن جوائز هذا العام تحظى بإشراقة جديدة ذلك لأن الجوائز قد نالها من يستحقها فى اغلب الاحوال وعلى رأسهم عبد المعطى حجازى وسيد حجاب ومحفوظ عبد الرحمن ومصطفى العبادى و غيرهم.. وكنت أتمنى أن يحصل الروائى احمد الشيخ على جائزة الدولة التقديرية واتمنى أن يحالفه الحظ فى العام القادم ورغم كل ذلك نستطيع أن نقول إن الكمال مفقود والنقص موجود فهناك دائما ملاحظات وتمنيات أن تكتمل الرؤية لهذه الجوائز بتعديل اللوائح التقليدية بالاضافة إلى اعادة تشكيل المجلس الاعلى للثقافة بحيث يضم الخبراء والمتخصصين والادباء ومازلت أتصور أن المجلس فى حاجة إلى كثير من المراجعة وكثير من النظرة الجديدة للوائح والقوانين واعتقد أن هذه الجوائز فى حاجة إلى نظرة ومراجعة من خلال إعادة النظر فى الأسلوب والمنهج، فلابد من إعادة تشكيل المجلس على أن يضم المتخصصين البارزين من الأدباء والشعراء والكتاب مع الابتعاد عن بعض الرغبات والانحيازات ويشير أبو سنة إلى ضرورة تغيير القيادات كل فترة حتى يتسنى للمناخ الثقافى أن يحظى بوجوه جديدة وبالتالى دم جديد مما يترتب عليه تغيير فى شكل الأداء والاسلوب. أما الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان فيقول إن جوائز هذا العام للإنصاف هى أفضل من الأعوام السابقة، فليس فيها وزراء كما اعتدنا ولا توجد الأسماء التى اعتدنا عليها وقد حصل على الجوائز أسماء نقدرها كسيد حجاب ومحسنة توفيق وجلال أمين وكلنا نعلم أن عبد المعطى حجازى كان محروما من جائزة النيل لأن الأمين بالمجلس الأعلى للثقافة كان د.جابر عصفور وأعلم أنه حصل عليها لأن الأمين هو سعيد توفيق. ومن جهة أخرى يرى رمضان أن الخلل فى الآلية التى تعتمد عليها الجوائز فى آلية المنح والتصويت. وقد علمت من بعض المسئولين المقربين فى الوزارة أنهم يتمنون أن تكون هناك لجان مصغرة وغالبا هذه اللجان سيقوم باختيارها المسئولون من المجلس الاعلى للثقافة وهذه اللجان سوف تقوم بتصفية المرشحين وهذا خطر يتهدد الجوائز والأمر الثانى أن أعضاء مجلس الأمناء غالبيتهم من المعينين بحكم وظائفهم وهم يمثلون وجهة النظر الحكومية الرسمية وهؤلاء لابد من استبعادهم ثالثا أن كثيرًا من أعضاء ومجلس الأمناء تم اختيارهم فى زمن مبارك وكانوا متناسبين وأنصارًا له وأضاف أن الشباب دائما معرضون للحرمان من الجوائز خاصة فى ظل وجود الأمين العام سعيد توفيق مشيرا إلى أن جابر عصفور كان أكثر حيوية من توفيق إلا أنه من الضرورى تجديد شباب وزارة الثقافة فنحن لسنا فى زمن الأشخاص وانما نحن فى زمن البرامج. يقول الشاعر الكبير حسن توفيق لا يوجد أحد مؤهل بشكل كامل للحكم على قرارات وأحكام اللجنة فمن الإنصاف أن يحكم كل متخصص عما يخصه بشكل خاص وفى مجال تخصصه فأنا استطيع أن أحكم على جوائز الدولة فى مجالى الأداب والفنون ثانيا لا يستطيع أحد الحكم على كل من تقدم لنيل تلك الجائزة اما على المستوى الشخصى فأنا سعيد بحصول احمد عبد المعطى حجازى ومحفوظ عبد الرحمن فى الفنون وكذلك سيد حجاب ونهاد صبيحة ومحسن توفيق فى التقديرية أما الأربعة الذين فازوا فى العلوم الاجتماعية فكلهم يستحقون واحمد الله أن هذه الجوائز لم تمنح إلا فى ظل الثورة الجديدة. ومن جهة أخرى يرى توفيق أن الوزير السابق كان وزيرًا معاديًا للثقافة والدليل هو غيظ حزب الإرهاب إذ صدرت الجريدة المعبرة عنهم تلك الجوائزتحت عنوان الانقلابيون يمنحون جوائز الدولة لمؤيدى الانقلاب. كما أشاد توفيق بحسام عيسى الذى اعتذر عن الترشح لجائزة النيل لكونه يشغل منصب نائب رئيس الوزراء على عكس وزيرالثقافة الحالى الذى استقال لكى يحصل على الجائزة ثم عاد للوزارة بعد أن حصل على الجائزة وكم كنت أتمنى أن يقوم وزير الثقافة بما قام به حسام عيسى وأضاف بشكل عام منح الجوائز شىء مرض خصوصا وأن عدد الذين تقدموا لها كبير لكن الزحام الشديد فى مصر يجعلنا نختار من بين الأسماء المرشحة التى اعتقد أن كثيرا منها يستحق لكن هناك عددا محدودًا لابد أن يفوز بهذ الجوائز. ويرى أنه لابد من توافر جوائز أيضا للمجالات العلمية فى العلوم والطب والهندسة مؤكدا أنه لدينا علماء متخصصين ومتفوقين فى كل المجالات ولدينا فى د فاروق الباز ود. أحمد زويل خير مثال على ذلك فنجد العلماء المصريين يحصلون على جوائز عالمية وأقترح أن تتبنى الدولة تخصيص جوائز للمجالات العلمية لكى تلحق مصر بركب العلم وقال توفيق إن من بين من يستحق الجائزة إلا أن الحظ لم يحالفه سليمان فياض وإدوارد الخياط والطاهر مكى. ويشير إلى الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد أنه فى المجمل الجوائز منحت لمن يستحقها إلا أن الأوضاع السياسية التى تمر بها مصر وعدم الاستقرار جعلت فى المناخ الثقافى من لم يهتم بالأمر إلا أن عبد المجيد أشار إلى أن اللجنة التى تقوم بعملية الاختيار يجب أن يتم استبعاد كل من لا ينتمى إلى الحقل الثقافى من موظفى هيئة الاستعلامات وموظفى التليفزيون وموظفى وزارة الثقافة حيث إن ما يقرب من نصف اللجنة بعيدون عن المناخ الثقافة فيجب اختيار متخصصين إلى جانب ضرورة تنوع الاعمار. أما د. عبد الحكيم راضى وهو مرشح جامعة القاهرة وعدة جامعات أخرى فقد رفض الحديث منعا للإحراج لأنه كان أحد المرشحين واعتبر أن شهادته عن الجوائز ستكون مجروحة إلا أنه أشار إلى أنه يتم الاختيار لتلك الجوائز دون وجود معايير واضحة. ويؤكد الأديب الشاب محمد محمد مستجاب بالفعل هناك أسماء تستحق الجوائز إلا أن هناك الكثير من الانتقادات خاصة حصول عبد المعطى حجازى على جائزة النيل ويعود هذا إلى النظرة إلى عملية الاكتفاء ففى مؤتمر الشعر حصل على جائزة مما جعل الكثير من شباب جيلى يشعر بالإحباط خاصة أن هناك من الشعراء من هم أحق كصبرى موسى وكما كنت أتوقع حصول محمد عبد العاطى أبوالنجا وأمين ريان وإدوارد الخياط وأضاف لابد من وضع آليات اختيار جديدة فهناك العديد من الجوائز المحجوبة فهل لا يوجد على الساحة الثقافية من هم أحق بتلك الجوائز فأنا من هنا لا اؤيد عملية حجب الجوائز إذا فمن الواجب تغيير الآلية وأن تكون اللجنة أكثر خبرة فكثير من أعضاء اللجنة هم مجرد موظفين ليس لهم علم بالمناخ الثقافى مضيفا فى الأرياف يوجد مواهب مبهرة لا أحد يعلم عنها شئ مما يجعل تلك المواهب تدفن وهى مازالت فى المهد واقترح مستجاب أن يتم التقدم للمسابقات دون كتابة الاسم كما اقترح أن يتم التقدم لتلك المسابقات عن طريق دور النشر مما يخلق جوا من المنافسة الحقيقية. ويقول الروائى الشاب محمد صلاح العزب إن الاسماء الحائزة على الجائزة مرضية إلى حد كبير إلا أن الحاصلين على الجوائز لم يحصلوا على الدعم المعنوى بسبب انشغال وسائل الاعلام بالاحداث السياسية. ويرى عزب أن الجوائز هى مجرد وجهة نظر اللجنة وليس معنى الحصول على الجائزة أن هذه أفضل الأعمال على الإطلاق وإنما هى مجرد وجهة نظر شخصية قد تصيب وقد تخطئ.