بعد أن سقطت آخر الأقنعة عن جماعة الإخوان، وثبت باليقين أنها جماعة إرهابية لا تعرف سوى لغة العنف والقتل، فمن المؤكد أنه لم يعد لها مكان فى الحياة السياسية، فالحزب السياسى يعتمد على النشاط المدنى السلمى، ويلتزم بسيادة القانون وعدم تشكيل ميليشيات مسلحة، لذلك فالمطلوب حل الجماعة وإدراجها ضمن قوائم الجماعات الإرهابية على مستوى العالم. لقد ألقت الجماعة بورقتها الأخيرة، بعد أن أضاعت كل الفرص، فقد اختارت الجماعة الإرهابية المواجهة المباشرة والمفتوحة، بهدف إرهاق المؤسسات العسكرية والأمنية واستنزافها، بعد أن أدركت جيداً أن ماكانت تمتلكه لن يتكرر ولن يعود. وبعد أن فشلت محاولات الضغط الدولى سياسياً واقتصادياً، ووجد قادة الجماعة الإرهابية أنفسهم فى السجون، وأصبح المستقبل مظلماً بالنسبة لهم، أدركوا أن الأمر قد انتهى بإقصاء الإخوان. ولاشك أن عودة مصر مستقلة قوية أمر يشكل خطورة على استراتيجيات القوى الغربية فى المنطقة وبخاصة أمريكا التى اندفعت لمساعدة الإخوان للعودة إلى الحكم، أو إدخال مصر فى نفق الفوضى، ولقد أبدى الإخوان استعدادهم للتضحية بمصر حتى النهاية، فأعلنوا أن ماحدث هو انقلاب على الشرعية وانقلاب على الإسلام الصحيح، وقال مرشدهم الإرهابى إن عزل محمد مرسى يفوق هدم الكعبة! لقد قررت الجماعة الإرهابية المواجهة العسكرية مع الجيش واستنفروا كوادرهم لمعركة سيناء، وكانت العملية المأساوية التى راح ضحيتها 25 شهيداً من رجال الأمن المركزى دليلاً على الإرهاب الإخوانى الذى لايعرف دينا ولا وطنا. وبعد أن أحكمت القوات المسلحة قبضتها بمعاونة جهاز الشرطة، وتم القبض على عدد كبير من قيادات الصف الأول والثانى للجماعة الإرهابية، وكذلك بعد فشلهم فى الحشد لأية مسيرات أو عمل اعتصامات فى أماكن متفرقة، فليس أمام الجماعة سوى محاولة القيام بأعمال إرهابية هنا أو هناك. وأكد الخبراء العسكريون أن الحزم والقوة التى واجهت بها قوات الجيش والشرطة عمليات العنف ضد المدنيين والإرهاب التى حرضت عليها الجماعة تنبئ بنهاية هذا التنظيم. ولاشك فى أن جيش مصر الباسل ورجال الشرطة الشرفاء قادرون على التصدى لهؤلاء الإرهابيين المتربصين بأمن مصر وشعبها، غير أن الجيش والشرطة فى حاجة إلى مساندة شعبية واعية ومستعدة لبذل التضحيات. فالمطلوب من المواطنين الالتفاف حول جيشهم، الذى هو منهم وهم منه، ومساعدة رجال الأمن الشرفاء على أداء مهامهم فى تعقب الإرهابيين الذين أثبتت جرائمهم الأخيرة أنهم بلا ضمير ولادين. فنحن الآن فى حرب ضد موجة قوية من الإرهاب، تقتضى المساندة الشعبية الواعية، حتى يمكن القضاء على هؤلاء الإرهابيين فى كل مكان من أرض الوطن. وحدة المصريين ضرورية الآن أكثر من أى وقت مضى لمواجهة عدو واحد يهدد المجتمع بأسره وهو العنف المتصاعد ضد مستقبل مصر والمصريين، إن جميع المصريين يعرفون الأمل والحلم بنفس القدر من الوضوح الذى يعرفون به عدوهم. وكلنا على يقين بأننا سوف ننتصر على العنف والإرهاب بإقرار القانون وحقوق الإنسان وليس بالأمن وحده. ولكن على الشعب أن يثبت أنه على يقين أن الجيش هو خط الدفاع الأول عن مكتسبات ثورة 30 يونيو، هذا الجيش الذى فاجأ العالم بموقفه الجرئ عندما أسهم فى إسقاط حكم الإخوان، سيفاجئهم أكثر عندما يستأصل شوكة الإرهاب من أرض مصر، وعندما يعيد لمصر دورها الرائد كقوة إقليمية عربية كبرى ومؤثرة. لقد أصبح المصريون أكثر وعياً ونضجاً، ولن يستطيع أحد أن يسطو على عقولهم مرة أخرى بإسم الدين، وخاصة بعد أن أصبح حكم الإسلام السياسى سيئ السمعة.