نقل موقع ديبكا الإسرائيلى المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية ومراكز صنع القرار وصف صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية لأحداث الأيام الأخيرة من أن الذى يقود حملة الضغوط على الغرب لتأييد الموقف المصرى هو السعودية والإمارات العربية المتحدة وليس إسرائيل، وأن الرجل الحقيقى الذى يقف وراء هذه الحملة فى الولاياتالمتحدة والغرب هو رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان وليس أى مسئول إسرائيلى كبير. وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن السلاح الرئيسى الذى يستخدمه الأمير بندر فى معركته هو الورقة الروسية. بمعنى أنه إذا لم تغير الولاياتالمتحدة والغرب من سياستهما المناهضة لمصر فسوف تلجأ القاهرة إلى موسكو وسوف يتدفق السلاح والخبراء العسكريون الروس على مصر، وذلك بعد مرور 41 عامًا على قيام الرئيس الراحل أنور السادات بطرد الخبراء الروس العسكريين من مصر عام 1972. وذكر الموقع الإسرائيلى أن تهديد الأمير بندر يحمل فى طياته أيضًا تهديدًا سعوديًا خفيًا سوف تقوم الرياض بمقتضاه بتمويل صفقات أسلحة روسية إلى مصر إذا ما قررت إدارة أوباما وقف المعونة العسكرية لمصر. وعندئذ فسوف تجد واشنطن نفسها أمام موقف تنهار فيه العلاقات الاستراتيجية بينها وبين الجيش المصرى. وتساءل الموقع الإسرائيلى: إلى أى مدى يتسق موقف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع الخط الذى ينتهجه الأمير بندر؟ وأجاب: من الصعب معرفة ذلك حتى الآن. وأضاف الموقع أن الأمير بندر أثناء زيارته المفاجئة لموسكو فى 31 يوليو الماضى عرض على بوتين صفقة سعودية - روسية تقوم فى أساسها على تعاون سعودى - روسى فى المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مقابل قيام موسكو بالوقوف إلى جانب القاهرة. وإلى الآن لم تتضح نتائج الاجتماع الطارئ للقيادة العسكرية والاستخباراتية الروسية الذى انعقد يوم 16 أغسطس الجارى برئاسة فلاديميربوتين، وذلك لبحث الأوضاع فى مصر والعرض الذى قدمه الأمير بندر للروس. لكن مصادر روسية سربت جملة واحدة من كلام بوتين فى الاجتماع قال فيها إن روسيا سوف تجرى قريبًا مناورات مشتركة مع الجيش المصرى. وأكد الموقع الإسرائيلى أن إسرائيل ليس من مصلحتها الانضمام إلى الخط الذى ينتهجه الأمير بندر بن سلطان وهو الخط الذى يهدد بتدخل عسكرى روسى فى مصر، كما أن ليس من مصلحتها أن تشارك فى موقف تجد نفسها فيه أمام تدخل عسكرى روسى فى شمالها - سوريا - أو فى جنوبها - مصر. وفى نفس السياق، أبرز الموقع الإسرائيلى تأييد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للنظام فى مصر ولتصديه للإرهاب، وشدد على قوله بأن كل من يتدخل فى الشأن الداخلى المصرى يوقد نار الفتنة ويدعم الإرهاب الذى يدعون محاربته. وقال الموقع إن بيان الملك عبدالله موجه بالأساس إلى الرئيس الأمريكى أوباما والأوروبيين، ليقول لهم صراحة بأن سياستهم تجاه مصر هى الفشل بعينه. وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة والجيش المصرى فى الحضيض وأن الفريق أول عبد الفتاح السيسى رفض تلقى مكالمة تليفونية من أوباما، كما أن الأمير بندر رفض الذهاب إلى واشنطن. وذكرت المصادر الاستخباراتية للموقع الإسرائيلى أنه فى يوم 14 أغسطس الجارى وفى ذروة الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية وعناصر مسلحة من الإسلام السياسى، طلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما التحدث تليفونيًا مع الفريق أول السيسى. وكان من المفترض أن يجرى الحديث على منوال حديث أوباما مع مبارك فى الأسبوع الأول من فبراير 2011 والذى طالب فيه أوباما بالوقف الفورى لما أسماه قمع المتظاهرين عن طريق استخدام الذخيرة الحية، ومغادرة كرسى الحكم فورًا. وقال الموقع الإسرائيلى إن كلامًا من هذا النوع كان سيقوله أوباما للفريق أول عبد الفتاح السيسى، لكن السيسى أدرك فحوى المكالمة ورفض تلقيها. وتقول المصادر الاستخباراتية للموقع الإسرائيلى إن المصريين كانوا مهذبين للغاية وقالوا للأمريكيين إن القاهرة بها رئيس مؤقت اسمه المستشار عدلى منصور وأنهم سوف يسعدهم تحويل مكالمة أوباما إليه، لكن البيت الأبيض لم يبد اهتمامًا بالتحدث مع الرئيس. ويؤكد الموقع الإسرائيلى أن هذا إن دل على شىء فإنما يدل على أن الفريق أول السيسى لم يتعلم فقط من أخطاء حسنى مبارك التى وقع فيها منذ عامين ونصف العام ولكن أيضًا أصر على عدم السماح لإدارة أوباما بالتدخل فيما يجرى فى مصر. وتقول المصادر الاستخباراتية للموقع الإسرائيلى إنه فى الوقت الذى رفض فيه الفريق أول السيسى تلقى مكالمة أوباما، كان على اتصال مستمر مع الأمير بندر بن سلطان فى الرياض. وأضافت المصادر أنه بعد فترة قصيرة من الزيارة المفاجئة التى قام بها الأمير السعودى لموسكو فى 31 يوليو ولقائه مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، توجه البيت الأبيض إلى الأمير بندر ودعاه إلى الحضور لواشنطن على وجه السرعة لمقابلة الرئيس أوباما، لكن الأمير بندر لم يرد حتى الآن ولم يتوجه إلى واشنطن.