منذ أكثر من عامين والرياضة المصرية بوجه عام وكرة القدم بوجه خاص تعانى من كثرة التوقف وعدم انتظام المسابقة وضعف المنافسة إلى قرار بإلغاء الدورى كليا خلال الموسمين الماضيين، الأمر الذى دفع محبى الساحرة المستديرة وخاصة فئة الشباب إلى متابعة الدوريات الأوروبية بشغف أكبر من ذى قبل، وذلك بالتزامن مع انتشار كثيف للكافيهات الشبابية فى مختلف الأحياء الراقية والمتوسطة، بل وذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك بمخاطبة إدارات بعض الأندية الأوروبية لتأسيس روابط رسمية خاصة لتشجيع فرقها، كبايرن ميونيخ وتشيلسى واليوفينتوس.. وغيرها. البداية كانت مع أربعة شباب هم محمد السقا ومحمد بصل وعلى عادل وحسام الدين، اجتمعوا على تشجيع فريق بايرن ميونيخ الألمانى منذ عام 2000، واعتادوا معا مشاهدة كافة مبارياته فى مختلف البطولات، وقبل المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا عام 2010 بين بايرن ميونيخ وإنتر ميلان قرر الشباب الأربع البحث عن مزيد من محبى الفريق البافارى داخل القاهرة وخارجها من أجل التجمع ومشاهدة المباراة معًا لزيادة المتعة والحماسة، وذلك عن طريق الإعلان عبر منتدى الكرة الألمانية على شبكة الإنترنت، وفى يوم المباراة وبإحدى كافيهات القاهرة وصل عدد الحضور إلى 20 مشجعًا بافاريا، وتكررت التجمعات حتى جاء نهائى دورى أبطال اوروبا عام 2012 بين البايرن وتشيلسى ووصل عدد الحضور لما يقارب ال40 مشجعًا، الأمر الذى شجع الشباب الأربع على التفكير جديا فى تأسيس رابطة رسمية تجمعهم تحت مسمى U.B.E «أولتراس بايرن بمصر». ويقول على عادل «26 سنة، مهندس» وهو نائب الرابطة أن خطوات التأسيس بدأت عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك بإنشاء جروب خاص بالأعضاء الرسميين وعددهم قد تجاوز المائة وصفحة عامة للمعجبين بالفكرة وقد تجاوز المشتركون بها حد الألف معجب، وفى مارس 2013 تم مراسلة إدارة بايرن ميونيخ عبر الموقع الرسمى للنادى من أجل اعتماد الرابطة، وهو ما استوجب إقامة انتخابات داخل الرابطة لتحديد منصبى الرئيس والنائب بناء على شروط النادى الألمانى الذى أرسل بدوره استمارات خاصة يملؤها الأعضاء الذين يشترط ألا يقل عددهم عن عشرين عضوًا. ويتابع على عادل حديثه بأن الرابطة متاحة أمام أى مشجع للبايرن فى مصر بشرط ألا يكون مشجعًا لأى ناد أوروبى آخر ولايوجد أى متطلبات أخرى سواء مادية أو غيرها باستثناء حضور العضو للتجمعات بأى تى شيرت للبايرن، ويخضع كل عضو قبل انضمامه الرسمى للرابطة إلى مقابلة شخصية وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت لتأكد من كونه مشجعا بافاريا فعلا وليس مجرد معجب بالفكرة، ويضيف أن الرابطة بصدد استئجار مقر دائم لها بالقاهرة، كما يكشف ما تقدمه إدارة بايرن ميونيخ من مزايا لروابط مشجعيها الرسميين بأن تذاكر المباريات تكون متاحة لهم قبل طرحها بالأسواق وبأسعار مخفضة وكذلك المنتجات المختلفة التى تحمل شعار النادى، بالإضافة لإمكانية تبادل الزيارات وقضاء فترة للتعايش بين إدارة النادى ولاعبى الفريق وبين المشجعين الرسميين. وعن الروابط الأخرى المعتمدة داخل مصر، نجد الموقع الرسمى لنادى تشيلسى الإنجليزى يعلن عن وجود رابطة له منذ عام 2010 برئاسة روز بيير انجليزية الجنسية ونائبها أشرف محمود مصرى الجنسية، والذى كشف لنا أن الرابطة متوقفة عن أى نشاطات خلال العامين الماضيين بسبب الأحداث السياسية والانفلات الأمنى. وفى نفس السياق نجد مجموعة من شباب مدينة الإسكندرية جمعهم حب نادى يوفينتوس الإيطالى وقرروا تأسيس رابطة تجمعهم تسمى أولتراس يوفينتوس «المنبوذين»، وعن سبب اختيار ذلك الاسم يجيب محمد الكيلانى أحد مؤسسى الرابطة أنه يعود لكراهية جماهير باقى الأندية الإيطالية لجماهير اليوفى الذى يستحوذ عادة على معظم البطولات، ويضيف الكيلانى أن الفكرة لاقت ترحيبا بين الكثير من الشباب داخل الإسكندرية وفى محافظات أخرى كالقاهرة والأقصر وغيرهما، وأن القائمين على الرابطة يسعون حاليا للحصول على الاعتماد الرسمى من قبل إدارة نادى يوفينتوس حيث يعكفون حاليا على تصميم شعار وزى خاص ورسمى بالرابطة، بالإضافة للخطوة الأهم وهى مراسلة إدارة النادى الإيطالى، وكذلك العديد من الروابط الإيطالية المعتمدة الخاص باليوفينتوس من أجل تبادل الخبرات وهو ما تم بالفعل، حيث ينتظر أعضاء رابطة المنبوذين خلال شهر سبتمبر القادم وصول سيفى فيزينى واليساندرواندولينا انطونيو ميلى وهم ثلاثة أعضاء من رابطة NOI SOLI إحدى أكبر الروابط الإيطالية تشجيعا لليوفينتوس، وعن مصادر تمويل الرابطة يؤكد الكيلانى أنها ستتم بالجهود الذاتية وبالتعاون بين الأعضاء. ولم يتوقف الأمر عند ذلك فهناك روابط عدة لأندية أخرى تسعى للحصول على اعتراف إدارتها بها كروابط رسمية، ومنها رابطة أولتراس مانشيستريونايتد التى يؤكد مؤسسها أحمد صقر أن عدد أعضائها حاليا تجاوز ال30 عضو، ولكن إدارة المان يونايتد تشترط أن يكون عدد أعضاء الرابطة لايقل عن 50 عضوا، يتم بعدها إصدار بطاقات رسمية لكل عضو عبر الموقع الرسمى للنادى فى مقابل 43 جنيه استرلينيا حتى يتم اعتماد الرابطة بشكل رسمى، ويضيف صقر أن حبه الشديد للمان يونايتد هو ما دفعه للتفكير فى هذه الخطوة، وعن الفرق بين روابط تشجيع الأندية فى مصر وفى الخارج يرى صقر أن فارقا كبيرا فالعلاقة بين إدارات الأندية فى أوروبا وروابط التشجيع هناك تحكمها قواعد وقوانين وأى خروج عن النص وعن المألوف من أى مشجع يتم معاقبته عن طريق حرمانه من حضور عدد من المباريات وأحيانا يتم منعه مدى الحياة. أما فى مصر فالإدارات ليس لها أى سلطة على الجماهير بل إن الأخيرة اعتادت مخالفة القوانين دون رادع. ولم يخل الأمر من وجود روابط فى مصر لأكبر ناديين فى العالم هما ريال مدريد وبرشلونة حيث توجد رابطتا أولتراس سير مدريد وأولتراس كتالان ولكنهما فى إطار التأسيس.