تحقق ما كانت تتمناه قيادات الإخوان أن يتم فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة،حتى تصبح شأنًا دوليًا ويحولونها إلى «هولوكوست» يبتزون به الداخل والخارج لسنوات طويلة، كما يفعل أصدقاؤهم اليهود. ولاشك أن حشد الأطفال والنساء فى الاعتصامين لم يكن فقط درعًا لحماية الرجال المعتصمين، بل لأنهم الصورة الأفضل إعلاميًا أمام صحف وفضائيات العالم، فأكثر ما كان يخشاه الإخوان أن ينساهم الناس ويمل منهم الإعلام ويظلوا معتصمين فى رابعة والنهضة إلى ما لا نهاية، ولذلك استمروا فى تنظيم المسيرات وقطع الطرق والكبارى حتى يظلوا دائمًا فى بؤرة الأحداث. وبعد أن جرت عدة محاولات للمصالحة والحوار محلية ودولية، فشلت جميعها أمام الرفض الإخوانى المتواصل، لم يكن هناك بديل عن فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة. وخلال قيام الأمن بفض الاعتصامين التزمت القوات بأعلى درجة من درجات ضبط النفس.. وكان فض الاعتصامين على الهواء أمام كاميرات كل الفضائيات المحلية والأجنبية. فض الاعتصام كان له إيجابيات كثيرة، وشابه أيضًا بعض السلبيات، كما كان حوله بعض الملاحظات: ** تم استرداد مصر وإنهاء حالة الاختطاف التى مارسها الإخوان وشركاؤهم ضد الوطن. ** تم محو أى مستقبل سياسى لجماعة الإخوان الإرهابية بشكل نهائى ومطلق، ولن تقوم لهم قائمة بعد ذلك فى مصر سواء فى المستقبل القريب أو البعيد، وأتمنى أن يكون هذا مستقبلهم أيضًا فى دول عربية أخرى. ** الهجوم على الكنائس فى أسيوط والمنيا والسويس من قبل الإخوان والجماعة الإسلامية ومحاولة إشعال فتنة طائفية يكشف المستور عن جرائم قديمة مشابهة لم يتم التوصل فيها للفاعل أبدًا، لكن يبدو أن هؤلاء استعادوا ذاكرتهم الإرهابية. ** استقالة د. البرادعى حلقة فى مسلسل الهروب الشهير ل «البوب» ويبدو أنه من أشد المعجبين بفيلم «الهروب» بطولة النجم الراحل أحمد زكى. ** الأرقام الرسمية لوزارة الصحة - حتى مساء يوم الأربعاء الماضى - 235 حالة وفاة فى عموم مصر، بينما أرقام قناة الحقيرة 2600 حالة وفاة فى رابعة العدوية فقط، كذب بيّن للقناة المشبوهة، ولا أدرى إلى متى سيتم السماح لها ببث السموم بين الشعب المصرى. ** من إيجابيات فض الاعتصام إزالة منصة الأكاذيب والتحريض فى رابعة العدوية بعد أن ظلت تبث السموم ضد الوطن لأكثر من ستة أسابيع. ** شاب متخلف اسمه «عبد الله الحداد» عضو المكتب الإعلامى لجماعة الإخوان استضافته قناة «BBC» يوم الأربعاء الماضى ليواصل بث الأكاذيب ويقول إن السلطات تقوم بحرق جثث ضحايا رابعة لإخفاء أعداد الضحايا وطمس هوياتهم..! لا تعليق على هذا المتخلف، سوى أنهم كانوا فعلًا يريدونها «هولوكوست». ** كنت أتمنى أن تكون خطة الداخلية فى حماية أقسام الشرطة والمنشآت العامة أكثر إحكامًا وقدرة، لأن خطة التأمين شاب تطبيقها سلبيات واضحة، والدليل حرق 21 من أقسام ومراكز الشرطة فى محافظات عديدة، أبرزها قسم كرداسة الذى استشهد فيه المأمور ونائبه واثنان من الضباط بعد استهدافه بطلقات «آر. بى. جى» وهى بؤرة إخوانية معروفة، وسبق الاعتداء على القسم، وكان يستوجب تواجد عدد أكبر من القوات لتأمينه. ** كنت أتمنى أن يتأكد نبأ القبض على البلتاجى والعريان وحجازى، ليواجهوا حكم القضاء على أفعالهم التحريضية التى تسببت فى إزهاق العديد من الأرواح.. وأن نبارك لهم مقدمًا على حبل المشنقة. ** برقية عزاء ومواساة من 90 مليون مصرى لأسر 43 شهيدًا من ضباط وجنود الشرطة الذين بذلوا حياتهم من أجل حماية واسترداد الوطن من خاطفيه. ** تحية لوزير الداخلية على تصريحه القوى: «لن نسمح بأى اعتصامات جديدة فى أى مكان بالجمهورية مهما كلفنا ذلك من تضحيات». ** الآن وبعد فض اعتصامى رابعة والنهضة على كل القوى السياسية أن تكثف أنشطتها بالإعداد للمشروع الديمقراطى والمساهمة فى إتمام تعديل الدستور، والانتخابات التشريعية المقبلة، وتكثيف النشاط لتقديم نموذج ناجح لمصر المستقبل، لا مكان فيه لفصيل سياسى كان اسمه الإخوان، اختار لنفسه أن يصنف كتنظيم إرهابى وأن يعود للظلام الذى جاء منه ولن يخرج منه ما دامت للمصريين ذاكرة.