فى الوقت الذى هرب فيه نجوم السينما إلى المسلسلات التليفزيونية الرمضانية، فإن الموسم الصيفى السينمائى كان قصيرًا وفقيرًا على كل المستويات، متأثرًا فى ذلك بالأحداث والاضطرابات السياسية العاصفة، وبدخول شهر رمضان إلى فصل الصيف الحار، ثمانية أفلام فقط عرضت فى هذا الموسم القصير، من بينها فيلمان، تستطيع أن تصفهما بالمستوى الرفيع، أما التقنية فهى أقرب إلى التواضع الفنى شكلًا وموضوعًا. منذ سنوات أصبح التليفزيون فى رمضان هو التعويض لنجوم ونجمات السينما عن متاعب وتعثر أفلام الشاشة البيضاء، هذا العام أيضًا ليس استثناء من هذه القاعدة، فأسماء مثل «عادل إمام» و«يسرا» و«ليلى علوى» و«إلهام شاهين» مثلا ابتعدت عن السنيما لأسباب مختلفة، قدّم عادل إمام مسلسلًا ناجحًا فى العام الماضى هو «فرقة ناجى عطا الله» فتشجّع لتقديم مسلسل رمضانى آخر هذا العام هو العراف لنفس المؤلف «يوسف معاطى»، وتقدم ليلى علوى هذا العام مسلسلًا جديدًا هو «فرح ليلى»، بينما تعاود يسرا تعاونها مع تامر حبيب فى حلقات «نكدب لو قلنا ما بنحبش»، كما تقدم إلهام شاهين مسلسل «نظرية الجوافة»، والمعروف أن الثلاثى «يسرا» و«ليلى وإلهام» ابتعدن عن الشاشة الكبيرة منذ سنوات. ولكن حتى النجوم الذين مازالوا يقدمون أفلامًا، اختاروا أن يقدموا أعمالًا للتليفزيون:«خالد صالح» الذى قدم للسينما عام 2013، فيلمى «فبراير الأسود» و«الحرامى والعبيط»، يقوم ببطولة حلقات «فرعون»، و«هانى سلامة» الذى ظهر فى العام الماضى فى فيلم «واحد صحيح» يقوم ببطولة مسلسل «الداعية» مع «بسمة»، ومحمد هنيدى الذى كان فيلم «تيتة رهيبة» أحدث أفلامه، يقوم ببطولة فوازير تعتمد على الخدع الجرافيكية الجيدة، وهذه الأسماء مجرد نماذج فقط، لأن المسلسلات حافلة بنجوم السينما من محمود حميدة إلى نور الشريف ومن عزت العلايلى ومصطفى شعبان إلى «يوسف الشريف»، ومن «نيللى كريم» إلى «محمود عبد المغنى»! أما عن الموسم الصيفى الهزيل الذى حدثتك عنه، فقد عرضت فيه ثمانية أفلام هى سمير أبو الليل من تأليف «أيمن بهجت قمر» وإخراج «عمرو عرفة» (2) الحرامى والعبيط من تأليف «أحمد عبد الله» وإخراج «محمد مصطفى» (3) تتح من تأليف «سامح سر الختم» و«محمد نبوى» وإخراج «سامح عبد العزيز» (4) بوسى كات من تأليف وإخراج «علاء الشريف» (5) هَرَجَ ومَرَج قصة وإخراج نادية خان وسيناريو وحوار «محمد ناصر على» (6) متعب وشادية من تأليف «علياء الكيبالى وسيناريو وحوار «مصطفى سالم وإخراج «أحمد شاهين (7) فيلم 31/12 من تأليف سامح أبو الغار ومعالجة درامية لمصطفى السبكى وإخراج محمد حمدى (8) فيلم «عشم» من تأليف وإخراج ماجى مرجان. كانت الأفلام الكوميدية أقل من المتوقع، أحمد مكى قدم عملًا متواضعًا فى «سمير أبو الليل»، رغم أهمية القضية التى يناقشها الفيلم، وهى النصب على الناس من خلال برامج الفضائيات، وكان فيلم تتح حافلًا بالضحك، ولكن السيناريو كان مضطربًا ومترهلًا، وبدا فيلما «بوسى كات» ومتعب وشادية على هامش الموسم تمامًا، وكان المنتجون والموزعون تخلصوا من الفيلمين لعدم وجود نجوم، مجرد تجارب عابرة تملأ القاعات، وبينما تميز «الحرامى والعبيط» بأداء جيد من بطليه «خالد الصاوى» و«خالد صالح» إلا أن الفيلم نفسه لم يكن جيدًا، كان أقرب ما يكون إلى الميلو دراما الهندية المزعجة، فى حين كان فيلم «31/12» أقرب إلى ألغاز الجريمة فى مسلسلات الإذاعة المصرية مع سذاجة وتواضع واضح فى العناصر الفنية. ولا يتبقى من أفلام الموسم سوى تجربتى «هرج ومرج» من بطولة «آيتن عامر» و«محمد فراج» و«رمزى منير» و«أسامة محمد عطية» و«صبرى عبد المنعم»، وفيلم «عشم» من بطولة مجموعة من الوجوه الجديدة مثل أمينة خليل وشادى حبشى وعلى قاسم ومنى الشيمى، ونجلاء يونس، والفيلمان هما أول تجارب مخرجتيهما ومؤلفتيهما فى مجال السنيما الروائية الطويلة، كما تتشابه التجربتان فى تلك اللمسات الواقعية التى تقوم هنا ببصمة مختلفة مع «نادية خان» وماجى مرجان وتتميز التجربتان بالمستوى الجيد لعناصر العملية، وفيلم «عشم» بالتحديد من أفضل أفلام 2013 وقد شارك فى بطولته المخرج السينمائى «محمد خان» والمخرج المسرحى «محمود اللوزى»، والد الممثلة يسرا اللوزى، كما ظهرت فيه الممثلة سلوى محمد على، ولولا هذين الفيلمين لكان الموسم السينمائى الصيفى كارثيًا. لن تقدم مسلسلات التليفزيون كما ذكرنا أكثر من مرة بديلًا عن أفلام السينما،ورغم أن السبكية سيطروا كالعادة على الموسم السنيمائى الصيفى إنتاجيًا، فإن الساحة اتسعت لكى تقدم شركة «ويكا» فيلم «هرج ومرج» ويقدم «محمد حفظى» فيلم «عشم» بل إن هناك منتجة جديدة اسمها علياء الكيبالى انتجت وقامت ببطولة فيلم متعب وشادية، وهو بالمناسبة أول بطولة للممثل «أشرف ميصلحى»، وظهر فى الفيلم سعيد صالح وأحمد بدير و«عايدة رياض»، ولكنه فيلم بائس وضعيف فنيًا ويذكرنا على الفور بأفلام المقاولات، نأمل أن يكون القادم أفضل، وأن يعود نجوم السنيما إلى الأفلام دون أن نقلل من دورهم فى إنجاح الدراما التليفزيونية التى تتعرض لمنافسة المسلسلات التركية بل الهندية لا بأس من المشاركة ولكن يظل العنصر الحاسم هو مستوى الأعمال نفسها وليس اسم النجم أو النجمة.