استطاعت الإعلامية لبنى عسل أن تحفر لنفسها مكانة متميزة وسط نجمات التوك شو من المذيعات.. تتميز بطلتها المحببة للمشاهدين وأسلوبها الهادئ فى إدارة الحوار على شاشة الحياة ومعها كان هذا الحوار الذى تحدثنا فيه عن التوك شو وهموم الإعلام بعد ثورة 25 يناير.. *?بعض الأصوات ترى أن الإعلام بعد الثورة تحول إلى إعلام فوضوى ومنفلت؟ ** لا شك أن الإعلام قبل الثورة كان له دور كبير ومحرك للأحداث، فقد كان يحاول بقدر المستطاع أن يظهر الفساد وينقل الاحتجاجات والوقفات من خلال الفضائيات الخاصة التى كانت تحارب من أجل إظهار ذلك، فكانت متنفسا للناس للتعبير عن مشاكلهم، ولكن الأمر اختلف إلى حد ما بعد الثورة، فهامش الخطأ أصبح كبيرا ويشوبه بعض الضبابية، فالإعلامى الآن يقول الخبر ثم يأتى مصدر آخر ليكذبه، ولذلك نحن نحتاج إلى حرية فى تبادل المعلومة حتى لا نترك مساحة للتضليل الإعلامى، فيجب على كل من يعمل فى الإعلام الآن أن يحكم ضميره أولا، لأن الإعلام الآن أصبح متهما بإثارة الأحداث. *?هل ترين أن المال السياسى دخل إلى القنوات الفضائية ؟ **?لا شك أن أصحاب القنوات الفضائية ليسوا جميعا ملائكة، لذلك يجب أن تكون هناك جهة محايدة لتنظيم الإعلام حتى لا يترك الأمر لاتجاهات بعض أصحاب القنوات الذين قد يستخدمونها كأداة لتحقيق أهداف شخصية، وهذه معادلة صعبة جدا. *?ما رأيك فيما يقال إن هناك إعلاميين نافقوا الثورة واستفادوا وكسبوا منها؟ **?دعنى أقول لك شيئا، الإعلامى الذى يتلون أو ينافق فى حدث معين فى وقت معين من الصعب جدا أن يستمر، لأن الإعلام المحترم لا يجب أن تشوبه شبهة مجاملة أونفاق أوتحيز، فدوره الأساسى هو أن يحلل المعلومة ثم يأتى بكل الآراء التى تخصها، ويبقى للمشاهد مطلق الحرية فى النهاية، أما أن يفرض رأيه على المشاهد فهذا خطأ كبير، ولا أقصد أن يكون الإعلامى بلا مشاعر أو رأى، لكن المهم هوالأسلوب الذى يتم توصيل هذا الرأى من خلاله. *?ألم تفكرين فى ترك العمل مع الحياة والانتقال إلى قناة أخرى؟ **?لم أفكر بذلك من قبل، فارتباطى بالقناة يزداد يوما بعد يوم، وأصبحت هناك عشرة بيننا. * حتى وإن عرض عليكى أجر أكبر مما تتقاضيه فى الحياة. **?أنا لا أحسب مثل هذه الأمور بالمال أبدا، فقط أحسبها بارتياحى وتقديرى. *?بمناسبة الأجور ما رأيك فى الأجور الخيالية لمذيعى التوك شو والتى تصل لعدة ملايين ألا ترينها مستفزة للمواطن الغلبان؟ **?مستفز بالفعل، ولكن دعنى أقول لك أن جزء كبيرا من هذه الأرقام قد يكون مبالغ فيها بعض الشىء، فليست كلها حقيقية، ولكن هناك سياسة تتبعها بعض القنوات تحدد للمذيع نسبة من الإعلانات، ومن هنا تأتى الأرقام الفلكية التى نسمعها. *?هل الملايين التى يتقاضاها مذيعو التوك شو مناسبة لما يقدمونه؟ **?صدقنى أنا لا أعرف أرقاما حقيقية، وبرغم أننى فى نفس المجال إلا أنى أسمع أحيانا أرقاما خيالية وأتعجب من أن هناك شخصا يتقاضى مثل هذا الأجر بالفعل. *?أنت مصنفة ضمن مذيعات الملايين.. هل يضايقك ذلك أم يسعدك؟ **?فى تقديرى هذا يسعدنى بالتأكيد، وأتمنى أن أكون على قدره، ليس قدر المال. *?برامج التوك شو.. تحولت إلى شىء ممل بسبب تكرار القضايا فى أكثر من برنامج.؟ **?اتفق معك فالمشاهد أحيانا يشعر بالملل والزهق من تكرار القضايا فى أكثر من برنامج كما قلت، وأحيانا يشعر المذيع أيضا بنفس الإحساس، ولكن ليس يعنى ذلك أن نتوقف عن تقديم برامج التوك شو نظرا لأهميتها، وإذا كانت المواضيع تتكرر أحيانا، فالأهم هو طريقة معالجتها وتناولها من أى زاوية، فكل برنامج له طريقته وأسلوبه ونوعية ضيوفه وهذا ما يحدث الفارق. *?هل ظاهرة التوك شو من الممكن أن تختفى؟ **?لا أعتقد.. فالأحداث لا تنتهى، وهى ما تقوم عليها هذه البرامج. *?ماذا ينقص الإعلام المصرى ليستعيد ريادته من جديد؟ **?ينقصه توافر المعلومة، وألا يكون هناك مجالا للإجتهاد الإعلامى، وهذا سيتم إذا توافرت حرية تداول المعلومات، فأحيانا يأتى خبر من مصدر ما ويرفض أن يفصح عن اسمه، فيتم نسبه لمصدر غير معروف للمشاهد، وهنا ينشأ نوع من عدم الثقة بين المشاهد والقناة، ولذلك يجب أن يكون هناك نوع من الحرية فى تداول المعلومات بين الإعلامى والمصدر حتى أكون إعلامية مهنية ومحترفة، لا أقول خبرا ثم يتم تكذيبه أونفيه بعد دقائق، هذه أول نقطة. أما النقطة الثانية هى أن الجهات المسئولة يجب عليها مساعدة الإعلامى بألا يعمل تحت ضغط نفسى وعصبى، فالإعلام دائما متهم بعدم المصداقية والموضوعية، لذلك إذا لم يتم مساعدته سيكون مصدرا للبلبلة.