تبقى دار الأوبرا المصرية شاهدًا على جزء مهم من تاريخ مصر و إنجازاته ومعبرة عن أصالة الفن المصرى، حيث قام الخديو إسماعيل بالتفكير فى تشييدها تحت اسم «دار الأوبرا الخديوية» عام 1869 فأسند المهمة إلى المهندسين الايطاليين افوسكانى و روسى، وأقيمت فى مكان وسط بين حى الأزبكية والإسماعيلية وتم بناؤها خلال ستة أشهرفقط بأيد مصرية خالصة من اخشاب الأرز. روعى فى بناء الأوبرا أحدث النظريات الصوتية و البصرية وارتبط افتتاحها بافتتاح قناة السويس فاستقبلت ملوك اوروبا ورؤساءها فى 1نوفمبر 1869 و قد اتسع المسرح ل 850 متفرجا كما خصصت قاعة للتدخين و أقيم خلف المسرح بناء من ثلاثة طوابق الاول لتغيير الملابس، والثانى لتخزين المناظر، والثالث لحفظ الملابس وهو يعد مكانا أثريا بحق إذ يحتفظ بكل ما قدم فى الاوبرا على مدى تاريخها. وقد كان فى تلك الفترة التاريخية لسلامة حجازى ومنيرة المهدية دور كبير فى نقل الاوبرات العالمية للغة العربية وقدمت عروضا ناجحة حتى إنها احتلت ركنا بارزا فى العالم كله إلا إنها تعرضت فى 28 أكتوبر 1981م لحريق هائل فقدت مصر على أثره أحد اهم معالم الفنون بها فلم ينج من الحريق سوى تمثالين من تصميم محمد حسن إلى أن قامت اليابان بإهداء دار أوبرا جديدة بعدها تم عمل دراسات مبدئية لوضع تصميم المشروع فقامت شركة الجايكا فى 1983 بالإشراف على عملية الإعداد والبناء وتم تنفيذ المشروع، فبلغ عدد مقاعد القاعة الكبرى 1300مقعد والقاعة الصغرى 500 مقعد والمسرح المكشوف 800 مقعد. وقد تم افتتاح متحف لدار الأوبرا المصرية بعد تجديده فى أكتوبر الماضى أثناء الاحتفال بعيد ميلاد الأوبرا تحت رئاسة د.إيناس عبد الدايم رئيس هيئة المركز الثقافى القومى. ويحمل المتحف الكثير من اللمسات التاريخية وينقسم إلى قسمين الأول الخاص بتاريخية دار الأوبرا القديمة و يعرض فيه كل ما يخص العروض الفنية التى قدمت على مسارح الأوبرا القديمة وصور لرؤساء الأوبرا القديمة والتى كان يطلق عليها دار الاوبرا الملكية والتى تبدأ بدرنيت بك 1869م وتنتهى بصلاح عبدون 1971م، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية لشكل المسرح من الداخل وغرفة للخديو إسماعيل ومشهد من أوبرا عايدة باعتبارها أول انتاج لأوبرا مصرية وتم عرضها فى لودات عرض وصور قيادات الاوبرا وصور للملك فاروق وجمال عبد الناصر وغيره من الزعماء المصريين. كما يوجد أيضًا عدد من الاهداءات كبرواز لمرايا من الأوبرا القديمة قبل الحرق و بيانو لنجيب نحاس وصور لبيتهوفن و فيردى و عدد من الصور التى تم العثور عليها من خبيئة معهد الموسيقى برمسيس بالإضافة إلى بعض الاكسسوارات التى كان يرتديها الفنانون أثناء تقديم العروض العالمية الخاصة بالاوبرا كعرض رواية عاصفة فى البيت لجورج أبيض وبرامج الأوبرا القديمة وبعض التماثيل وكذلك صالون مكون من كنبة وكرسى تبقوا من الأوبرا القديمة. وقبل الوصول إلى الجهة المقابلة التى تحتوى على الجناح الجديد للمتحف نجد صورًا ل 350 فنانا وفنانة ممن كانت لهم أعمال سينمائية بالأبيض والأسود سواء فى السينما أو التليفزيون وحتى وقتنا هذا. أما الجناح الحديث للمتحف فيحتوى على كتب و تصميمات لأصل ملابس أوبرا عايدة وصورة للأوبرا القديمة وأخرى للأوبرا الجديدة، كذلك يعرض بالمتحف بعض الآلات الموسيقية الحديثة ويعد أجملها على الإطلاق ناى من الصدف وصور للفنانين الذين عملوا بالأوبرا بعد تجديدها و صورة لكل من أثرى الأوبرا الجديدة بفنه، كما تضم القاعة شاشة لعرض تاريخ الأوبرا القديمة والحديثة وفق التسلس الزمنى، بالإضافة إلى مكمل للجناحين عبارة عن صالونات لها قيمتها التاريخية و يظهر فيها الشخصية المصرية والفن المصرى الرفيع. و منذ افتتاح المتحف و هو يحظى بقبول جماهيرى إذ يتم فتحه لرحلات المدارس و المراكز الثقافية و المهتمين بالفنون والموسيقى.