هذه رسالة أم تقطر ألما وحسرة وشعور باليأس والعجز تبدأ رسالتها بهذه الكلمات.. عشت حياتى محرومة من أن أقف وأسير بشكل طبيعى مثل إخوتى وبنات العائلة والجيران فمنذ فتحت عينى ووعيت على الدنيا وأنا أعانى من شلل أطفال بل وأصبت بضيق بالصمام الميترالى مما جعلنى ضعيفة واهنة محتاجة إلى المساعدة.. وبالرغم من ذلك تحديت الإعاقة والمرض واجتهدت فى دراستى حتى حصلت على دبلوم تجارى.. وحاولت أن أبحث عن فرصة عمل لشغل وقت فراغى والتغلب على شعور المرض واليأس من الحياة إلا أن الله رزقنى بالزوج الصالح طيب القلب.. وعندما تزوجته شعرت بأن الدنيا ابتسمت لى وأصبح من حقى العيش مثل أى فتاة وزوجة.. ولكن كان هناك ما يغص على حياتى فقد انتظرت سنوات طويلة بدون أن يرزقنى الله بمولود.. كنت أصلى وأناجى ربى أن ينعم على بنعمة الخلف الصالح وبعد فترة استجاب ربى لدعائى ورزقنى الله بابنى «أحمد» الذى حول حياتنا إلى فرح وسرور.. ولكن كان ابتلاء من الله عندما أصيب الطفل وهو مازال ابن شهور قليلة بألتهاب سحائى صديدى نتج عنه عدة مضاعفات ونوبات صرع هياجى مع عدم تحكم بعملية الإخراج.. وكان علينا أن نلف وندور بالطفل المسكين بين الأطباء وأروقة المستشفيات وأكد الأطباء حاجته لإجراء جراحة لاستئصال الفص السفلى من المخ لوجود بؤرة صرعية جانبية به وبالفعل تمت الجراحة.. ولكن كانت هناك صدمة قاسية فى انتظارنا عندما ظهر وجود بؤرة صرعية أخرى بمركز المخ الأمر الذى ترتب عليه احتياج الابن إلى أدويه مدى الحياة وتكلف العلاج وثمن الأدوية ما يزيد على الألفي جنيه شهريا وحاربنا على مدار السنين للحصول على موافقة وزارة الصحة لعلاجه على نفقة الدولة ولكن للأسف كان القرار الصادر بمبلغ 800 جنيه سنويا وبالطبع هذا المبلغ لايكفى لو وزع على 12 شهرا أى ما يعادل 70 جنيها شهريا وهذا المبلغ لايكفى سوى علاج يوم واحد فى السنة مما اضطرنا إلى بيع أثاث البيت وكل ما نملك فى سبيل علاجه ولم يعد لدينا شىء نبيعه سنوات طويلة من المعاناة حتى بلغ « أحمد» الرابعة والعشرين من عمره ولم تعد الأسرة فى استطاعتها أن تتحمل نفقات العلاج.. والشاب تتصاعد صرخاته ويتعذر عليه النوم عندما يتعذر الحصول على العلاج.. وقد تفاقمت حالته الصحية فقد نتج عن مرض المخ مضاعفات أخرى فقد أصيب بشلل تيبس عصبى يحتاج إلى حقن البوتاكس حقنة كل ثلاثة أشهر ثمنها ستة آلاف جنيه بخلاف الأدويه الأخرى.. فهل تجد الأسرة من يقف بجانب ابنها المسكين فى رحلة علاجه من يرغب يتصل بصفحة « مواقف إنسانية».