نشاط دبلوماسى مكثف قامت به الجامعة العربية والأممالمتحدة والأطراف الدولية المشاركة فى ايجاد حلول سياسية للازمة السورية من خلال الإعداد للمؤتمر الدولى حول سوريا والمسمى «بجنيف 2» والذى يسعى إلى بدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة بصلاحيات كاملة، كما شهدت عمان والقاهرة مشاورات على مستوى وزراء الخارجية العرب ووزراء خارجية دول أصدقاء الشعب السورى لإيجاد وسائل سريعة وفاعلة لإنجاح المؤتمر الدولى ورغم ذلك تبقى علامات الاستفهام مطروحة حول مدى نجاح العمل الدبلوماسى فى وقف العمليات العسكرية التى استنزفت سوريا على مدار أكثر من عامين. يذكر أن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى قد اتفق مع الأخضر الإبراهيمى المبعوث الأممى العربى المشترك الخاص بسوريا على أهمية استثمار المؤتمر الدولى المرتقب فى يونيو لإيجاد حل سياسى للازمة السورية، خاصة فى ظل التفاهم الروسى الأمريكى واستعداد الطرفين السوريين– النظام والمعارضة للمشاركة فيه. وأكد العربى والإبراهيمى على أهمية الحل السياسى للأزمة الراهنة والعمل على تنفيذ اتفاق «جنيف1» الصادر فى 30 يونيو من العام الماضى. وشرح الإبراهيمى الظروف التى أدت إلى الدعوة لهذا المؤتمر الدولى الذى يعتبر مجرد بداية بعد التفاهم الروسى- الأمريكى بشأن الأزمة السورية ولابد أن تتبعه خطوات أخرى. ووصف الإبراهيمى الاتفاق الروسى الأمريكى بشأن عقد المؤتمر بأنه خبر مشجع بالنسبة لسوريا منذ زمن طويل، مضيفا أن هذا الاتفاق يشكل خطوة أولى مهمة لكنها خطوة أولى فقط ولابد أن تتبعها خطوات أخرى كثيرة حتى نصل إلى المطلوب وهو إنهاء هذه الأزمة القاتلة التى يعانيها الشعب السورى منذ أكثر من سنتين. واعترف الإبراهيمى بوجود مشكلات لا حصر لها فى إطار التحضير لهذا المؤتمر، وأولها: تشكيل وفدى النظام والمعارضة الى المؤتمر، مؤكدا أن الهدف الأساسى من المؤتمر هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى جنيف فى 30 يونيو الماضى بالانتقال فى سوريا إلى إنهاء هذه الأزمة وبناء سوريا المستقبل بالاتفاق بين أبنائها ومساعدة المجتمع الدولى. واعتبر الإبراهيمى أن مؤتمر «جنيف 2» يشكل فرصة كبيرة، معربا عن أمله فى تعاون «الإخوة فى سوريا والأطراف الإقليمية والدولية» من أجل إنجاحه. وردا على سؤال حول فرص مشاركة السعودية وإيران فى المؤتمر قال: هناك حديث يجرى حاليا بين الأممالمتحدة والأطراف المختلفة خاصة روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية على من يشارك فى هذا المؤتمر، بما يحقق مصلحة الشعب السورى، مؤكدا أن الموعد النهائى للمؤتمر لم يتحدد بعد لكنه سيعقد فى يونيو المقبل. وكان الأمين العام للجامعة العربية التقى الإبراهيمى عدة مرات، كما أجرى مشاورات مكثفة مع وزراء الخارجية العرب قبل وبعد اجتماعاتهم بالقاهرة لايجاد كل الوسائل التى تساعد على إنجاح المؤتمر الدولى حول سوريا وإحلال السلام والتفاهم بين الأطراف المختلفة هناك. وأوضح العربى أن بيان جنيف الأول يتحدث عن بدء مرحلة انتقالية فى سوريا وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة بالتفاهم بين الأطراف، وهو الأمر الذى نسعى لتحقيقه جميعا مشيدا بدور الإبراهيمى فى هذا الشأن. وأشاد العربى بجهود الإبراهيمى المتواصلة فى هذا الصدد خلال الشهور الماضية من أجل ايجاد تفاهم بين الولاياتالمتحدةوروسيا وهو الأمر الذى تم بالفعل وأثمر عن الدعوة لهذا المؤتمر الدولى الذى سيعقد بدعوة من الأممالمتحدة باعتباره مؤتمرا دوليا، مؤكدا أن الإبراهيمى هو المكلف بالإعداد والتحضير لهذا المؤتمر. فيما أدان مجلس جامعة الدول العربية كافة أشكال العنف والقتل ضد المدنيين فى سوريا.. مطالبين كافة الأطراف بتوفير المناخ المناسب لإنجاح الجهود المبذولة لإقرار الحل السياسى كأولوية لحل الأزمة السورية ودعم التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السورى فى الحرية والديمقراطية وحقه فى رسم مستقبله السياسى بإرادته الحرة والإدانة الشديدة لاستمرار عمليات العنف والقتل والجرائم البشعة التى ترتكب ضد المدنيين السوريين واستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربى وصواريخ سكود فى قصف القرى والمدن الآهلة بالسكان وآخرها مدينة القصير وكذلك عمليات الإعدام التعسفى والاختفاء القسرى فى خرق صارخ لقواعد حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وحذر مجلس الجامعة من التطورات الناجمة عن تدخل أطراف خارجية بشكل مباشر وغير مباشر فى العمليات الحربية وإثارة نوازع الفتنة التى يحاول البعض جر سوريا والمنطقة اليها وما قد يمثله ذلك من آثار وخيمة على وحدة الاراضى السورية وعلى المنطقة من حولها. وعبر المجلس عن القلق البالغ إزاء تردى الأوضاع الإنسانية فى سوريا وما نتج عنها من تبعات خطيرة تتمثل فى نزوح الملايين من السكان عن قراهم ومدنهم وتشريدهم داخل سوريا وهجرة مئات آلاف منهم إلى الدول المجاورة والإشادة بالجهود المقدرة التى تقوم بها الدول المجاورة لسوريا ودورها فى توفير الاحتياجات العاجلة والضرورية لهؤلاء النازحين والتأكيد على ضرورة دعم تلك الدول ومساندتها فى تحمل أعباء هذا الأمر. ودعا المجموعة العربية فى جنيف للتحرك لدى مجلس حقوق الإنسان لتفعيل عمل لجنة تقصى الحقائق بشأن انتهاكاتها حقوق الإنسان فى سوريا. كما دعا المجموعة العربية فى نيويورك إلى متابعة مستجدات الموقف والتحرك العاجل بإقرار تدابير لحماية المدنيين السوريين.