محلات خاوية تبحث عن زبائن، أصحاب محلات يشكون من توقف حركة البيع والشراء.. هكذا يبدو حال محلات وسط البلد والتحرير التى يصرخ أصحابها تضررًا من توقف الحال. فى البداية يقول المهندس يحيى زنانيرى عضو شعبة الملابس باتحاد الصناعات إن قطاع الملابس الجاهزة من أكثر الصناعات التى تعانى حاليًا من ضعف القوة الشرائية للمستهلك والأزمات الاقتصادية المستمرة، أضف إلى ذلك الانفلات الأمنى الذى يجعل المواطنين يحجمون عن النزول للشارع وشراء مستلزماتهم من الملابس كل ذلك أدى لتراجع حجم المبيعات 70% مما كدس البضائع داخل المحلات، ومن ثم توقفت المصانع عن الإنتاج.وأشار زنانيرى إلى وجود خطر حقيقى يهدد الصناعة يتمثل فى الباعة الجائلين الذين افترشوا الشوارع الجانبية المؤدية للميدان، بصورة جعلت أصحاب المحلات مهددين بالإفلاس، بسبب هروب الزبائن وإقبالهم على بضائع الأرضية، التى يعرضها الباعة بأسعار مثيلتها فى المحال التى تتكبد نفقات الإيجار الشهرى والعمالة والضرائب والرسوم والكهرباء. ولمعرفة الحقيقة عن قرب، تجولنا داخل الميدان ووسط البلد وقابلنا العديد من أصحاب المحلات، الذين تحدثوا بغضب شديد ل «أكتوبر»، فتساءل أحدهم عن غياب شرطة المرافق، وعدم قدرتهم على مواجهة الباعة الجائلين، الذين أصبح صوتهم يعلو فوق صوت أصحاب المحال مما جعلهم مهددين بإغلاق محلاتهم، وإشهار إفلاسهم بسبب الركود واحتلال الباعة الجائلين فضلًا عن المظاهرات التى جعلت الزبون ينصرف لميدان العتبة لبعدها نسبيًا عن مناطق التوتر والمظاهرات التى أصبحت سمة غالبة فى ميدان التحرير والشوارع المؤدية إليه. ويقول محمد حسين صاحب محل ملابس إن جميع محلات وسط البلد تعيش حالة ركود شديدة وتكبدت خسائر فادحة وتراكمت عليها الديون حتى إنه يتم إغلاقها فى الثامنة مساء خشية هجوم البلطجية لعدم وجود دوريات أمنية وهو ما يضطر أصحابها لحمل الأسلحة خوفا من سرقة المحلات التى تعرض كثير منها للسطو المسلح فى وضح النهار . ومن جانبه قال أحمد عوض صاحب محل عطور: امتنعت الزبائن عن التردد على المحلات التجارية بسبب ارتباط ميدان التحرير بالاعتصامات , مما أدى إلى حالة كساد شديد ونحاول عمل تخفيضات لجذب الزبائن التى فضلت عدم الاقتراب من الميدان. وأضاف أن له محلًا آخر فى أحد المولات التجارية بوسط البلد لم يختلف الحال عن حركة الأسواق خاصة بعد حريق مول طلعت حرب الأمر الذى جعل العديد من أصحاب التوكيلات فى أزمة فى ظل الكساد الذى أصاب الأسواق وأوضح أنهم كانوا يعتمدون على حيوية منطقة ميدان التحرير ووسط المدينة فى مبيعاتهم التى أصبحت الآن نقمة عليهم . «السياح قبل الثورة كانوا على قفا من يشيل».. كما يقول مصطفى العنانى صاحب بازار وأضاف: «الحال لا يسر عدوا ولا حبيبا ومصاريف المحل لا تقل عن 500 جنيه فى اليوم كهرباء وعمالة» وقال بدر حسين عبدالوهاب، صاحب بازار، إن الانفلات الأمنى خرب بيوتنا، وأثر سلبا علينا ، ونتج عنه انفلات أخلاقى وشكا من انتشار الباعة الجائلين، بالإضافة إلى أعمال الشغب والبلطجة. ويتذكر عبد الفتاح حسن –صاحب أحد مطاعم الوجبات الجاهزة- إنه تعرض لبعض المضايقات بسبب المظاهرات فى الميدان وغلقه، مشيرا إلى أن عمال الديلفرى لديه عملهم يتطلب التحرك كثيرا لتوصيل الطلبات ومن هنا تظهر المضايقات مضيفا أن المظاهرات الآن «أصبحت على الكيف « فأيام الثورة لم تتعد 18 يوما، وعلى الرغم من أن مطعمه كان مغلقا تماما فإنه لم يشعر بخسارة لأنه كان متضامنا مع الثورة، أما المظاهرات الآن مرفوضة لأنها بلا هدف واضح. ومن شكاوى الباعة الجائلين إلى عمال اليومية الذين شددوا على معاناتهم يؤكد ابراهيم السيد احد العمال ان العمالة المؤقتة أو عمال اليومية كما يلقبون يواجهون مصيرا مجهولا إذ أن الحد الأدنى من الدخل والذى يحفظ لهم الحياة الكريمة قد يبدو حلما صعب المنال خاصة لهذه الفئات من المجتمع والتى تمثل شريحة عريضة.