الأزمات العديدة والمتعاقبة على اتحاد الكرة المصرى ومنذ انتخاب مجلس الإدارة الحالى، جعلت البعض يطلق عليه «اتحاد الأزمات» والتى تفوق فيها على نظيره السابق برئاسة سمير زاهر والتى لم تشبه سوى حادثة مذبحة بورسعيد وبعض قضايا الفساد الإدارى والمالى، على عكس المجلس الحالى الذى أصبح السمة السائدة عنه هى قلة الخبرة والحيلة أمام المصاعب التى تواجههم، ويأتى على رأسهم جمال علام رئيس الاتحاد الذى لا يستطيع السيطرة على الأوضاع داخل الاتحاد ولا انهاء الصراعات بين أعضاء المجلس.المجلس الحالى منذ انتخابه كانت أولى أزماته هى عدم القدرة على تحديد موعد واضح لبدء مسابقة الدورى والذى جاء بعد مخاض كبير وضغوط أكبر من اللاعبين والأندية عبر وقفاتهم الاحتجاجية المتكررة أمام قصر الاتحادية تارة، حيث مقر الرئاسة، وأمام وزارة الرياضة تارة أخرى، وأمام اتحاد الكرة تارة ثالثة، ورغم أن الصورة كانت هلامية إلا أن المسئولين اضطروا أمام هذا الضغط تحديد أكثر موعد لبدء المسابقة ولكنها لم تكن تبدأ حتى اضطر الاتحاد لإقامتها استجابة للضغط الشعبى بنظام المجموعتين وفى وقت متأخر من الموعد التقليدى المحدد دائما لبدايتها كل موسم فى شهر أغسطس. الأزمة الثانية والتى تزامنت مع مشكلة موعد بدء الدورى.. بل كان لها تأثيرها الواضح على تعطل المسابقة أكثر من مرة، هى الألتراس وإثارتهم للعديد من الصدامات مع الأمن ومسئولى الرياضة واتحاد الكرة لرفضهم بدء المسابقة إلا بعد القصاص لشهداء مذبحة بورسعيد وتعرض للوم مسئولى الاتحاد ووزير الرياضة وقتها عدم التواصل الجيد مع هؤلاء الشباب للوصول لحلول وسط ومعرفة ما يدور داخل عقولهم لإدراك كيفية التعامل معهم حتى انتهت الأزمة بحرقهم لمقر الاتحاد، وهى التى تشكل وصمة عار ضد هذا المجلس فى تاريخه. وتتوالى الأزمات ما بين صدام عنيف مع النادى الأهلى بسبب مشكلة الرعاة لكل طرف وتمسك كل واحد منهم بوضع شعار الراعى الخاص به، فالأهلى رفض حضور المؤتمرات الصحفية التى كانت تعقب مباريات الدورى لأن شعار الراعى الخاص بالاتحاد كان يتم وضعه فى خلفية المديرين الفنيين الذين كانوا يتحدثون فى المؤتمر، وهو شعار شركة المحمول المنافسة للشركة الراعية للأهلى والذى كان يضع شعارها على «التشيرت» الخاص بفريقه. وأبدى كل مسئول شركة تمسكه بعدم ظهور شعار الشركة المنافسة فى إطار واحد وفى حالة عدم الالتزام تكون العقوبات المالية والمقاضاة القانونية هى طريقة التعامل مع الأهلى أو الاتحاد، وتغيب الأهلى عن حضور تلك المؤتمرات حتى توالت العقوبات المالية عليه من اتحاد الكرة تباعا، إلا أن ذلك لم يمنع استمرار الأهلى من عدم حضورها. وما بين أزمة أخرى بين الأهلى واتحاد الكرة لاحت فى الأفق مؤخرا أزمة انسحاب فريق الأهلى من بطولة كأس مصر رغم تهديدات الاتحاد بسحب رخصة الأندية المحترفة من النادى والتى تطور فيها الأمر لحد انسحاب «6» فرق أخرى كالإسماعيلى والمقاولون العرب وسموحة والداخلية وتليفونات بنى سويف وحرس الحدود، مما يؤثر على دخل المسابقة بشكل كبير. ومن ضمن الأزمات التى شهدها الاتحاد على مرور الشهور الماضية السعى الدؤوب لأعضاء مجلسه منذ فوزهم فى الانتخابات وسيطرة كل عضو على مقاليد الأمور بالجبلاية وانفراد كل واحد منهم بلجنة ما، فعصام عبد الفتاح سيطر على لجنة الحكام، وسحر الهوارى على الكرة النسائية والخماسية، حمادة المصرى على لجنة كأس مصر. وأراد كل عضو أن يكون له دور فى الحصول على جزء من «تورتة» الجبلاية سواء للظهور الإعلامى أو لاستفادات أخرى، وتطاحنوا فيما بينهم على نيل الإشراف على لجنة ما.. وأمام هذه الصراعات كان جمال غير مرئى وغير موجود ولم يكن له أى تأثير وردع للتصدى لذلك حتى وصفه البعض بأنه قليل الحيلة أمام جبروت الأعضاء ومن قبلهم الأندية. وأزمتان أخرتان ظهرا مؤخرا وأولها ملف انتخابات الاتحاد العرب المقرر لها نهاية شهر سبتمبر المقبل والذى لم يتم حسمه فى ظل الخلاف الدائربين أعضاء المجلس المنقسمين على أنفسهم على تسمية مرشح واحد لعضوية الاتحاد خلفا لسمير زاهر رئيس الاتحاد السابق والذى أعلن اعتذاره عن قبول دعوة الاتحاد بخوض الانتخابات هذه المرة نظرا لحالته الصحية، ودار الآن صراع بين جمال علام رئيس الاتحاد وعضوية محمود الشامى وأحمد مجاهد على الترشح للمنصب فى ظل دعوات بترشيح هانى أبو ريدة عضو المكتب التنفيذى للاتحادين الدولى والأفريقى، وهو ما أثار الخلاف بين الرباعى وهو أيضا ما دفع البعض لمحاولة إقناع الثلاثى بعدم الترشح خوفا على ضياع العضوية من مصر وتركها لأبو ريدة صاحب الخبرات والعلاقات الجيدة مع باقى الاتحادات العربية المختلفة. وثانى هذه الأزمات الجديدة والتى تشهد أيضا انقساما كبيرا بين الأعضاء هى عدم حسم موقفهم من قضية إلغاء الهبوط هذا الموسم خاصة مع اقترابه على النهاية، حيث بدأت بعض الفرق المهددة بالهبوط اتصالاتها مع عدد من المسئولين فى اتحاد الكرة برئاسة جمال علام للنظر فى ضوابط الهبوط هذا الموسم وإمكانية تغييرها فى ظل الأحداث الاستثنائية التى تعيشها الكرة المصرية وأن هذا الموسم لم يشهد تكافؤ للفرص. وآخر الأزمات طلت برأسها على اتحاد الكرة وتكاد تكون هى الأولى من نوعها بالجبلاية بعد الشكوى المستمرة للاعبى المنتخبات المختلفة ومنها المنتخب الكبير والشباب لتأخر صرف مستحقاتهم لشهور طويلة، حتى إن لاعبى المنتخب الوطنى قدموا شكوى رسمية لسمير عدلى المدير الإدارى للمنتخب تطالبه بالحصول على مستحقاتهم وإلا اللجوء لطرق أخرى.