ظلت إسرائيل تتباهى وتتفاخر بأنها تملك جهازاً استخباراتيًا لا مثيل له بالعالم، وصورت «الموساد» بأنه قلعة حصينة يصعب اختراقها وأنها تعرف كيف تجند الجواسيس فى دول العالم كافة ولكن من الصعوبة أن تخترقها الجواسيس.. حتى استفاق الغرور الإسرائيلى على صفعة عملاء العرب الإسرائيليين بين الذين أصابوا «الموساد» بضربات موجعة.. وفيما يلى رصد لأبرز هذه اللكلمات التى هزت تل أبيب. فى عام 2011 جاء الجاسوس الجندى المتقاعد آيلان جرابيل إلى مصر زاعماً أنه جاء للدراسة ومحباً للمصريين ، وبعده العربى الإسرائيلى الطباخ أحمد ضعيف وتبعهما آندريه فشنيسكوف الذى جاء إلى مصر متسللاً حدودها بزعم أنه لا يعترف بالنظام الصهيونى لهذا قرر أن يترك منزله بإسرائيل وأن يسكن فى مخيمات الدهيشة للاجئيين الفلسطينيين فى بيت لحم، ويجب ألا « ننسى طارق عبد الرازق» رجل الأعمال المصرى الذى جنده الموساد لتأسيس شبكة تجسس على مصر وهو الأمر الذى تكرر الأسبوع الماضى فى سيناء . أما الآن فقد انقلب الحال على جهاز الموساد الإسرائيلى ففى الوقت الذى انشغلت به إسرائيل بتجنيد عملائها من داخلها وخارجها للتجسس على الدول العربية المجاورة لها، ظهر من داخلها عملاء عرب إسرائيليون من الناحية الأخرى للتجسس ضد الموساد ، أشهر وأكبر مؤسسة للجاسوسية على مستوى العالم، أحدهم يدعى عثمان حسين وهو عميل عربى إسرائيلى عمل لصالح المتمردين السوريين والرئيس السورى بشارالأسد ونظامه وهجمات جيشه التى تتوالى على الشعب السورى من حين لآخر، واعتبرته إسرائيل اليومين الماضيين ظاهرة خطيرة على أمنها، محذرة من أن هناك احتمالات كبيرة بأن تزداد هذه الظاهرة خلال الفترة القادمة وأعربت عن مخاوفها من إنشاء مركز للعمل العسكرى العربى ضدها لصالح من تطلق عليهم الجهاد الإسلامى العربى. من جانبها ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية تمكنت مؤخراً من القبض على حسين عثمان العربى الإسرائيلى المنحدر من سكان طيبة والذى يبلغ من العمر 29 عاماً منذ ثلاثة أسابيع تقريباً وأنه اعترف أثناء سير التحقيقات أنه بالفعل تخطى الحدود السوريه الإسرائيلية وشارك فيما زعمت إسرائيل على أنه أعمال إرهابية ضد الشعب الإسرائيلى بالمشاركة مع نشطاء الجهاد العالمى لمدة خمسة شهور كاملة بدأن من شهر نوفمبر من العام الماضى واعتقل فور عودته إلى إسرائيل. وسبق حسين عثمان عربى إسرائيلى آخر يدعى ميلاد خطاب 26عاماً الذى اتهم فى سبتمبر الماضى بالتجسس لصالح حزب الله وتعقب الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريس فى عدة مناسبات لاغتياله وجمع معلومات استخباراتية عن جيش الاحتلال الإسرائيلى ، واثبتت جميع التهم التى أسندت إليه مؤخراً إدانته وحكم عليه بالسجن فى بادئ الأمر بالسجن لمدة عامين وبعد ذلك لمدةسبع سنوات، وهو لدى إسرائيل الآن فى عداد الإرهابى اليهودى الخائن ، وظاهرة فريدة من نوعها قلبت الموازين فبعد أن كان هناك « إرهابى عربى» على حد زعمها أصبح هناك مولود جديد للإرهاب وهو المولود اليهودى. أيضًا سبق عثمان فى مسلسل المتمردين اليهود الجندى الأمريكى أريك هارون الذى تحول من جندى كان يخدم فى الجيش الأمريكى ما بين عامى 2000 و 2003 إلى عضو فى أحد ميلشيات المتمردين المسلحة بسوريا التى تعدها إسرائيل من أخطر الجماعات الجهادية هناك، وانتهى الأمر بإلقاء القبض على أريك بعد عودته إلى الولاياتالمتحدة، واتهمته السلطات الأمريكية باستخدام أسلحة الدمار الشامل خارج أمريكا وهى جريمة أقصى عقوبتها هى السجن مدى الحياة. ووفقاً للائحة الاتهام فقد جاء إيريك إلى سوريا شهر يناير الماضى من هذا العام وخاض مجموعة من الحروب ضد جيش بشار الأسد إلى جانب جماعة ميلشيا النوصرة التى تهاجم قوات الأسد ب «الآر بى جى». وكما ظهر أيضاً فى الأيام الماضية عملاء آخرون من عرب إسرائيل تجسسوا لصالح الموساد على مصر وسوريا التى تعتقد إسرائيل أنهما مصدر قلق ومهددتان للأمن الإسرائيلى،وقبل أيام تم ضبط شبكة تجسس إسرائيلية فى سيناء تضم عملاء مصريين وفلسطينيين بدأت فى عملها منذ أربعة أشهر، والمتهم الرئيسى فى هذه الشبكة من سكان رفح و اعترف بتورط ثمانية آخرين معه لتمرير المعلومات العسكرية إلى إسرائيل بتسجيل جميع المكالمات الهاتفية التى وفرتها له شركة هواتف إسرائيلية تدعى « أورانج « مما يثبت التهمة أكثر على إسرائيل . كما قدمت السلطات اليمنية مؤخراً من العاصمة صنعاء لائحة اتهام موجهة ضد عميل موساد عربى يهودى يدعى «أبراهام درحى»الذى يبلغ من العمر 24 عاماً واتهمته بإنشاء شبكة تجسس لصالح الموساد فى اليمن ، ولهذا ألقت الشرطة القبض عليه بتهمه التجسس وهو محتجز الآن هناك ولم تتلق إسرائيل أية معلومات رسمية حول هذه القضية. ودرحى هو مواطن يهودى ولد فى اليمن ترعرع وسط عائلة يهودية تعيش داخل أصغر الجاليات اليهودية اليمنية والذين مازالوا محتجزين هناك وهاجر إلى إسرائيل فى السنوات الأخيرة وعمل بها مهندس كومبيوتر ، وخلال هذه الفترة أخضعه الموساد لخدمته واستدرجه مادياً ومعنويا ، واعترف درحى مؤخراً أثناء تحقيق السلطات اليمنية معه أنه بالفعل تجسس لصالح الموساد الإسرائيلى وقدم لوزراة الدفاع معلومات استخباراتية عن اليمن.