بعد تعرضها لحريق جزئى مؤخراً، ثارت المخاوف من تعرض حديقة الحيوان للإهمال أو تراجع أهميتها كقبلة للزائرين من شتى ربوع مصر الذين يعتبرونها منذ أكثر من 120 عاماً مقصداً مميزاً للتنزه أثناء الأعياد والمواسم والعطلات الرسمية.. «أكتوبر» قامت بزيارة إلى حديقة الحيوان بالجيزة، والتقت مع د. فاطمة تمام رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، للوقوف على آخر التطورات بالحديقة عقب الحريق الأخير.. تقول د. فاطمة تمام رئيس الادارة المركزية لحدائق الحيوان: إن الحريق الذى اندلع فى الآونة الأخيرة داخل الحديقة وقع فى منطقة الخردة والأخشاب القديمة خلف بيت الزواحف وأن قوات الحماية المدنية والعاملين بالحديقة قاموا بإخماد الحريق ولم يسفر عن اية إصابات بشرية أو اصابات فى الحيوانات. وأشارت إلى وجود خطة يجرى تنفيذها حالياً لإعادة حديقة الحيوان بالجيزة إلى التصنيف الدولى تمهيداً للانضمام إلى الاتحاد الدولى لحدائق الحيوان، فالحديقة الآن عضو بالاتحاد الأفريقى منذ عام 1908. وقد افتتح د. صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة المرحلة الأولى من تطوير الحديقة بتكلفة 3 ملايين جنيه وتشمل المتحف والجبلاية بالإضافة إلى اعتماد مخطط وطنى لتطوير الحديقة خلال المرحلة المقبلة للحفاظ على أصول الحديقة واستثماراتها. كما وافق الوزير على خطة التطوير الثانية للمتحف الحيوانى الذى يضم هياكل 4 آلاف محنط من الحيوانات النادرة ويتم عرضها فى المتحف الحيوانى لما له من أهمية تعليمية وثقافية وترفيهية. وأضافت د. فاطمة تمام أن مشروع المتحف الحيوانى يعد أكبر مشروع ثقافى يختص بعالم الحيوان ويضم مقتنيات نادرة من الهياكل العظمية للحيوانات المهددة بالانقراض والنادرة بالإضافة إلى الهدايا القديمة التى تلقاها عدد من زعماء مصر من خلال الحقبة الملكية وتم إهداؤها إلى الحديقة لحمايتها من التلف وهذا سيسهم فى زيادة إيرادات الحديقة وجذب رواد جدد لها، وعقب الانتهاء من المرحلة الثانية سيتم البدء فى المرحلة الثالثة من صيانة للكوبرى المعلق الذى بناه المهندس إيفل عام 1911 وتجديد وصيانة جبلاية القلعة والشمعدان والكشك اليابانى. وتشير د. فاطمة تمام إلى أنه فى غضون ستة أشهر أو سنة على الأكثر سوف يتم افتتاح مستشفى بيطرى لعلاج الحيوانات بالأجهزة الحديثة وتشمل الأشعة والسونار وأجهزة تخدير حيث توجد الآن بالحديقة عيادة على أعلى مستوى لعلاج الحيوانات واستقبلت حديقة الحيوان بالجيزة «أسداً أبيض» هدية بالإضافة إلى «كورو كبير» «وجنو» و «يوجا ايلاند» بالإضافة إلى انضمام 3 زرافات جدد منذ فترة قصيرة وتعد الحديقة من أعرق حدائق الحيوان على مستوى العالم، حيث نشأت فى المكان الذى كان مخصصاً لحرملك إسماعيل باشا عام 1830 ثم أدارها ستانلى فلور من عام 1898 إلى 1924 وكانت مجموعات الطيور وبعض أنواع الثدييات مجموعة خاصة للخديو ولا يسمح بأن يشاهدها أحد ولكن سطعت فكرة إنشاء حديقة الحيوان وإتاحتها للجمهور أثناء التجهيز لافتتاح قناة السويس فى عام 1869وفطن الخديو إسماعيل إلى فكرة اختيار مجموعة من الحيوانات وعرضها فى حديقة قصر الجزيرة ( الآن فندق ماريوت بالزمالك) وكانت الحديقة الخاصة فى الجزيرة تحتوى على حوض أسماك ضخم أثار إعجاب كل من شاهده كما ضمت اقفاصاً طويلة لأزواج من الطيور النادرة والمتنوعة وبمجرد انتهاء مراسم الزيارات الرسمية للحديقة أتيحت للجمهور. وفى عام 1889 منح الخديو توفيق بن إسماعيل حوالى خمسين فداناً كانت تخص حدائق قصر والدته -قصر الوالدة باشا بالقرب من الأورمان لتصبح مقراً لعرض الحيوانات وبذلك وضع حجر الأساس لحديقة الحيوان وفى عام 1891 قررت الحكومة اتاحة الحديقة للجمهور وتم ضم سلامليك الخديو إلى المساحة فوصلت الحديقة إلى ثمانين فداناً وفى عام 1906 تم بناء أول متحف للحياة الطبيعية فى مصر داخل حديقة الحيوان بالجيزة ويحتوى على مجموعة من أندر الزواحف المحنطة وغيرها من الطيور والحيوانات المنقرضة. وفى عام 1924 فى عهد الملك فؤاد الأول أضيف إلى الحديقة الكشك اليابانى بمناسبة زيارة ولى عهد اليابان الأول لمصر ويحتوى على مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة التى تسرد تاريخ حديقة الحيوان منذ إنشائها وبلغ عدد زوارها فى أول عام 1891 حوالى 24 ألف زائر برسم دخول قرشين صاغ فقط، ثم خفضت إلى نصف قرش لتسهيل الدخول إلى الطبقات الدنيا، والآن تصل أعداد الزائرين لحديقة الحيوان فى الأعياد والمواسم إلى 90 ألف زائر يومياً.