"تعتبر الأقدم في الشرق الأوسط"، وسُميت "جوهرة التاج لحدائق إفريقيا".. إنها حديقة حيوان الجيزة التي شب حريق ضخم بها، اليوم الأحد، قبل أن تتمكن 20 سيارة تابعة لقوات الحماية المدنية للسيطرة عليه، بعدما أمسكت النيران بعدد من الأشجار داخلها، وأثارت أسئلة حول كيفية تأمين الحديقة التي تضم بين جنباتها ثروة حيوانية ونباتية. ورغم تأكيد على عبد الرحمن، محافظ الجيزة، أنه لا يستطيع الجزم بأن الحريق تم بفعل فاعل، قال اللواء أسامة سليم، رئيس هيئة الخدمات البيطرية بالحديقة التابعة لوزارة الزراعة، إن الحريق نتج عن إلقاء أحد المواطنين سجائر مشتعلة على الأخشاب التى تم تقطيعها من أشجار الحديقة. وتأسست حديقة حيوان الجيزة، التي تبلغ نحو 80 فدانًا، عام 1891، وتعتبر أكبر حديقة للحيوانات بمصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات بأفريقيا كانت تسمى "جوهرة التاج لحدائق الحيوان" في القارة السمراء. وأمر بإنشائها الخديو إسماعيل، إلا أنها افتُتحت في عهد نجله توفيق عام 1891، واقتصرت حينها على عرض أزهار ونباتات مستوردة غير الموجودة في الطبيعة المصرية، كما تحوي متحف تم بناؤه عام 1906، ويحوي مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة. ويقدر عدد زوار الحديقة بنحو مليوني زائر سنوًيا، ويوجد بها حاليًا نحو 6 آلاف حيوان من نحو 175 نوعًا، بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية، ويقدر قيمة الحيوانات التي تضمها بنحو 15 مليار جنيه، حيث تضم ثدييات وطيورا وزواحف بأنواعها المختلفة في 14 منطقة تمثل 360 جنسًا مختلًفا ويصل عددها على أكثر من مائة نوع. وشهدت الحديقة في السنوات الأخيرة أحداثًا مشهودة بداية من قتل أسدين حارسًا في عام 1993 بعدما ترك الباب الخارجي لقفصهما مفتوحا وهو يطعمهما وتم قتلهما بالرصاص فيما بعد، وبعدها داس فيل على حارس آخر وقتله. كما تم إغلاقها في 19 فبراير 2006 خوفًا على الحيوانات والطيور من الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور، لكن أعُيد افتتاحها في 24 أبريل من العام ذاته، كما شهدت ذبح جملين مغربيين ليلاً عام 2007، وسرقة أجزاء منهما وتبين أن وراء الحادث جزارًا يدعى علي عاطف عبدالحميد "25 سنة" بهدف الاستيلاء علي أكتافهما للاتجار في لحومهما، بعد شائعات عن قتلهما بهدف استخدامها في أعمال "السحر الأسود". ورغم أن تاريخ حديقة حيوان الجيزة يعود إلى عهد توفيق، إلا أن مصر عرفت حدائق الحيوان منذ أيام الفراعنة، حيث كان الملوك والأفراد يخرجون لصيد الحيوانات والطيور وكانوا يحتفظون بها في قصورهم للعرض والزينة، كما شهدت مصر بعهد محمد على أول عرض مكشوف للأسود حيث وضع عددًا منها في حفرة كبيرة أمام قلعة القاهرة بالمكان التي أقيمت فية دار الدفتر خانة القديمة وكان المواطنون يشاهدونا من أعلى الحفرة ويلقون إليها بغذائها من اللحوم، وقد اشتهرت باسم "مسبعة القلعة".