تعد أمراض القلب من أكثر الأمراض انتشارًا فى الدول المتقدمة والدول النامية على السواء و هى من أكثر أسباب الوفاة فى العالم، ولذلك فإنه من الضرورة معرفة الأعراض الأولية والمضاعفات لأمراض القلب بالعموم من منطلق بدء العلاج مبكرا لتحسين النتائج. وقال د.حسام المصرى أستاذ أمراض القلب و الأوعية الدموية بمعهد القلب القومى إن أهم أعراض مرض القلب هو ألم فى الصدر وصعوبة التنفس وتورم الكاحلين والخفقان، غير أنه أكد على أهمية تحديد طبيعة ألم الصدر الذى ينشأ عن مرض القلب، وكذلك مقدار ضيق التنفس الذى يعتبر طبيعيا ومتى يكون تورم الكاحل طبيعيا وماهى طبيعة الخفقان الذى يحدث كنتيجة لمرض فى القلب. وأضاف المصرى بالنسبة لألم الصدر فإن عضلة القلب تستمد تغذيتها الدموية واحتياجاتها من الأكسجين عن طريق الشرايين التاجية، وهذه الشرايين قد تضيق أو تسد فيؤدى ذلك إلى حرمان هذا الجزء من عضلة القلب الذى يغذيه الشريان المصاب من الحصول على التغذية الدموية الكافية ولذلك يشعر المريض بألم فى صدره. وقال د. حسام إنه إذا ضاق أحد الشرايين التاجية فقد يكون قادرا على تغذية عضلة القلب بمقدار كاف من الدم أثناء الراحة ولكن أثناء المجهود تصبح كمية الدم غير كافية وبالتالى يشعر المريض أنه فى حالة جيدة أثناء الراحة، ولكن إذا تجاوز مجهوده حداً معيناً يبدأ فى الإحساس بالألم فى صدره «الذبحة الصدرية» وغالبا ما يشعر مريض الذبحة الصدرية كأن صدره قد طوق بحزام ضاغط وقد يمتد الألم إلى الرقبة وأحيانا إلى الفك أو اللثة، وقد تتأثر الذراع اليسرى أو اليمنى بالألم وقد يشعر المريض بالألم فى الصدر من الخلف أو من الأمام. وذكر د.حسام أن القلب عبارة عن مضخة من الممكن أن تضعف فاعليتها مما يؤدى إلى أن يصبح معدل ضربات القلب أسرع أو أبطأ من الطبيعى، وقد يحدث فى بعض الأحيان أن تمرض عضلة القلب ذاتها فلا تستطيع أن تنقبض بكفاءة كما ينبغى وهو ما يسمى «اعتلال عضلة القلب» Cardiomyopatly.مشيرًا إلى انه فى أحيان أخرى لا يكون ألم الصدر مرتبطا بمرض فى القلب ويشعر المريض بهذا الألم كأنه طعنة سكين، وعادة ما يكون فى الجانب الأيسر من الصدر وقد يمتد إلى الذراع اليسرى ولكنه لا يصل أبداً إلى الرقبة أو الفك، وقد يأتى الألم بعد المجهود ويستمر لمدة نصف ساعة أو لمدة ساعات على الرغم من أن المريض يكون قد استراح، وقد يكون هذا النوع من الألم مرتبطاً بالانفعالات وعادة ما يزول الألم بسرعة بمجرد أن يؤكد الطبيب للمريض أن قلبه سليم. وأوضح أستاذ القلب أن ألم الصدر نتيجة لأمراض أخرى غير القلب قد ينشأ وفى هذه الحالة يكون الألم مختلفا تماماً، وأكثر هذه الأمراض شيوعاً هو «الالتهاب البلورى» أى التهاب الغشاء البلورى الذى يغطى الرئتين ويبطن جدار الصدر من الداخل وينتج الالتهاب البلورى فى العادة نتيجة لإصابة الرئة بعدوى الالتهاب الرئوى أو أحياناً بسبب جلطة دموية فى الرئة انسداد رئوى ويصيب الألم الناتج عن التهاب البلورى أحد جانبى الصدر ونادراً ما يصيب الجانبين معا وعادة ما يصيب المريض بالسعال والذى يزيد من شدة الألم. وأضاف: ألم الصدر قد تسببه أمراض المرىء وأحيانا يكون من الصعب التمييز بين الألم الناتج عن مرض فى القلب وذلك الناتج عن مرض فى المرىء، وكثيرا ما يكون أساس المشكلة هو شرب محتويات المعدة ورجوعها إلى المرىء. و عن الوقاية فقال د. حسام أن التغييرات فى نمط الحياة التى قد تكون مفيدة فى أمراض القلب التاجية تتضمّن التحكم فى الوزن، الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائى صحى وقد أوصى الأطباء على مدى السنوات ال 50 الماضية، بضروروة الحد من الأطعمة الحيوانية والزيادة فى الأطعمة النباتية واستهلاك زيت السمك لزيادة كمية الأوميجا 3.