كانت بداية الأحداث عندما رفع رئيس محكمة جنايات الإسكندرية جلسة نظر محاكمة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين فى الإسكندرية بعد نشوب مشادات بين عدد من المحامين داخل قاعة المحكمة.. وتوقف نظر القضية أكثر من نصف ساعة، ثم تم إخراج المتهمين من القفص، وعندما حاول اللواء ناصر العبد، مدير المباحث، سؤال رئيس المحكمة عن استمرار وجود المتهمين فى القفص من عدمه احتج المحامون بشدة ورددوا هتافات تندد بوزارة الداخلية والقضاء. وقال نشطاء ل «أكتوبر»: «إن بداية الأحداث جاءت بعد خروج والد أحد الشهداء من باب المحكمة، وندائه على المتضامنين معهم أمامها وقوله «الحقوا المحامين بيتضربوا».. وبعدها وقعت اشتباكات بين متضامنين والأمن المركزى بسبب منع الأمن المركزى دخول المتضامنين لمساندة المحامين». ومع تصاعد الاشتباكات داخل المحكمة وخارجها، أعلنت هيئة المحكمة تنحيها عن نظر القضية وإحالتها إلى محكمة الاستئناف لتحديد دائرة أخرى لنظرها. واستمر محيط المحكمة يشهد حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، قام خلالها الطرفان بتبادل التراشق بالحجارة، وأشعل المحتجون عددا من صناديق القمامة أمام المحكمة، فيما قامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وسط هتافات «الشعب يريد تطهير القضاء، الداخلية بلطجية، وبعودة ليلة أبوكم ليلة سودة». وفيما حرق المتظاهرون 3 سيارات تابعة لقوات الشرطة، دفعت مديرية الصحة ب 4 سيارات إسعاف إلى محيط الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين على الكورنيش بمنطقة المنشية أمام مجمع المحاكم. وكانت قوات الأمن المركزى قد عززت تواجدها بمحيط المحكمة، بنحو 6 تشكيلات عبر 12 سيارة أمن مركزى و4 سيارات مصفحة، وعدد من سيارات الشرطة والدفاع المدنى. اتساع الدائرة ثم اتسعت دائرة الاشتباكات بين الجانبين حتى وصلت إلى منطقة سعد زغلول، بدءا من محيط محكمة جنايات الإسكندرية.. وقامت قوات الأمن باحتجاز عدد من المشاركين فى الاحتجاجات بمدرعات وسيارات الترحيلات التابعة للأمن، فيما استمر التراشق بالحجارة والغاز المسيل للدموع بطول الكورنيش بين منطقة المنشية وحتى محطة الرمل. وقام المحتجون بإحراق عدد من الإطارات وبعض المحتويات واستخدام حواجز من سلات القمامة بعد إحراق محتواها للحيلولة بين فريقى الاشتباك، ومنع السيارات المصفحة من تخطى تلك الحواجز. وقد تضاربت الأقوال حول عدد الذين ألقى القبض عليها أثناء الاشتباكات. ففى حين قال النشطاء إن قوات الأمن المركزى ألقت القبض على 70 متظاهرا على خلفية الاشتباكات، إلا أن مدير مباحث الإسكندرية، ناصر العبد، قال إنه تم القبض على أكثر من 20 متظاهرا مثيرًا للشغب أغلبهم تحت سن 19 سنة. وقد أطلق نشطاء تحذيراً من هجوم مجموعات «مجهولة» على المحكمة البحرية بالإسكندرية واقتحامهم لها، وقيامهم بحرق كراسيها وملفات خاصة بدعاوى قضائية، والذين قال النشطاء إنهم يتبعون للأمن وأنها محاولة لتشويههم على غرار ما حدث بحريق المجمع العلمى خلال أحداث «مجلس الوزراء»، وما لبثت قوات المطافىء أن وصلت إلى المكان وسيطرت على الحريق.. وعادت قوات من الأمن المركزى إلى المحكمة لتأمينها بعد انسحابها من أمامها. كفاية وقد أدانت حركة كفاية بالإسكندرية اعتداءات قوات الأمن المركزى ضد أهالى الشهداء والمتظاهرين أمام محكمة الإسكندرية، حيث قام الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين أمام المحكمة واستخدام العصى والهراوات لضرب أهالى الشهداء والشباب المتظاهرين، والذى رأته الحركة إعادة متطابقة لعهد ممارسات حبيب العادلى أثناء نظام المخلوع مبارك. وقال عبد الرحمن الجوهرى، منسق حركة كفاية بالإسكندرية، إن ما حدث يشير إلى حقيقة وحيدة مؤكدة، وهى أن الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين قد وجدوا ضالتهم فى تعيين محمد إبراهيم يوسف، الوزير الحالى للداخلية، حيث وجدوا فيه شبيهاً لحبيب العادلى الذى يريدونه حامياً لنظامهم الطائفى ورادعاً لقوى الثورة والمتظاهرين الذين يعارضون ويهتفون ضد نظام الإخوان ومرشدهم باستخدام كافة وسائل القهر والعنف،وأضاف الجوهرى أن ما حدث اليوم من عنف تجاه أهالى الشهداء يؤكد أن ما يعلنه رئيس الدولة وجماعته من تبنيهم لقضية القصاص للشهداء ما هو إلا محض كذب وأن ممارسات الجماعة والأجهزة الأمنية - مؤخراً - تثبت أن تلك الجماعة هى التى تقود الثورة المضادة وتسعى إلى إجهاض أهداف الثورة وقضية القصاص. واختتم الجوهرى بيانه قائلًا:«نؤكد لهم أن محاولاتهم تلك محكوم عليها بالفشل الذريع لأن الثورة المصرية لها شعب يحميها وأن القصاص من رموز النظام البائد ومن النظام الحالى عن كافة الجرائم لن يسقط بالتقادم.. ولن يسمح الشعب المصرى لأى ممارسات سلطوية أو قمعية تنال من حريتهم وكرامتهم التى اكتسبوها بالدم فى ثورة 25 يناير المجيدة». الألتراس أما يوم الاثنين 14/1 شهدت الإسكندرية نوعا آخر من الأحداث الساخنة حينما احتشد المئات من أعضاء ألتراس أهلاوى بالإسكندرية، أمام مديرية أمن الإسكندرية، للمطالبة بنقل جلسة النطق بالحكم على المتهمين بحادثة استاد بورسعيد، إلى أكاديمية الشرطة، كما انضم إليهم أعضاء حركة شباب 6 إبريل احتجاجًا على اعتقال عدد منهم على خلفية اشتباكات محكمة جنايات الإسكندرية. وكانت مديرية أمن الإسكندرية قد شددت إجراءاتها الأمنية تحسبًا لأى أعمال عنف، فيما اصطفت سيارات الأمن المركزى فى محيط مبنى المديرية، كما قامت المدرعات بغلق الشوارع الجانبية المحيط بالمديرية. ولكن ولحسن الحظ أن الأحداث لم تتطور أكثر من ذلك، فبعد عدة دقائق من الهتاف المتواصل والحركة الدائمة واطلاق بعض الشماريخ، وترديد الهتافات المناوئة لوزارة الداخلية، والتهديد بالتصعيد إذا لم يتم إصدار حكم بالقصاص من المتهمين يوم 26 من الشهر الحالى أنهى أعضاء الألتراس تظاهرهم أمام المديرية. وفى نفس الوقت وطوال الأسبوع الذى وقعت فيه هذه الأحداث لم تتوقف اجتماعات القوى السياسية المختلفة بالمدينة للتنسيق حول أسلوب إحياء ذكرى ثورة 25 يناير،والتى تبلورت فى النهاية عن اتفاق هذه القوى والتى تضم أحزاب الدستور والتيار الشعبى والتحالف الشعبى والمصرى الديمقراطى ومصر القوية وحركات كفاية و6 أبريل وغيرها من القوى السياسية المدنية. فيما أعلن منسق حركة كفاية أن الحركة سوف تشارك بالطبع فى احتفالات ذكرى ثورة 25 يناير مع بقية القوى السياسية، مضيفًا أن الاجتماعات التى شاركت فيها الحركة طوال الأسبوع الماضى مع بقية القوى السياسية أسفرت عن تنسيق كامل بين القوى السياسية التى اتفقت على النزول فى كل ميادين الاسكندرية التى تعتبر رمزا للثورة وذلك للمطالبة بتحقيق مطالب الثورة والتى لم تتحقق حتى الآن وأهمها الثأر للشهداء وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأضاف أن المسيرات الرئيسية ستبدأ من ميدان مسجد القائد إبراهيم وهو ميدان الثورة بالإسكندرية، كما يمكن أن تنطلق مسيرات أخرى من أمام كنيسة القديسين ومن ميدان قصر رأس التين لتلتقى فى النهاية فى مكان واحد للمطالبة بتحقيق مطالب الثورة. الدستور يشارك وقال م. هيثم الحريرى مسئول التنظيم بحزب الدستور بالإسكندرية إن الحزب سوف يشارك مع باقى القوى السياسية فى الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، وأضاف أن المسيرات ستنطلق اليوم من ميدان الثورة وهو ميدان مسجد القائد إبراهيم بعد صلاة الجمعة، كما ستنطلق من أمام كنيسة القديسين بعد صلاة الجمعة أيضا، وستشارك كل القوى السياسية المدنية بالإسكندرية فى المسيرات لتتقابل بعد ذلك فى منطقة ستتحدد وفقا لمتغيرات الموقف، وهناك اتجاه للاعتصام فى نهاية اليوم. وأضاف هيثم الحريرى قائلا إن أهدافنا هى القصاص للشهداء وتعديل الدستور والبعض يطالب بإسقاط هذا الدستور، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتطبيق حد أقصى وحد أدنى عادل للأجور، ونطلب تقديم ضمانات لنزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة خاصة أن الاستفتاء على الدستور أعطانا مؤشرات لإمكانية تزوير الانتخابات البرلمانية،ونحن ملتزمون بما تطلبه جبهة الإنقاذ من ضمانات وعلى استعداد لمقاطعة الانتخابات لو رفض النظام تقديم الضمانات الكافية لنزاهة الانتخابات،خاصة أن كل ما كان يتم أثناء حكم مبارك يتم استنساخه الآن بكل تفاصيله. وقال إن أعضاء من روابط الألتراس سينزلون معنا اليوم وسنكون معهم غدا فى قضيتهم كما يقررون. محمود الخطيب المتحدث باسم حركة 6 أبريل بالإسكندرية قال ل «أكتوبر» سوف ننزل يوم 25 يناير لاستكمال أهداف الثورة وليس للاحتفال، مطالبنا كانت عيش حرية عدالة اجتماعية، ودستور يعبر عن كل المصريين وليس جماعة وحتى الآن لم يتحقق شىء، سننزل نطالب بالقصاص وبإسقاط الدستورالمعيب الذى يمثل جماعة الإخوان المسلمين فقط وسننزل لإقالة الحكومة. ضحكوا على الناس وأضاف الخطيب قائلا،ضحكوا على الناس بقولهم نعم للاستقرار والحال كل يوم أسوأ، وأضاف البطالة مازالت موجودة والتعليم مازال سيئا والمرور سيئ والشوارع مغلقة من غير نظام والقمامة تزيد والبلطجية فى الشوارع والأسعار بالطبع تزيد كل يوم علشان كدا هننزل يوم 25 من أجل القضاء على الظلم والفساد والبطالة ومن أجل عودة الأمن والاستقرار. وقال لقد نسوا كل أهداف الثورة التى ثار الشعب من أجلها وهى العيش والحرية والكرامة والعدل، ويستخدمون نفس سياسة المخلوع لذلك فلن نسكت على ذلك أبدًا علشان كدا هننزل بكل قوة يوم 25 يناير لاستكمال أهداف الثورة التى نسوها وطبعا حق الشهيد فمن خالد سعيد إلى الآن لم يرجع حق الشهيد بل يزيد الشهداء كل يوم. وقال إننا سننزل يوم 25 يناير من ميدان مسجد شرق المدينة ومن ميدان مسجد القائد إبراهيم وستنزل كل حركة من ميدان لتلتقى فى النهاية فى مكان سيحدد وفقا لمتغيرات الأحداث وذلك لاستكمال الثورة وتحقيق أهداف الثورة التى لم تتحقق إلى الآن. النظام لم يسقط وائل سمير من حركة (كلنا خالد سعيد نعم للحرية)، قال: بالطبع سوف نشارك فى مسيرات اليوم لتحقيق عدة مطالب أهمها إسقاط النظام الذى لم يسقط حتى الآن واستكمال الثورة التى لم تستكمل أيضا حتى الآن، وقال سنتحرك من عدة ميادين أهمها مسجد القائد إبراهيم وميادين أخرى بالإسكندرية لنلتقى فى النهاية عند مبنى الإذاعة والتليفزيون بمنطقة باكوس لإعلان أهدافنا وتحقيقها ولاستكمال الثورة التى لم تكتمل، وأضاف نحن ندعو كل مصرى إلى النزول يوم 25 يناير لتحقيق أهداف ثورتنا التى لم تتحقق حتى الآن. من جانبها لم تعلن رابطة ألتراس النادى الأهلى مشاركتها يوم 25 يناير بشكل رسمى، ويقول محمد تمبولى المتحدث باسم ألتراس الأهلى بالإسكندرية من يريد المشاركة من أعضاء الالتراس بشكل فردى فليشارك، ولكننا كمجموعة لن نشارك بشكل رسمى لاننا ليس لدينا انتماء سياسى أو حزبى ومن ينزل سيمثل نفسه ولن يمثل الألتراس، فنحن لدينا هدف آخر وهو القصاص العادل للشهداء وسنقوم بالاحتشاد غدا أمام المحكمة أثناء النطق بالحكم فى قضية مذبحة بورسعيد، لنطالب بالقصاص العادل،وهناك أكثر من ثلاثة آلاف عضو بالألتراس سيتجهون إلى القاهرة وقد يزيد العدد على ذلك، فهذه قضيتنا الأساسية التى نعمل من أجلها الآن. ميادين الثورة عدة ميادين بالإسكندرية أصبحت رمزا للثورة، ومنها ميدان المنشية وتحديدا من أمام محكمة الحقانية، وميدان قصر رأس التين والذى استمع فيه الثوار يوم 11 فبراير عام 2011 لأهم حدث من أحداث الثورة والذى كان هو المشهد الرئيسى لنجاح الثورة وهو خبر تنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، بعد أن تجمع المتظاهرون فى ذلك اليوم من جميع أنحاء الإسكندرية وقرروا الاعتصام بهذا الميدان، وهناك أيضاً ميدان فيكتوريا بشرق الإسكندرية والذى شهد انطلاق الكثير من التظاهرات فى الفترة الماضية، وميدان مسجد سيدى جابر والذى كان مقرا لتجمع المتظاهرين القادمين من جميع أنحاء الإسكندرية، وكذلك الميدان المواجه للمنطقة العسكرية الشمالية والذى شهد الكثير من أحداث الثورة. أما أهم ميادين الإسكندرية على الإطلاق والذى يعتبر ميدان تحرير الإسكندرية ونقطة الانطلاق للثورة بها فهو ميدان مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل بوسط الإسكندرية، ومسجد القائد إبراهيم من أشهر مساجد الإسكندرية وقد أقيم هذا المسجد عام 1948 فى الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا بن محمد على باشا والى مصر السابق ومؤسس العسكرية المصرية الحديثة، وقام بتصميم المسجد مهندس إيطالى الأصل وهو (ماريو روسى) وقد شغل منصب كبير مهندسى الأوقاف عقب مسابقة أقيمت لذلك وأصبح القائم على أعمال القصور والمساجد فى عهد الملك فؤاد الأول وكان قد جدد قبل ذلك واحدًا من أعظم مساجد الإسكندرية وهو جامع المرسى أبو العباس. ومسجد القائد إبراهيم قيمة فنية وتاريخية مهمة جدا حيث يتميز بمئذنة رشيقة مرتفعة تطل على البحر مباشرة، بالإضافة إلى العديد من الزخارف التى ترجع إلى عصور مختلفة، فهو مزيج من العمارة الإسلامية فى العصر الفاطمى بزخارفها النباتية على الجدران والحوائط الجانبية، والطراز العثمانى فى المساجد المعلقة فإن المسجد يحوى تاريخ نضال المدينة وأهلها من أول يوم ولد فيه عام 1948، وهو العام الذى شهد هزيمة الجيوش العربية مجتمعة أمام عصابات الكيان الصهيونى، وبداخله تشكلت لجنة على مستوى الجمهورية سميت «لجنة الدفاع عن القدس». وقد شهدت ساحة ميدان المسجد كل المؤتمرات الجماهيرية المنددة بالاحتلال الصهيونى لفلسطين، كما شهدت أيضا انتفاضة جماهير الإسكندرية دفاعا عن الشعب الأفغانى إبان الغزو السوفيتى عام 1979، فبدأت المسيرات الحاشدة من كلية الهندسة حتى مسجد القائد إبراهيم، وأحرق فيها علم الاتحاد السوفيتى. ومع بداية الثورة، كان هذا الميدان هو رمز الثورة والذى انطلقت منه كل أحداثها بالاسكندرية ومازال يلعب هذا الدور حتى الآن.