يبدو أن الأحوال الجوية أبت أن تترك حكومة الدكتور هشام قنديل الجديدة دون تهنئتها، على طريقتها الخاصة، فأعلنت الرياح حالة من العواصف والأعاصير، سادت معظم أنحاء الجمهورية ، نهاية الأسبوع الماضى، تلاها سقوط أمطار على كافة بقاع مصر، ولم يكن للقاهرة نصيب كبير منها مثل المحافظات الشمالية، كالإسكندرية ومرسى مطروح وشمال سيناء، ورغم ذلك فإن القاهرة غرقت « فى شبر ميه» أسف للخطأ، فهى فى الحقيقة غرقت فى أقل من 2 سم من مياه الأمطار التى سقطت عليها أيام الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وأصيبت جميع شوارعها بالشلل، وتحول معظم محاورها إلى برك ومستنقعات، وقفت أمامها سيارات الصرف الصحى التابعة للمحافظة عاجزة عن إزالتها، وتكدست السيارات فى كافة الشوارع، وحاول رجال المرور حل الأزمة دون جدوى لان برك المياه قد أثرت سلبا على حركة السيارات ، ولم يبال السادة المسئولون بالأمر، وكأن تحذيرات الأرصاد الجوية التى صدرت قبل حدوث التقلبات الجوية وسقوط الأمطار كانت تستهدف بلادًا أخرى مثل بلاد « واق الواق» أو تستهدف مسامع مسئولين فى دولة أخرى غير جمهورية مصر العربية، فرغم التحذيرات المتتالية تركت الحكومة الأمر عملا بالمثل القائل «وقت الله يعين الله» لنفاجأ جميعا أننا ما زلنا أمام مستنقعات مياه الأمطار التى كنا تعودنا عليها فى العهد البائد، وكان المسئولون فى الحكومة الجديدة يرغبون فى إرسال التهنئة للشعب المصرى بمناسبة أعياد رأس السنة على طريقتهم الخاصة، وهى مزيد من البرك والمستنقعات فى الشوارع، فقد تكون مشروعاً من مشروعات الاستزراع السمكى فى المستقبل، ونحن لا ندرى، وحتى لا نفقد أحداً من أبنائنا غرقا فى مياه البحر، بحثا عن الأسماك مثل ما حدث مع مركب الصيد التى غرقت فى خليج رأس الحكمة أمام سواحل مطروح، وعليها ما يقرب من 12 صياداً. إن عجز سيارات شفط المياه عن إنهاء الأزمة ليس بسبب زيادة عدد البرك والمستنقعات فى شوارع القاهرة لكنه بسبب غياب الضمير الذى جعل المسؤلين لا يتحركون إلا مع بداية اليوم التالى، رغم توقف الأمطار فى الساعة العاشرة مساء وكان من الممكن شفط المياه المتراكمة فى فترة انخفاض الحركة المرورية، ويتحدثون فى وسائل الإعلام كل لحظة عن غرف عمليات تتابع الموقف، وكأن غرف العمليات تدير الموقف فى عاصمة أخرى غير القاهرة، كما أن الحديث عن الصرف الخاص بمياه الأمطار الذى تم عمله فى شوارع القاهرة فى العهد البائد أصبح ليست له جدوى بسبب غياب الضمير، فهل يتحرك المسئولون فى الحكومة الجديدة، وتستيقظ الضمائر.